مكانة المرأة عند العرب
إعداد / عبدالقوي الأشول الشعوالشعور بالجمال ليس وليد العصور الحديثة ولا هو مرتبط بالمدينة بقدر ماهو متجسد في كوامن النفس البشرية منذ عصور ماقبل التاريخ.ولعل العرب فيما خلفوا من تراث شعري يجسدون حقيقة نظرتهم للمرأة فهي عند الحضارات الكلدانيه والاشورية والبابلية مصدر الهام كما هي في جلجامش وعشتار.. مصدر خصب وعطاء ذلك ما اهتدى اليه دارسو الادب وبعض علماء النفس في ابحاثهم .. فنتشيه ربط الحب بالمعرفة وفرويد الحب بالعريزة وتكوين الشخصية الإنسانية واعد غريزة الحب من أ جل حفظ النفس والنوع .بينما ربط افلاطون بين الحب والفضيلة واعتبر الحب تأملاً دائماً في الجمال في حين اعد علماء التاريخ والانثربولوجيا، الأنثى قيمة إنسانية واجتماعية خصوصاً في.. المجتمعات البدائية التي كان النسب فيها للأم.. باعتبارها المصدر الأساسي لتجدد النوع ومكمن الخصب والنماء وهي الأصل كونها عصب الحياة بل إن الاتصال بالألوهية ما كان ليتم في تلك المجتمعات إلاّ من خلال الأم كما كان الحال في حضارات مابين النهرين.ففي الميثلوجية اليونانية أعد زيوس كبير الآلهة وكان متزوجاً ويعشق النساء وتقول الأسطورة إن الإله "زيوس" شطر المخلوقات الى نصفين وظل كل شطراً يحن لشطره الآخر بل يشتهية.أما في ثراتنا العربي.. فظهر جلياً قدر الاهتمام بالحب والمرأة من خلال تلك المطولات الشعرية التي تخاطب الأنثى برقتها ومفاتنها.. ومنزلتها في نفس الحب الذي لايتورع عن إهداء كل انتصاراته الحياتية لأجل عينيها كما ان استحسان الشعر الغزلي ظل مستحوذاً على القلوب بما يحمل من تباريح الشوق والوجد ووصف خمائل المخلوقات الانثوية.. بكل مافيها من نكهجة عطر المحبوبة وعنجها ودلالها وهكذا ظل الحب في صدارة اهتمامات بني البشر على مختلف الأزمنة والعصور، ثم اتت الديانات لثرتقي بالحب بمعانية الواسعة الى مصاف الوجد واللوعة والشغف.. معانٍ رائعة.. في تفاصيلها تكمن عظمة الحب في حياة الإنسان.. حب الحياة وقبل ذلك حب الخالق.. حب الانبياء والرسل حب الأبناء.. حب المرأة وهي تعابير نفس صادقة هذيتها الديانات.المسيح رغم أنه لم يتزوج إلا أنه دافع عن الروابط الزوجية وحظر الطلاق وأنكر الزنا أما في ديانتنا الإسلامية.. فقد أعطى الحب مكانة سامية.. من منظور إرتباطه بالعفة والروح المهذبة وأطر العلاقات البشرية الراقية وكل ما أحيط بها من ضوابط .. هي من روح ديننا الحنيف مكملة ولأن الديانة أو رسالة رسولنا محمد صلى اللّه عليه وسلم أتت متممة لمكارم الأخلاق فذلك يدل على أن للعرب في جاهليتهم مكارم اخلاقية فطرية رائعة فلو نظرنا الى أبرز تلك القيم التي ارتبطت بالشر نجد القبيلة التي تصاف شعراءها ممن لايلتزمون ضوابط القيم القبلية بل يهدرون دم الشاعر الذي يتعرض لاعراض الاخرين باعتبار هذا المسلك يخالف مكارم اخلاق القبيلة حينها وهناك شعراء كثر.. عاشوا حياة التشرد بسبب حالة رفض القبائل العربية قبولهم لما ارتكبوا من حماقات بحق غيرهم..الامر الذي ولد حالة من سلطة الرقيب الداخلي لدى شعراء تلك الازمنة مفادها عدم تجاوز حدود القيم والاعراض..الا ان الامر بدأ مختلفاً في العصر الاسلامي حين حملت تعابير الوجد والشوق والهيام معاني اللوعة الانسانية نحو النصف الآخر ولكن " بقدر من الضوابط والتهذيب .. اما من خالفوا ذلك فلم ينالوا رضى الخلفاء ان لم يؤد الحال الى إنزال العقاب ببعضهم فلو اخذنا نظرة على تعابير الحب ومكانة المرأة في نفس الشاعر الجاهلي .. نجد تلك المعلقات التي تخاطب المحبوبة وتصف جمالها ومامثل عشقها اوحبها من تبدل في نفس الشاعر فعند امرئ القيس بعد مقدمة الوقوف على الاطلال..يخاطب فاطمة ويدعوها الى التمهل وعدم مؤاخذته ان هو ظل لصيقاً بهودجها بعد ان قدم مطيته اكراماً لجمال لحظ عيونها البدوية عند غدير الماء ثم نجد في البردية بانت سعاد .. لكعب بن زهير بداية اخذت من اسم سعاد ومامثل وجد الشاعر بحيها من اثر في مكونات نفسه المتيمة ..وهكذا اذا ما انتقلنا الى العصر الاسلامي نجد شعر عمر بن ابي ربيعة يفيض بهذه المعاني المستغرقة في وصف نساء ذلك الزمن بلغة شعرية رقيقة تنم دون شك عن مامثل الحب في حياة تلك المجتمعات البشرية من اهمية ومكانة ويدل على أن ماجاء به المفسرون .. النفسيون للأدب في العصر الحديث يلتقي دون شك مع طبيعة النفس البشرية في العصر الحديث..