شفاء منصر :رحل محمود درويش موجوعاً بفلسطين، الجرح الذي أثقل قلبه المرهف، فلم يملك سوى أنْ يوقد لها دمه ليضيء لياليها المعبأة بالسواد والقتامة والفجيعة بقناديل الشعر والأمل المستحيل حتى آخر قطرة اختزنها قلبه المثقل بالتعب، ثمّ تهاوى كزنبقة شاحبة على صدر الفجر، عبقها يحتضن المواسم والغمام وعيون الصغار ويعصف بالأمكنة التي افتقدت خطاه.. بعد أنْ راوغ شبح الموت مرات ومرات متشبثاً بأهداب الحياة لكن الحياة خذلته وخلفته وراءها ولم تنتظره كما تمنى عليها ذات يوم :إلى أنْ تجف الثمالة في قدحيفي الحديقة وردٌ مشاع، ولا يستطيع الهواءالفكاك من الوردة انتظريني لئلا تفر العنادل منيفي خطى في اللحنالساحة المنشدون يشدون أوتار آلاتهم لنشيد الوداع .. على مهلك اختصرينيلئلا يطول النشيد فينقطع النبر بين المطالع وهي ثنائية والختام الأحاديتحيا الحياةعلى رسلك احتضنيني لئلا تبعثوني الريح /حتى على الريح لا أستطيع الفكاكمن الأبجدية))لكن الموت باغته وأطفأ أمنياته حاملاً روحه بعيداً نحو بوابة السماء وملكوت الله وأثر يديه ما زالت حارة على وتر القصيدة.
أخبار متعلقة