المخرج الإذاعي سمير الوهابي لـ « 14اكتوبر »:
اجرى اللقاد/ عبدالله الضراسي : من داخل أروقة واستديوهات البرنامج العام الثاني /إذاعة عدن ... تجري العملية الإذاعية - الحيوية والصامدة- والتي تجاوزت عدة سنوات بعد نصف القرن (8 أغسطس 1954م) والتي حفرت لنفسها مكانه إذاعية معروفة منذ إنطلاقتها وعملت على جذب مساحة إذاعية طوال رحلتها الإعلامية ، لم يقف الأمر عند (عتبات) هذه المهام الإعلامية بل أصبحت مدرسة إذاعية تخرج منها أجيال إذاعية وفنية وإعلامية (طارت) شهرتهم خارج أروقتها حتى العالم الخارجي (مثل تجربتي المذيعين القديرين محمد عمر بلجون والفنان عبد الرحمن باجنيد) وقدمت وجوهاً إعلامية (عبد الله حاتم ولطفي أمان والجرادة ) وأفرزت وجوهاً درامية (أربد والمدي ) وخلقت قيادات إعلامية كبيرة (الخطيب وبلجون) وترعرع بها قامات إخراجية رحلت وتقاعدت ولا زال بها جيل الصف الثاني الإخراجي من مدرسة إذاعة عدن (أحمد بازرعة +أكرم محسن+نبيل يوسف+ رضا العماري ويأتي مخرجنا الإذاعي المتميز سمير الوهابي كمفردة من مفردات المشهد الإذاعي الإخراجي الفاعل حتى الآن من زمن جيل الصف الثاني لمدرسة إذاعة عدن حيث يتواجد هنا وهناك ما بين برامج عالم الصباح والظهيرة وحتى برامج السهرة ، حضور إذاعي متميز جاء نتاج (مخرجات مدرسة إذاعة البرنامج العام الثاني ) والذي يستمد مناخاته وفضاءاته من قيادة إعلامية إذاعية مجربة إذاعة البرنامج العام الثاني متمثلة بالإعلامي ورجل المهمات الإخبارية منذ عقود الأستاذ يسلم مطر رئيس قطاع البرنامج العام الثاني وكذا الأستاذ الإعلامي علي سالم باثعلب مدير عام البرامج حيث تثمر جهودهما عن برامج إذاعية عكست وتعكس حصور إذاعة عدن على ساحة الفعل الإذاعي في مختلف مساراته العملية . عالم الإذاعة الساحر * في البدء مخرجنا الإذاعي المتميز لماذا اخترتم عملكم بإذاعة عدن تحديداً ؟- رداً على مفتتح حواركم معي عزيزي الضراسي دعني أخبركم إن الإذاعة كإحدى وسائط الاتصال الإعلامي (الساخنة) كما صنفها(علم الاتصال) لكونها تقدم رسالتها الإعلامية (صوتاً وموسيقى وحديثاً) وعلى (المتلقي) استقبال هذه الرسالة برد فعل تخيلي ساخن بغية إحداث تواصل إعلامي ولهذا فقد صنعت هذه (الوسيلة الإعلامية ) ضمن شبكة وسائل الإتصال الساخنة مثلها مثل المسرح وعلى عكس رسالة التلفاز حيث تقدم رسالتها صوتاً وصورة ومرفقات باردة إلى متلقيها ومن هنا فقد توافرت لوسيلة الإذاعة عواملها السحرية خاصة قبيل انتشار فوضى منظومة الفضائيات وبقية صرعات تكنولوجيا الاتصال لم تصادر وسيلة الإذاعة بل وحتى السينما كدائرة إعلامية جمعية فقدت بريقها مع ما توافر (لسينما البيت ) التي تقدمها الفضائيات ومع هذا يظل للإذاعة سحرها وبريقها لأنها تعمل على خلق علاقة إعلامية حميمية قوامها العملية التخيلية وهذا ما دفعني لامتهان العملية الإذاعية مستقبلاً إعلامياً خاصة وإن ثمة ميولاً إعلامية مسبقة شكلت عندي مقدمات للالتحاق بإذاعة عدن ثم أن عوالم إذاعة عدن قد هيأت (لمة إعلامية) من خلال فضاءات الروح الحميمية الإذاعية لوسيلة إعلامية تجذرت عند عتباتها تقاليد وقيم إذاعية استمدتها من (عبق رحلتها النصف قرنية ) فأعطت لمن تبح فيها مستلزمات النجاح الإذاعي لا سيما وأنها ضمت بين جنباتها كادرات إذاعية مجربة لم يبخلوا علينا بكل ما حملوه من تجارب إذاعية سواء أكان على الصعيد الإداري أو الفني أو المهني كأسرة إعلامية أضاءت لهذه الإذاعة العريقة مكانتها المميزة .تجربة البث الصباحي المباشر * عرفت كأحد المخرجين المبدعين ضمن طواقم إذاعة عدن على صعيد بثها الصباحي المباشر ... كيف تقيمون هذه التجربة الإعلامية ؟- فيما يتعلق بهذا الجانب الإذاعي الإعلامي (فأنا ) سعيد جداً أن نسلط الضوء على مساحة إذاعية إعلامية نعتز بها كلنا بقطاع البرنامج العام الثاني قيادة وكادرات فنية ومهنية وإخراجية ولهذا عملنا بهذا الصدد نتاج طواقم العمل الفنية والإذاعية (الثلاث ) الجهد الذهني والنفسي والإذاعي ، وبخصوص (نجاحي المتميز ) في إخراج الفترة الصباحية من البث المباشر فهو نتاج لصدقي وحبي الشديد لهذه الفترة والتي يجب أن تكون بنكهة (الشاي العدني) وزرقة بحار عدن الجميلة المترامية الأطراف ، لهذا فأنني (أحاول) في هذه اللوحة الإذاعية الإعلامية الصباحية من (البث المباشر ) أن أرسم (لوحة طبيعية) وهي لوحة تحاكي زقزقة العصافير وروائح الخضرة الفواحة ونسائم بحار عدن وهي صورة جمالية صوتية (للطبيعة اليمنية ) بغية أن تقوم هذه العملية الإذاعية الإبداعية (بنثر) السرور والبهجة عند المستمع (لمعانقة ) صباح اليمن الجديد..عوامل نجاح البث الصباحي * في اعتقادكم كمخرج متميز بإذاعة عدن إلى ماذا تعزون نجاح فترة البث الصباحي المباشر ؟ - يمكن القول وبكل صدق وثقة إعلامية ومن واقع خبرتي وتجربتي الإذاعية وككادر له شرف التخرج في أروقة مدرسة إذاعة عدن لكونها مدرسة إعلامية تجاوزت بكل ثقة واقتدار العام الرابع بعد نصف القرن (أغسطس 1954م) ولهذا فقد (شربنا) صنعة هذه المدرسة الإذاعية بعد توارثنا للخبرة من تجارب أجيال الإذاعة المخضرمين والذين سبقونا بهذا المضمار وقمنا نحن الكادرات الإذاعية الجديدة بتطوير تقنية تلكم الأجيال المخضرمة حفاظاً لما (أبتدعوه) من خبرة إذاعية .. ويمكن القول إن تواجد وامتلاك الإذاعة (لمكتبة صوتية عريقة) يعد من منظومة مقومات نجاح عملنا وهي مكتبة إذاعية عريقة يكمن القول عنها إنها شكلت ولا زالت (مرجعية صوتية) حتى الآن وهي بمثابة (إنسوكلوبيديا) الصوتيات جمعت الوان فن الصوت اليمني والعربي والتراثي تساعدنا في رفع درجات الحس الفني لمستمعنا حتى بلوغ النشوة وتجعلنا خلال فضاءات البث الصباحي الإذاعي المباشر نقوم بعملية (تطوافة) صباحية /فنية /روحية /جمالية لربوع وطننا اليمني الحبيب بغية إهدائه روحياً ما يغذي نهمه الروحي وهي أقرب إلى الوجبة الصباحية الساخنة اللذيذة .المتغيرات الإعلامية * أمام منظومة المتغيرات التكنولوجية للإعلام أين نجد إذاعة عدن وسط هذه المتغيرات؟- أتفق معكم بصدد هذه الإشارة الإعلامية /التقنية /المهنية من أن عالمنا المعاصر مشحون وممتلئ بكل (صرعات) تكنولوجيا الاتصالات والتي جعلت العالم كما يقول (علماء وسائط الاتصال) قرية صغيرة لهذا فإن موجة السباق المحموم بهذا الصدد أصبحت (قانون عالمنا الإعلامي) لهذا فإن التنافس أصبح وارداً ... ولكن مع هذا يمكن القول بهذا الصدد إن إذاعة عدن وبعد مرور 54 عاماً من رحلة الإذاعة وبحثها عن العلاقة الحميمة مع مستمعها قد (ولدت) لنفسها مكانة عند منظومة مستمعيها ومع هذا لا (ندير) رؤوسنا في (رمال الإعلام) المتسارعة بل نسعى لنعلن عن أنفسنا كإذاعة تجاوزت (النصف قرن ونيف) رغم تواضع قدراتنا الإذاعية والفنية والمهنية والتقنية وهذا ما يجعلنا نضاعف من حضورنا في المشهد الإذاعي وفق موروثنا الإذاعي وخبرات كادرنا للمضي قدماً بإذاعتنا للإقتراب من مربعات الحضور الإذاعي وذلكم لن يتأتى إلا بالبحث عن صورة إذاعية جديدة واجتهادات تفرض علينا مواكبة وملاحقة (الماراثون) الإعلامي الإذاعي الذي يعمل في قريتنا الإعلامية الكونية .تقييم التجربة الإخراجيةبعد رحلتكم مع التجربة الإخراجية الإذاعية داخل أروقة البرنامج العام الثاني عدن كيف تقرأ آفاق هذه التجربة الإذاعية؟بهذا الصدد يمكن قول الكثير والكثير لأن مضمار عملي الإخراجي الإذاعي نضج وتجذر وتفتحت (مساماته الإبداعية ) داخل هذه (المدرسة الإذاعية الأم) إذاعة عدن بدليل أنني من داخلها تمكنت وأنا (خلف) اللوحة الزجاجية لغرفة الإخراج من حصولي على (بكلاريوس إعلام) وأنا (مبرمج ) بين عدة مهام إخراجية وتنفيذ نوبات البث المباشر الصباحي أو نوبات السهرة ومع هذا خلق لي هذا العمل حافز التأهيل وأنا من فوق (مقعد) الإخراج الإذاعي وهذا يعود لقيادتنا الإعلامية الماسكة بمفاصل العملية الإبداعية بالإذاعة سواء رئيس القطاع أو مدير عام البرامج والكل (جوقة) إذاعية متناغمة مع بعضها البعض شكلت في النهاية (سيمفونية) إذاعية ناجحة وأنا كمخرج إذاعي لم (أغرد خارج السرب) بل أنا إمتداد مهني وفني وإذاعي لهذه العملية الإذاعية الجميلة ولم تقف نجاحاتي بهذا الصدد عند (عتبات ) إذاعة عدن بل (طالت) خارج أسوارها حيث شكلت مكانتي الإذاعية كمخرج إذاعي معروف إلى قيام قيادة المؤتمر الشعبي العام لمديرية التواهي إلى ترشيحي في عضوية مديرية التواهي للمجلس المحلي ورغم إنشغالاتي الإذاعية والعائلية والمهنية في جمعية الإعلاميين الشباب مع هذا نجحت في دخول عضوية المجلس المحلى لمديرية التواهي وأخيراً أوكلت لي مهمة دائرة التخطيط لشعور المجلس المحلى للمديرية بإمكانية أن ألعب دوراً إبداعياً بهذا الصدد... التأهيل * ماذا عن حصولكم على تأهيل إعلامي بهذا الصدد؟- فعلاً التأهيل الإعلامي بهذا الصدد مهم جداً لتمكن المبدع الإعلامي بالإذاعة من الحصول بين الوقت والآخر على (مدارات تأهيلية ) حتى تمكنه من الاقتراب من كل جديد وما يستجد من تقنيات تكنولوجيا الإعلام خاصة وأن الأمور تتسارع بهذا الصدد من هنا تأتي أهمية التأهيل وقد حصلت مؤخراً دورة إعلامية بدمشق تعد إمتداداً لمدارات التأهيل بهذا الصدد، فضلاً عن العديد من فرص التأهيل الداخلية وكذا ورش إعلامية عديدة ... ساهمت فيها إنطلاقاً من تجربتي الاخراجية الإذاعية .