السيستاني يدعو للحداد والصدر يتوعد بالثأر بعد تفجير المزار الشيعي
بغداد / رويترز: اتهم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر متشددين من العرب السنة بالهجوم على مزار للشيعة في بلدة سامراء أمس الاربعاء وتوعد بالثأر.وقال عبد الهادي الدراجي من التيار الصدري ان الشيعة لن يشجبوا ويحتجوا فقط ولكنهم سيعملون لمواجهة المتشددين.وأضاف أنه اذا لم تكن الحكومة العراقية تقوم بهذه المهمة للدفاع عن الشعب العراقي فان أنصار الصدر مستعدون لفعل ذلك. وفي مدينة النجف دعا المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني إلى احتجاجات واسعة ردا على انفجار عنيف دمر القبة الذهبية لضريح الإمام علي الهادي عاشر الأئمة المعصومين لدى الشيعة والامام حسن العسكري. ودعا بيان صادر عن مكتب السيستاني للحداد سبعة أيام لكنه أكد أيضا على ضرورة عدم اللجوء للعنف وتحديدا الرد بشن هجمات ضد مساجد سنية.وخارج مكتب السيستاني حيث يلتقي الزعيم الشيعي بمعظم زعماء الشيعة الكبار ردد ألفا متظاهر هتافات مثل "الله اكبر.. ثوروا ايها الشيعة وخذوا بثأر الامام علي الهادي".وقال حازم النعيمي وهو استاذ في العلوم السياسية بجامعة المستنصرية ببغداد ان الهجوم بالنسبة للشيعة هو اعتداء كبير يشبه التأثير الذي قد يحدثه وقوع هجوم على مكة على جميع المسلمين.وأضاف "سنشهد حتما المزيد من التوترات الطائفية بعد هذا الهجوم..قد يدفع (الهجوم) البلاد الى حرب اهلية."من ناحيته قال عدنان الدليمي الامين العام لمؤتمر اهل العراق ورئيس قائمة التوافق السنية أمس الاربعاء انه طلب من رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري اعلان حظر التجول اثر قيام مسلحين غاضبين باستهداف المساجد السنية في مدينة بغداد ردا على استهداف مزار شيعي في مدينة سامراء.وقال الدليمي انه طلب من الجعفري في اتصال هاتفي "اعلان حالة حظر التجوال في مدينة بغداد وبقية المدن العراقية لمدة 24 ساعة لامتصاص ردة الفعل الغاضبة التي تستهدف الجوامع السنية في البلاد." غير ان الدليمي لم يذكر عن رد الجعفري على اقتراحه هذا.وفي بيان صادر عن مؤتمر اهل العراق استنكر الدليمي الهجوم على المرقد الذي يضم ضريحي الامامين علي الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء وهو احد المراقد الدينية المقدسة عند الشيعة.وقال البيان "المؤامرة تتكشف يوما بعد يوم وهي تستهدف وحدة العراق وشعبه بجميع اطيافه ومكوناته... ومازالت اطراف مشبوهة تفعل الافاعيل من اجل زرع بذور الفتنة واشعال حرب طائفية لا تبقي ولا تذر."واضاف الدليمي في بيانه ان ما حدث في سامراء "حلقة جديدة من مسلسل المحاولات المشبوهة التي تريد تفكيك وحدة العراق."وطالب "سلطات الاحتلال والسلطات الحكومية باجراء تحقيق نزيه وشفاف في الكيفية التي حدثت بها الجريمة وكشف الجهات التي تقف وراءها واعلان ذلك للرأي العام."ومن جانب اخر اكد شهود عيان من عدة مناطق في مدينة بغداد ان مسلحين غاضبين استهدفوا عددا من الجوامع السنية في المدينة واطلقوا النار على عدد من المصلين كما اطلقوا صواريخ ار.بي.جي على عدد من هذه الجوامع.وقال احد المصلين في مسجد البدرية في منطقة الطالبية ببغداد ان مسلحين اغتالوا امام المسجد بعد ان اطلقوا عليه النار أمس بعد صلاة الظهر.وقال شاهد اخر "اغتال مسلحون مؤذن جامع الله اكبر واسمه علاوي هلال في الحبيبية."وتقع ضاحيتا الطالبية والحبيبية غربي مدينة بغداد بمحاذاة مدينة الصدر.وقال مصدر من مؤتمر اهل العراق ان عدد الجوامع السنية في بغداد التي تعرضت لهجمات أمس الاربعاء بلغ اكثر من 30 مسجدا.واضاف ان اربعة مساجد في ضاحية حي الامين جنوب غربي بغداد وهي جامع الاسراء والمعراج وجامع عثمان وجامع اسماء ذات النطاقين وجامع الشهيد قد تعرضت لهجمات مسلحة قام بها مسلحون غاضبون مستخدمين صواريخ ار.بي.جي.واضاف الشهود ان مسلحين غاضبين استولوا على جامع عبد الله بن عوف في الشعلة غربي بغداد وعلى جامع القدس في ضاحية شارع فلسطين.وتعرض مسجد اليماني الكبير في منطقة الزعفرانية جنوب بغداد الى هجوم بالقنابل اليدوية.وقال مصلون بالمسجد "القيت قنابل يدوية على المسجد بعد صلاة الظهر ادت الى اصابة امام المسجد الشيخ حسن العاني وولده بجروح خطيرة." إلى ذلك قال الرئيس العراقي جلال الطالباني ان المهاجمين يريدون عرقلة جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية. واتهم مسؤول أمني بارز ميليشيات سنية يشجعها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بتفجير المزار لدفع البلاد نحو حرب أهلية.ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم.وذكر مسؤولون كبار أن مسلحين اقتحموا المزار وهو واحد من أقدس أربعة مواقع لدى الشيعة في العراق وزرعوا متفجرات تسببت في تدمير قبته الذهبية وعمرها مئة عام.واظهرت صورة جوية عرضها الجيش الامريكي القبة التي يبلغ عرضها 20 مترا وقد تحولت الى هيكل غائر. والحقت اضرار بالمباني المجاورة.وذكر متحدث باسم وزارة الداخلية أن المهاجمين كانو يرتدون زي الشرطة وعمدوا الى توثيق حرس المسجد ثم زرعوا المتفجرات.وأعلن رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري وهو شيعي الحداد ثلاثة أيام ودعا الجعفري الى وحدة صف المسلمين.وأضاف الجعفري أن الحكومة المؤقتة أرسلت مسؤولين الى سامراء على بعد 100 كيلومتر شمالي بغداد. وقال سكان ان القوات الامنية أغلقت سامراء التي يغلب على سكانها السنة.وقالت الشرطة انها اطلقت اعيرة نارية فوق رؤوس متظاهرين فيما كانوا يرددون شعارات دينية ومعادية لامريكا.وذكرت وزارة الدفاع أنها تبحث نشر جنود في بغداد لمنع وقوع اشتباكات بين التجمعات المتناحرة. وقال الجيش الامريكي ان قواته لم تتخذ أي تحرك محدد.ووصف الطالباني الهجوم بأنه "جريمة نكراء" قائلا "مايزيد من بشاعة هذه الجريمة انها ارتكبت في شهر محرم الحرام ما يؤكد ان الجناة لا يراعون المقدسات."وخرج الاف الاشخاص في مسيرات ببلدات شيعية في جميع أنحاء البلاد وعبر العاصمة منددين بالهجوم.وخرج افراد ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في معاقل شيعية مثل مدينة الصدر في بغداد ومدينة السماوة.وأفادت مواقع اخبارية شيعية أن التفجير اسفر عن الحاق أضرار باثار تخص الامامين بينها خوذه ودرع.وتجمع الآلاف من الشيعة حول الضريح الشيعي الذي تقصده أعداد كبيرة من الزوار القادمين من إيران, ورددوا هتافات منددة بالتفجير الذي وقع باستخدام عبوة ناسفة. كما رفع المتظاهرون عمامة وسيف الإمام علي الهادي التي كانت موجودة في الضريح. من جانبه وصف الشيخ أحمد ضايع إمام وخطيب مسجد الرسالة في سامراء وعضو هيئة علماء المسلمين السنة في العراق التفجير بأنه عمل إرهابي يستهدف زرع الفتنة الطائفية بين العراقيين, وحمل القوات الأميركية المسؤولية عن الحادث.