أقواس
هل تتصور أخي القارئ مبدعاً كفيفاً د أو فقد إحدى عينية هل تتصور ذلك لمجرد التصور.. وهل تكون حياة إبداعية مستقرة مفعمة بالعطاء والانبهار.. وهناك خلل يفقد العملية محتواها وجوهرها؟!هل تتصور حجم المعاناة لمبدع فقد نور إحدى عينية.. وظل يواصل عطاءه حتى كاد يفقد نور عينه الأخرى.. بسبب (المياه البيضاء) التي تحجب الرؤية تماماً.. وهل تتصور أن يأتي المنقذ فجأة ليعيد الحياة لهذا (الإنسان) في عين الإنسان نفسه وبفترة زمنية قياسية؟!لك أن تستغرب وتندهش لكن هو الواقع.. وهذه تفاصيل لقصة قصيرة جداً جداً بطلها الفنان التشكيلي الجميل/ احمد عبدالعزيز، شقيق الكاتب والمفكر د.عمر عبدالعزيز، اللذين تربيا على أب من منطقة( يغرس) في تعز بلاد الولي احمد بن علوان، وأم من الأحكوم منطقة(الدمن) بلاد الولي/ ابن الغريب تلميذ ابن علوان.. نعم هذا المبدع وذاك الفيلسوف عاشا حياة الغربة والوطن سواسية لكنهما افترقا وعاش احمد حياة المكافح المجاهد في مجال عملة الحر فلا وظيفة حكومة ولا من قدمها له وهو الذي يعمل لوطن كله .. في الإخراج التلفزيوني والشعر والرسم والنحت.. الخ..احمد عبدالعزيز فاجاني نظارة سوداء قاتمة.. فقلت له .. من (طه حسين)؟!! بطرافة محببة ضحك بقوة وحكي لي الحكاية..عينة اعتمت، ولعب الزميل عبدالرحمن عبدالخالق دوراً لدى الدكتور المبدع وراعي المبدعين حقاً الدكتور / نزار محمد عبده غانم، سليل الأسرة العدنية العريقة والذي يدير مركزاً لرعاية المبدعين تحت اسم (المركز الصحي الثقافي) الذي هو منظمة غير حكومية ترعى المبدعين ويشغل فيها الدكتور نزار رئيس مجلس الأمناء .. فقال لي احمد : أحمد الله أن عاد لي بصري في عيني المعتمة .. والفضل للدكتور نزار الذي اعجز عن شكره وهل شكري يساوي شيئاً مما قدمه لي نافضلا عما يقدمه للمبدعين عامة وقد نذر نفسه للخير مثله مثل والده المرحوم الأستاذ الدكتور/ محمد عبده غانم طيب الله ثراه..ويضيف : لقد كانت لفتة إنسانية حظيت بها ودفع تكاليفها المركز بجهد من الدكتور نزار الذي أتمنى له سعادة في حياته وازدهاراً في عمله وهو فعلاً رجل يستحق الثناء في زمن ضاع فيه الوفاء الرسمي للإبداع والمبدعين..!ولنتصور معي عزيز القارئ عبر هذا العمود (أقواس) كم كانت فرحة زميلنا العزيز احمد عبدالعزيز الذي أناديه طرافة (احمد عبدالعزيز) بدون (نقطة الزاي) فأجد ضحكته المجلجلة في شارع بصير بمقهى الشباب او مطعم العم خالد المحبوب جوار مكتبة النور.. وبضحكته نسعد جميعاً لأنه محبوب لدى الجميع.. وأسالوا الشاعر المؤدب عبدالبار الناشري عن بقية خصاله الحميدة!شكراً لك د. نزار وشكر للقاص عبدالرحمن عبدالخالق ولطاقم العملية الجراحية وسلامات عيونك يابن عبدالعزيز !