جوائز السينما اليمنية
السينما عبارة عن صور ثابتة ، أما مصدر الإحساس بحركة هذه الصور فيعود إلى نظرية ( استدامة الرؤية ) للعين البشرية التي أثبتها العالم البلجيكي بلاني عام 1829م والبداية الحقيقية لميلاد صناعة السينما فتعود تقريباً إلى عام 1895م ، نتيجة الجمع بين ثلاثة مخترعات سابقة هي اللعبة البصرية ، الفانوس السحري ، والتصوير الفوتوغرافي ، فقد سجل الإخوان أوجست ولويس لوميير اختراعهما الأول جهاز يمكن من عرض الصور المتحركة على الشاشة في فرنسا ، وهكذا أصبحت السينما واقعاً ملموساً منذ عام 1895م . وقد ظهر عصر الأفلام الصامتة في الفترة 1911 – 1926م ، وكانت هناك محاولات لاستخدام طرق ومؤثرات صوتية خاصة ، وتعتبر أفلام شارلي شابلن شاهدة لعصر الأفلام الصامتة .أما أول فيلم ناطق فكان بعنوان : ( مغني الجاز ) في عام 1927م , وفي ثلاثينات القرن الفارط تم استخدام الألوان والرسوم المتحركة في السينما . لقد تقدم الفيلم السينمائي خطوة خطوة من الرسوم إلى الصور الفوتوغرافية ، إلى الصور المطروحة على شاشة ، إلى الصوت ، إلى اللون ، إلى الشاشة العريضة ، إلى شاشة الإبعاد الثلاثية ، بل ماتزال التجارب العلمية جارية لإضافة حاسة الشم للتجربة الفيلمية بإطلاق عطور أثناءها .وصناعة السينما لاتفتأ في تصاعد مستمر ، وتوائم بينها وبين أحدث وسائط المعلومات والاتصالات وشبكة الانترنت , وكان بداية استغلالها لهذه الشبكة عام 1982م ، كما أضاف الكمبيوتر إمكانات مذهلة في عملية الإنتاج السينمائي أتاحت لصانعي الأفلام إضافة كائنات غير موجودة في الطبيعة ، لتلعب أدواراً مهمة في الأحداث ، وتشارك الممثلين الحقيقيين وتمثل معهم . والسينما الاليكترونية خطوة عن طريق التزاوج بين تقنيات السينما والتقنيات الاليكترونية ، وساهمت هذه التكنولوجيا في خفض تكاليف الإنتاج ، وسهولة التوزيع وعرض الأفلام على شبكة الانترنت .وفريق العمل السينمائي يتكون من طاقم الإخراج ، طاقم آلة التصوير ، طاقم الصوت ، طاقم الإضاءة ، وقسم الإكسسوارات والمكملات .. وتنوعت الأفلام فهناك أفلام مغامرات ، وأفلام خيالية وأفلام رعب ، وأفلام كوميدية وأفلام وثائقية ( تسجيلية ) وأفلام جاسوسية وأفلام حروب وأفلام سياسية وأفلام استعراضية وأفلام بوليسية وأفلام موسيقية وأفلام قصيرة وأخرى طويلة . والسينما عموماً فن جماهيري ، وجمهور المشاهدين فيه يمثل جميع المستويات الثقافية ، وينتمون إلى كل الفئات ، وهي وسيلة لتسلية الأطفال والشباب والكهول لكلا الجنسين ، وهي _ أي السينما _ أداة مؤثرة في أحداث التغيير الاجتماعي وفي التنمية الثقافية .. والسينما ايضاً وسيلة من أهم وسائل الإعلام والإعلان والتوجيه العام والدعاية ، إلى جوانب وسائلها التربوية والثقافية والترفيهية وأهدافها الاجتماعية والسياسية والدينية و .. وصناعة السينما تخلق فرص عمل كثيرة منها عمالة ماهرة ذات تخصصات فنية مطلوبة باعتبارها فن الفنون ، ومنها عمالة غير ماهرة تصلح للأعمال المساعدة في صناعة السينما . فإذا كانت السينما المصرية في تقدمها على المستويين العربي والإقليمي وبعد مرور مئة عام على نشوئها لا تزال في عداد السينما القومية ، لا السينما العالمية ، باعتبار إن انتشارها كسينما عالمية بحاجة إلى تمويل باذخ وإنتاج ضخم كالسينما الأمريكية المعترف بها كسينما عالمية دون منازع . فما بال السينما او الفن السابع في اليمن ؟! لقد حصدت المخرجة السينمائية اليمنية خديجة السلامي جائزة لجنة التحكيم وجائزة الجمهور في آن واحد عن فيلميها الوثائقيين ( نجمية ) و ( أمينة ) في 10 / 10 /2006م ، كما حصلت من قبل على عدة جوائز عالمية في الإخراج السينمائي ، كالجائزة الذهبية في مهرجان تونس السينمائي في ابريل 2006م ( التغيير مجلة ، الناشر عرفات مدابش ) والمخرج حميد سعيد العقبي قدم سيناريو وإخراج عن قصيدة حياة جامدة للشاعر العراقي سعدي يوسف ، وكانت مدة الفيلم عشرون دقيقة وتم تصويره بالنورماندي ( فرنسا ) ، وله العديد من السيناريوهات السينمائية بيد أنه يبحث عن دعم وفني لإنتاجها .أما المخرج بدر بن حرسي مخرج بريطاني من أصل يمني يفوز بأفضل فيلم بتصويت الجمهور ( جائزة المشاهد العربي ) في مهرجان الفيلم العربي بواشنطن في 7 نوفمبر 2006م لفيلمه الموسوم : ( يوم جديد في صنعاء القديمة ) - ( إيلاف ، محمد الخامري ).والفيلم كوميديا رومانسية يتناول قصة شاب غني على وشك الزواج بامرأة لايعرفها ، ولكنه يقع في حب امرأة أخرى ، وهو ( أول ) فيلم روائي طويل ينتج في اليمن .وكلمة ( أول ) فيلم دليل لايقبل الشك على عدم وجود أفلام قبله ، وتؤكد سلبية دور السينما او الفن السابع في اليمن .والمخرج اليمني بدر بن حرسي لم يضمر مشاكله في تصوير الفيلم في اليمن محدداً هذه المشاكل بالبيروقراطية والتمويل وسوء الفهم والشك التي تسود المجتمع اليمني والتي أفضت إلى طعن أحد الممثلين .والحقيقة إن هناك بون شاسع وهوة سحيقة بين مهارات الأفراد والجهد الاجتماعي المنظم ، فاليمن كأي دولة في هذه المعمورة لا تعدم خبيراً دولياً في تقنية المعلومات أو عالماً صاحب براءات اختراع او أدبياً مبدعاً ملأ الدنيا وشغل الناس ، أو رياضياً شهيراً يشار إليه بالبنان .. غير أن مهارات الإفراد يظل جهداً مشتتاً إذا لم يستوعب في قالب مؤسساتي .فأنت قد لا تجني من مهارات الأفراد شيئاً إذا لم توظفها توظيفاً صحيحاً . وحديثنا عن السينما اليمنية حديثاً مبتوراً ، والحديث المبتور دائماً ما تكون عواقبة وخيمة ، كالقائل : ( ويل للمصلين ) فنحن نتكلم عن السينما في اليمن في الصحف الرسمية وكأن صناعة السينما في مراتبها العليا فنحن نحصد جوائز المهرجانات العربية والعالمية ، غير أن الواقع أن لا واقع لهذه السينما على الأرض اليمنية ومن يقول غير ذلك فليدلي بدلوه ، ولا نحبذ أن نكون كالعاشق الكذاب الذي يفرح بالتهم .