مقتل 16 جنديا أميركيا بالعراق في ثلاثة أيام
أربيل/بغداد/وكالات:قال الرئيس العراقي جلال الطالباني في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني إن السلطات العراقية ستعمل بشكل جدي في موضوع المصالحة الوطنية لإنجازه, ولكن بعد الانتهاء من حسم بعض الخلافات في قانون النفط وقانون اجتثاث البعث.واتهم الطالباني والبارزاني إثر اجتماعهما في مدينة السليمانية شمالي العراق، مخابرات أجنبية بتنظيم اجتماع لفصائل سياسية عراقية في العاصمة المصرية قبل فترة أفضى إلى تأسيس جبهة جديدة. وقال الطالباني للصحفيين إن الجبهة السياسية الجديدة تأسست بهدف الوقوف ضد حكومة نوري المالكي.وجاء في بيان أصدره حزبا الطالباني والبارزاني "بمزيد من الأسف والاستغراب اطلعنا على بيان تأسيس جبهة سياسية جديدة تضم، إضافة إلى أحزاب الوفاق الوطني والحزب الإسلامي العراقي، مجموعة من العنصريين المعادين لحقوق شعب العراق ومن خونة الشعب الكردي من أيتام صدام حسين"، وأضاف البيان أن تأسيس الجبهة الجديدة الذي تم برعاية مخابرات الدول الأجنبية، يشكل عقبة أمام ما سماها المسيرة الديمقراطية للشعب العراقي و"محاولة لإجهاض المكتسبات الدستورية".وكان الاجتماع عقد في يوم ميلاد الرئيس الراحل صدام حسين يوم 28 أبريل وشاركت فيه إضافة إلى مصر، كل من تركيا والكويت والإمارات والأردن والسعودية، وأضاف الطالباني للصحفيين أن "اجتماع القاهرة غير دستوري لأن كلا من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لا يعلمون عنه شيئا".وتضم الجبهة السياسية الجديدة جبهة الحوار برئاسة صالح المطلك والحزب الإسلامي الكردستاني وشخصيات عشائرية كردية معروفة بولائها للرئيس العراقي الراحل. واتهم بيان الحزبين الكرديين المجموعات المشاركة في الجبهة الجديدة بالإخلال بسيادة ووحدة العراق والتعاون مع أجهزة مخابرات الدول الأجنبية.ودعا بيان حزبي الطالباني والبرزاني كلا من أحزاب الوفاق الوطني الذي يتزعمه أياد علاوي والحزب الإسلامي العراقي بزعامة طارق الهاشمي والحزب الإسلامي الكردستاني، إلى الانسحاب من الجبهة الجديدة والعودة إلى "صف التحالف الوطني الموسع"، واختتم البيان مخاطبا الأحزاب الثلاثة "استمراركم في الجبهة يعني إحدث انشقاق خطير في الصف الوطني العراقي وتثبيت الطائفية وتحقيق رغبات العنصريين المعادين للأكراد". على الصعيد الميداني تبنت جبهة الجهاد والإصلاح بالعراق في تسجيلين مصورين هجومين بعبوتين ناسفتين على ما قالت إنهما آليتان أميركيتان في منطقة التاجي شمالي بغداد.ويظهر التسجيل الأول تفجيراً يستهدف مدرعة عسكرية، في حين يظهر الثاني آلية تتعرض للتفجير. ولم يتسن التأكد من مصداقية التسجيلين من مصدر مستقل.ويأتي الكشف عن هذين التسجيلين بعدما أعلن الجيش الأميركي في بيانات منفصلة أن 16 جنديا أميركيا قتلوا وأصيب 21 آخرون في عدة هجمات وتفجيرات في مناطق بغداد وديالى والموصل خلال الأيام الثلاثة الماضية.وبدأ هذا الشهر داميا كما انتهى سابقه مايو الذي شهد ثالث أكبر خسائر للقوات الأميركية منذ غزوها الأراضي العراقية عام 2003م بسقوط 127 قتيلا.فقد قتل ستة جنود أميركيين أمس الأول في بغداد بينهم أربعة سقطوا في انفجار أثناء قيامهم بعملية تطويق حي وتمشيطه بحثا عن مسلحين. كما قتل جنديان وجرح خمسة آخرون في تفجيرين منفصلين بالعاصمة.ولقي سبعة جنود أميركيين مصرعهم السبت، اثنان منهما في محافظة ديالي شمال شرق بغداد في هجومين منفصلين أوقعا أيضا ستة جرحى، بينما قتل الباقون في هجمات ببغداد وخارجها.ويوم الجمعة قتل جندي أميركي في تفجير انتحاري عندما حاولت دوريته استجواب رجلين قرب مسجد جنوب غربي بغداد.وبمصرع هؤلاء الجنود ترتفع خسائر الجيش الأميركي في العراق منذ غزوه إلى 3488 قتيلا وفقا لتعداد استند إلى أرقام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).على الجانب العراقي عثرت الشرطة العراقية على 43 جثة مجهولة في مناطق بغداد وبعقوبة والموصل. وفي العاصمة قتل أربعة أشخاص -بينهم إمام مسجد- برصاص مسلحين في منطقتي الخضراء والعامل.وفي الفلوجة وبلد قال الجيش الأميركي إن قواته قتلت تسعة أشخاص واعتقلت عشرة يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة. وفي المقدادية قالت الشرطة إن آليتين أميركيتين أعطبتا في انفجار عبوتين ناسفين.أما في الديوانية فقد قتل ثلاثة أشخاص -بينهم جندي عراقي- وأصيب 29 بينهم خمسة شرطة في اشتباك بين أجهزة أمنية ومليشيا جيش المهدي. وفي الموصل اغتال مسلحون قسيسا كاثوليكيا وثلاثة من مساعديه شرق المدينة.ووسط تصاعد التفجيرات والهجمات كشف الرئيس العراقي جلال الطالباني أنه تحدث مع الرئيس الأميركي جورج بوش بشأن التفاوض مع الجماعات المسلحة في العراق. وأكد في مؤتمر صحفي بمحافظة السليمانية أن هذه المفاوضات التي تبذل بجهد شخصي منه وبعض القادة العسكريين في قوات التحالف، اقتربت من نهايتها.وأعرب عن أمله بإبرام اتفاق مع تلك الجماعات بعد تطبيق التعديلات الجديدة على قانون اجتثاث البعث واتفاق تقاسم العائدات النفطية، مشيرا إلى الاشتباكات الأخيرة بين تنظيم القاعدة وبعض الجماعات، لكنه رفض الكشف عن أسماء الجماعات التي تتفاوض لأسباب أمنية.في تطور آخر دعا رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك الأميركيين والحكومة العراقية إلى إعادة النظر في العملية السياسية برمتها. وقال في مؤتمر صحفي عقده في عمان إن العملية السياسية بنيت على خطأ وجاءت بنتائج خاطئة.وأضاف المطلك -الذي تملك جبهته 11 نائبا في البرلمان- إن جبهته تدرس خيار الانسحاب من العملية السياسية برمتها لأن الحكومة الحالية غير قادرة على خلق مصالحة حقيقية في البلاد.وكشف عن محادثات تجري لتشكيل جبهة إنقاذ وطنية تشمل جبهة التوافق وحزب رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي إضافة إلى أحزاب أصغر.