لقد بدأنا نلاحظ أنّ ظاهرة التسول أصبحت تتوسع وتكبر ولا تقتصر على الرجال والنساء بل شملت الأطفال، ونلاحظ أنّ كل من يتسول أصبح بيده طفل، من أجل استعطاف الناس.فنحن نرى أنّ مساعدتنا لهم تساعدهم على التمادي في هذه المهنة.نعم.. لقد أصبح التسول مهنة تزاولها شريحة كبيرة من المجتمع فبمجرد النظر إلى تلك المرأة العجوز التي اتخذت من التسول مهنة فهي لم تكن مسيَّرة بل كانت مخيَّرة، فهي لم تختر تلك المهنة بمحض إرادتها بل إبنها هو قام برصد اسمها ضمن موظفي التسول فكلما نظرت إليها كلما تملكني ذلك الشعور من احتقار لذلك الشاب الذي لا يتجاوز عمره الخامس والعشرين عامًا، الذي قبل على نفسه وبكل بساطة وسهولة من جعل تلك المرأة مصدراً لرزقه لماذا لم يحاول البحث عن عمل شريف؟ حتى يتمكن من إعالة تلك المرأة التي لطالما سهرت وتعبت من أجله لتراه في الأخير شاباً إتكالياًً ما يهمه هو نفسه فقط فهي تجلس تحت أشعة الشمس الملتهبة لتحصل في النهاية على ماذا ؟ على القليل من المال ليأتي ذلك الشاب الانتهازي ليأخذ ما كسبته بكل برودة أعصاب... فهي تعمل طوال النهار... آسفة أعني تتسول وهو يأخذ عرقها.هذه المرأة كانت أبسط مثال لمن فُرض عليهم التسول فرضاً.أما المثال الآخر لمن فرض على نفسه التسول :ذلك الرجل الذي يتمتع بكامل صحته وقواه فلقد صُدمت وذهلت وأنا أراه نائمًا ملء جفونه وأولاده الثلاثة هم من يستولون ليطعموه ويوفروا له ثمن القات والسيجارة.ألم يفكر ذلك الرجل بمدى خطورة ذلك الأمر فلقد أصبح التسول بمنزلة مرض قد بدأ يتفشى في مجتمعنا العربي ككل.. فأصبح يصعب علينا التفريق أو التمييز ما بين من هو محتاجٌ بحق وحقيق وبين من يدعي بالحاجة فكل من يتسول يقولون الكلام نفسه، وكلهم يحملون أوراقاً طبية لا أعرف هل من الممكن أن يأتي يوم ونرى فيه مهنة التسول قد درجت في جدول باقي المهن في النهاية يبقى التســول إرث يورثه الأبناء عـن الآبــاء.* ميسون عدنان الصادق
ظاهرة التسول في الشوارع