يمكن أن نحدد منطقة جيجل التاريخية بذلك المستطيل الممتد أطرافه الشمالية من مصب وادي بوغريون وسط خليج بجاية إلى رأس العشايش غرب مدينة القل ، أما من الناحية الجنوبية فتمتد أطرافه من السفوح الجنوبية لجبال بابور شمال العين الكبيرة إلى السفوح الشمالية لجبال سيدي إدريس شمال القرارم. هذا المستطيل أغلب أراضيه جبلية وسهوله محدودة جدا لا تتجاوز العشرة في المائة من مجموع مساحته . فالمنطقة عبارة عن كتلة جبلية وهضبية متعددة الأشكال ، محصورة بين واديين عميقين أثناء اختراقهما للجبال الصخرية . ومن الناحية الغربية وادي بوغريون الذي يفصلها عن جبال البيبان الشرقية, فهو ينبع من هضاب سطيف ويصب في وسط خليج بجاية. أما من الناحية الشرقية فيفصلها وادي الرمال عن الكتلة الجبلية الواقعة جنوب القل. وهو ينبع من الهضاب الواقعة جنوب وغرب مدينة قسنطينة ويصب في البحر شرق مدينة جيجل. والواديان يتشابهان في الفجاج والعوائق أثناء إختراقهما للجبال الصخرية في عدة مواقع ، وعلى الأخص في نواحي خراطة المعروفة بشعاب “الاخرة” بالنسبة لوادي بوغريون ، ونواحي سيدي معروف المعروفة ب”بين الغدر. وتعد جبال منطقة جيجل جزءا مهما من الأطلس التلي الممتد من الحدود المغربية إلى الحدود التونسية. وأهم جبالها من الناحية الجنوبية السلاسل الجبلية بابور ، شينقرا تمزكدة، زواغة,سيدي معروف, سيدي إدريس, وهي أكثر ارتفاعا من السلاسل الشمالية ،إذ يصل ارتفاع بعضها إلى أكثر من ألفي متر. أما من الناحية الشمالية التي تطل على البحر ، فأهمها سلاسل تابابورت, وإراقن, وبوحنش, وتاكسانة, وبوعزة، والشحنة, وتمضلامت وسدات وتافرطاست, ومرتفعات مشاط ، وبوالنغرة جنوب غرب رأس بوقرعون ، فهذه الجبال وما يتفرع عنها من سلاسل جبلية عديدة كلها مكسوة بالغابات الكثيفة المتنوعة بالأشجار والشجيرات والنباتات. أما هضاب المنطقة فأغلبها يتركز في السفوح الجنوبية التي تمتد من العين الكبيرة شمال سطيف إلى جنوب مدينة سكيكدة, وهي خارجة عن نطاق دراستنا. أما من الناحية الشمالية فهضابها قليلة، لأن جبالها محدودة, تبدأ في الارتفاع من مياه البحر ماعدا الجبال المحيطة بسهل جيجل .