في جمعية تنمية الثقافة والأدب -عدن
متابعة/ محمد علي نعمان الشرجبي :في ليلة رمضانية نسجت أعراسها فوق تاج من الأرائك المخملية التي تتكئ النوارس عليها، تتقطر كلمات منسوجة الايقاع تتهادى في دلال وتثني.في جمعية لها صوت يفيض بالظلال والعذوبة، تنسكب منه أمواجه الطروبة، مسكون بالطيب والخصوبة، صوت جمعية في اعماقه الجوهر المكنون، وشوق التلاقي والغناء.ليتنا نبني لها مرفأ به تستريح الغزلان والسنابل التي برقت تحت وهج الزمان الجميل مرفأ لحزن القرنفلة على (نجم زاهر) يسقط آخر الصيف في سنة متدفقة الجمان، تشيد المتبقي من العمر بعد لحظة التوديع، وتتوالد فيه أخبار الوجد لحب ما عبر سرداب الموت.[c1]أخلاق وريحان[/c]د/ علوي عبدالله طاهر، صاحب مؤلفات مختلفة المضامين وكاتب لايكف عن التفكير واستخدام عقله في الثقافة الاسلامية والانسانية والدعوة الى الفضيلة، وماورد في الدين من اخلاق حميدة.يجهد نفسه بين الحين والآخر يزرع في النفوس الأخلاق الفاضلة ونبت الريحان .[c1]سبتمبر والموضوع[/c]شهر أيلول كيف صرت تراني [c1] *** [/c] بعد تلك العقود وازمانيهل تراني مراوحاً في زماني [c1] *** [/c] أم تراني معاصراً لزمانيأيها الشعب أنت أصبحت حراً [c1] *** [/c] بعد أن ثرت وانتصرت لذاتكوحميت الحدود براً وبحراً [c1] *** [/c] وتعاليت رافعاً هاماتكشهر أيلول قم تفرج أمامك [c1] *** [/c] تلك أضواء ثورتي قدامكوانظر المجد كيف يرقص زهواً [c1] *** [/c] في السماء بين منشداً انغامكهذه الأبيات الثنائية خفيفة البحر، من قصيدة للشاعر د/ علوي طاهر لمناسبة الذكرى الخامسة والاربعين لثورة 26سبتمبر، استهل بها القراء لتزامنها مع المحاضرة الموسومة (تأثير القنوات الفضائية في التربية الأخلاقية للشباب).[c1]إعلام استهلاك وترويج وتخويف[/c]تخوض الرأسمالية اليوم حرباً إعلامية قوية للسيطرة على العالم وهناك احصائيات تشير الى أن أمريكا وحدها تملك 65% من المادة الإعلامية العالمية. وهذا يسهل رفع شعارات للاستهلاك والترويج لها، الىجانب تخويف الخصوم، على أن المواد الإعلامية الغربية ظهرت آثارها المدمرة في كثير من الأوساط الاجتماعية مثل التفسخ الأخلاقي، التفكك الأسري وظهور جرائم لم يكن المجتمع الإسلامي يعرفها.هكذا بدأ الدكتور علوي محاضرته وأضاف: لقد أسهمت التقنيات الرقمية في نقل الصورة والصوت والكلمة وسهلت وصول المواد الإعلامية الغربية الى المستهلكين وحصل تحالف ظاهر بين شركات الاتصالات وشركات التقنية، او المؤسسات الإعلامية نظراً لوجود مصالح مشتركة بين هذه الأطراف التي يستشري العنف في دمائها، والجنس قضية بيولوجية، والعقيدة نوع من الخزعبلات، والخرافات والشعوذات، وهو مانراه في بعض القنوات العربية كقناة (شهرزاد) ، (كنوز) في حين نجد توجهاً إعلامياً قوياً ومكثفاً تجاه المراهقين والأطفال لانهم يقضون وقتاً طويلاً امام شاشات التلفاز والانترنت.ومامن شك ان المجتمعات الإسلامية مستهدفة ضمن هذا النشاط فهم داخلون الى مجتمعاتنا مهما حاولنا إغلاق الأبواب، وفضلاً عن ذلك لايعتدون غالباً بالبيئات ولا بالتقاليد ناهيك عن الدين والعقيدة، اما المتابع لوسائل الإعلام الجماهيري لايخفى عليه الحضور الامريكي الطاغي لدرجة ان عدد المؤسسات الإعلامية الدولية تصل الى (40) مؤسسة نصفها بالتقريب امريكية، ولذلك تعتبر امريكا أكبر دولة في العالم في مجالات الاتصالات والكمبيوتر ولهذا تهيمن امريكا هيمنة كاملة على الإعلام العالمي (العولمة الإعلامية) ومن غير شك ان البلدان العربية والإسلامية تتعرض في الوقت الراهن لضغوط سياسية واقتصادية للقبول بهذا الواقع الإعلامي الجديد.[c1]تحريض شعوب وظواهر عبثية[/c]اترك لصاحب المحاضرة مواصلة ماتبقى من الحديث بشكل اختياري.. ونستمع إليه في قوله: ولعل اخطر مافي هذه القنوات يتلخص في لفت نظر المشاهد الى اوجه اضطهاده، وكشف مساوئ انظمة الحكم في بلاده بصورة تشعر الناس بأن أوضاعهم سيئة، وان حركة المجتمع في بلادهم قد توقفت، او انهم قد فقدوا الكرامة والعدل والمساواة، وكثيراً مايشجع هذا البث الثورات ضد الأنظمة، وتحريض شعوبها مما أدى الى سقوط أنظمة سياسية كثيرة واحدة بعد الأخرى.ان عالم اليوم يعيش أزمة قيم أخلاقية تتمثل في جملة من الظواهر التي تؤثر من غير شك في ثقافة الطفل بصورة مباشرة او غير مباشرة، مما يستوجب أخذ الحيطة والحذر حفاظاً على أجيالنا القادمة والحيلولة دون تأثرهم بثقافة العولمة الوافدة .. ومن هذه الظواهر على سبيل المثال لا الحصر:1)ظاهرة الطغيان والجبروت.2) ظاهرة الصراعات الطائفية والعنصرية.3) حدوث التغييرات الفجائية.4) الصراع الطبقي الاجتماعي.5) تمرد الشباب وصراع الأجيال.6) حدوث مجاعات.7) اختلال التوازن الطبيعي والبيئي.8) ازدياد الأمراض العصبية والسكتة القلبية.9) انتشار الجرائم والإرهاب.10) الإدمان على الكحول والمخدرات.11) الإباحية الجنسية.[c1]وسائل الإعلام وثقافة الطفل[/c]يمكن أن يستفاد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية برامج المعلومات والاستعراضات وغيرها بعد إعدادها بأساليب تناسب الأطفال وتعزز فيهم القيم الأخلاقية.ومن المعلوم أن عصر العولمة الذي بدأ يكتسح واقعنا الثقافي، صار يؤثر تأثيراً كبيراً في ثقافة الطفل العربي وبالتالي يؤثر في قيمه، لأن ثقافة الطفل العربي صارت تخضع لجملة من العوامل المؤثرة فيها سلباً ومنها:ـ فقر وسائط ثقافة الأطفال العرب، ففي مجال الكتب مثلاً لايزال الكتاب خاضعاً لإرادة التجار وسوق الكتب التي لم تراع حاجة الطفل العربي ثقافياً.ـ ضعف صحافة الأطفال وسلبيتها، فهي إما موغلة في القطرية، والخطاب القطري، أو هي مترجمة بحرفيتها عن الصحافة الغربية.ـ ضعف الإنتاج التلفزيوني للطفل العربي، فغالبية مايشاهده الأطفال العرب من إنتاج عالمي يعرض بصورته التي أتت، وبمنطوق عربي دون تعديل، أو بتعديل بسيط.ـ عشوائية التعريب، فهناك تراث إنساني هائل من أدب الأطفال، وثقافتهم على المستوى العالمي، ولكنه لم يتم تعريبه بعد.ـ ليس هناك مسرح للطفل العربي، وإن وجدت بعض المسارح التي يقدم أعمالاً للطفل العربي فيغلب عليها الطابع الاستعراضي.[c1]آثار ثقافية وثروة تراثية[/c]لاشك في أن عالم اليوم بتحولاته ومتغيراته يسير بسرعة هائلة، يحمل معه مؤثرات ومتغيرات كثيرة بعضها سلبي وبعضها ايجابي، ليس في مقدور الطفل العربي التعاطي معها من دون أن تترك آثارها على ثقافته على أن في تراثنا العربي ثروة ضخمة يمكننا استمرارها في تعزيز ثقافة الطفل.