في ختام حلقة نقاش تجربة المرأة اليمنية في الحياة السياسية والعامة
متابعة وتصوير/ دفاع صالح ناجي وابتسام العسيري : أكد المشاركون - في ختام حلقة النقاش الخاصة بتجربة المرأة اليمنية في الحياة السياسية والعامة وسبل تمكينها التي اختتمت يوم أمس - أن مشاركة المرأة في الحياة السياسية والعامة هو دليل تقدم وعي المجتمع.. وأكدوا كذلك ضرورة وجود حركة نسائية نشطة تجعل أولويات مهامها وصول المرأة إلى البرلمان في الانتخابات القادمة. وكانت حلقة النقاش التي نظمها مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع البرنامج الكندي لتنمية الجهود الذاتية المحلية قد ناقشت - على مدى ثلاثة أيام - عدداً من أوراق العمل والمداخلات المتصلة بتجربة المرأة اليمنية في الحياة السياسية والعامة وسبل تمكينها ، وشاركت فيها شخصيات اجتماعية وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني وقيادات نسائية من عدد من محافظات الجمهورية. [c1]أوراق عمل منهجية[/c] كما قال الدكتور عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن لقد كانت الأوراق المقدمة إلى حلقة النقاش منهجية وجادة أبرزت رؤى متعددة أكدت جميعها أهمية تمكين المرأة في الحياة السياسية والعامة ، وقد تمت الإشارة إلى أوراق العمل المقدمة في اليوم الأول من حلقة النقاش ، وفي اليومين الثاني والثالث قدمت أوراق عمل أخرى بدأت بورقة عمل تحت عنوان: (الانتخابات البرلمانية 1993 – 2003م) ، استعرضت فيها الأخت خولة شرف الدروس والعبر من واقع تجربتها الشخصية كعضوة سابقة في مجلس النواب ، ثم أشارت إلى أن ثلاث تجارب انتخابية برلمانية - بعد تحقيق الوحدة اليمنية – كشفت بوضوح أن المرأة مازالت في آخر سلم اهتمامات السلطة والأحزاب والمجتمع ككل ، وأكدت أن موضوع تمكين المرأة بحاجة ماسة إلى أن يؤخذ بمسؤولية وجدية تامة من قبل الإرادة السياسية والأغلبية الساحقة في البرلمان التي تمثل الحزب الحاكم والتي تستطيع أن تقرر وتعدل مواد دستورية وقوانين ، وأوضحت أن التجارب أثبتت إن تحقيق مشاركة المرأة سياسياً واقتصادياً لن يتحقق دون اللجوء إلى اتخاذ تدابير مناسبة لضمان توسيع مشاركتها إما بتغيير قانون الانتخابات والأخذ بنظام القائمة النسبية أو بتخصيص مقاعد للمرأة (حصة الكوتا) . أما رؤية اتحاد نساء اليمن في تمكين المرأة ودعمها في الانتخابات البرلمانية القادمة فقد كانت عنواناً كورقة عمل مقدمة من الأخت فاطمة مريسي رئيسة اتحاد نساء اليمن فرع عدن استعرضتها الأخت أمنة العبد رئيسة اتحاد نساء اليمن فرع أبين أشارت فيها إلى دور اتحاد نساء اليمن في تشجيع النساء لخوض الاستحقاق الدستوري المتمثل بالانتخابات ودوره في التنسيق مع جهات أخرى اهتمت بتقديم دعم فني واستشاري للمرشحات للانتخابات المحلية الأخيرة ومن هذه الجهات : منتدى الشقائق والمعهد الديمقراطي واللجنة الوطنية للمرأة من أجل زيادة تدريب المرشحات خاصة المرشحات لأول مرة والبحث عن تمويل مادي لدعمهن والمرشحات المستقلات بوجه خاص اللائي ليس لديهن مصادر دخل. كما قدمت الأخت/ جوهرة حمود – الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني - ورقة عمل حول رؤية الحزب الاشتراكي في التمكين السياسي للمرأة أكدت فيها أن الحزب الاشتراكي اليمني هو من أكثر الأحزاب اليمنية إنصافاً للمرأة وذلك من خلال ضمانه لحقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وجعلها شريكة أساسية في عملية صناعة القرار أثناء فترة حكمه ، وأشارت إلى أن إصلاح النظام الانتخابي بما يكفل إقامة انتخابات حرة ونزيهة وعادلة تتيح للجميع المشاركة في الهيئات المنتخبة وفي مواقع صناعة القرار بما في ذلك التمكين السياسي للمرأة ، كما تؤكد – تخيير نظام الدائرة الفردية (الفائز الأول) القائم على نظام القائمة النسبية باعتباره أكثر النظم الانتخابية عدالة في احتساب أصوات الناخبين وتحويلها إلى مقاعد وفقاً للنسبة التي حصلت عليها الأحزاب المتنافسة في الانتخابات. رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة فرع عدن الأخت/ قبلة محمد سعيد قدمت ورقة عمل حول رؤية اللجنة الوطنية للمرأة وتمكين المرأة ودعمها في الانتخابات البرلمانية القادمة استعرضت فيها الأهداف والإجراءات التنفيذية للإستراتيجية الوطنية لتنمية المرأة وكذا تمثيل المرأة في المراكز القيادية الحكومية وفي القضاء وفي الهيئات القيادية للأحزاب السياسية وفي مجلس النواب والمجالس المحلية ، وتطرقت إلى تجربة الانتخابات المحلية في 2006م ، أكدت في ذلك أنه قبل حلول المواعيد الحاسمة لاستحقاقات الانتخابات تتكرر الوعود المألوفة التي تكيلها الأحزاب السياسية للنساء من خلال استعدادها لتوسيع مشاركتهن في المجالس المحلية بنسبة لأتقل عن 15% وأوضحت أنه قد جرى التلويح بمواثيق شرف تلزم جميع الأحزاب بتعهدات معينة بشأن تسهيل وصول النساء للمجالس هروباً مما تطالب به النساء من تشريعات تلزم الجميع بحصص نسبية مؤقتة لصالح المرأة. وقدمت الأخت/ هويدا عباس – رئيسة القطاع النسوي للتجمع اليمني للإصلاح (فرع عدن) - ورقة عمل حول رؤية التجمع اليمني للإصلاح في تمكين المرأة في الحياة السياسية العامة أكدت فيها أهمية دور المرأة الفعال في بناء المجتمعات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتربوياً وهذا الدور يبرز من كونها تشكل نصف المجتمع ، وأشارت إلى أن التجمع اليمني للإصلاح منذ بداية تأسيسه في سبتمبر عام 1990م أدرك هذا الدور فقام بتشكيل القطاع النسوي في مختلف المحافظات للقيام بهذا الدور.وأشارت كذلك إلى وجود كثير من المعوقات أمام المرأة اليمنية وأهمها تأثير العادات والتقاليد وكذا الموروث الفقهي الخاطئ عن المرأة. وحول دور منظمات المجتمع المدني في التمكين السياسي للمرأة اليمنية قدمت الأخت إحسان عبيد - رئيسة المؤسسة العربية لمساندة قضايا المرأة والحدث – ورقة عمل أوضحت فيها أن تمكين المرأة بمفهومه العام هو شامل في تمكينها من ممارسة حقوقها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والمدنية وأن التمكين السياسي هو أحد هذه الجوانب المرتبط ارتباطاً جدلياً بالحقوق الأخرى والعكس. وأكدت أنه في ظل الوضع الحالي فإن ثمة مهاماً كبيرة تناط بها منظمات المجتمع المدني ليس النسوية فحسب بل والعاملة في مجال حقوق الإنسان وأنه مادام التمكين السياسي حقاً مشروعاً للمرأة وذلك باعتبارها محركاً فاعلاً للنهوض بأوضاع المرأة وتنمية وعيها بحقها الإنساني والحقوقي القانوني من ناحية وباعتبارها شريكاً في عملية التنمية في المجتمع من ناحية أخرى. ثم قدمت الأخت/ سماح جميل - عضو اللجنة التنفيذية لمركز اليمن – مداخلة حول تجارب المرأة العربية والعالمية في التمكين استعرضت فيها أهم الاتفاقيات والمعاهدات الخاصة بحقوق الإنسان وكذا أهم المؤتمرات التي ناقشت قضايا المرأة على المستوى العالمي .وقدمت قراءة عن واقع المرأة العربية ومشاركتها في التمثيل البرلماني ونسب المشاركة .كما قدمت الأخت الهام الشرعي عضوة مجلس إدارة البيت الثقافي للشباب والطلاب – مداخلة بعنوان شروط ومرتكزات دعم تمكين المرأة أكدت فيها أن مطلب تحقيق التمكين للمرأة في الحياة السياسية والعامة مرتبط بالتعليم ولكن من زاوية أخرى وهي المتعلقة بالمخرجات التعليمية وأوضحت أن ضعف المخرجات التعليمية سواء في التعليم الأساسي والثانوي أو الجامعي لا يتيح المجال لانخراط آلاف من الفتيات في سوق العمل لان متطلبات سوق العمل لا تتوفر في معظمها لدى المخرجات التعليمية . [c1]حضور متميز ونوعي[/c] وعلى هامش حلقة النقاش كان لنا عدد من اللقاءات مع المشاركين نبدأها بحديث للأخ فؤاد الجوهري المدير المقيم للبرنامج الكندي لتنمية الجهود الذاتية المحلية الذي عبر عن سعادته لنجاح الفعالية وتميزها بالحضور النوعي الذي أثرى حلقة النقاش ، وأكد على أهمية العمل مع منظمات المجتمع المدني في ظل الظروف الحالية لأن هذه المنظمات كما يقول وجدت كشريك في التنمية ، مشيراً إلى أهمية ترسيخ الحقوق وتوزيع المسؤوليات من أجل تمكين المرأة فعلاً من المشاركة الفعلية والفعالة في الحياة السياسية والعامة .وتحدثت إلينا الأخت أسماء الحمزة مديرة معهد الإعلام للتدريب والتأهيل ، التي أكدت على أهمية مثل هذه اللقاءات التي تجمع بين وجهات النظر من خلال النقاش والحوار المتبادل ، وأضافت قائلة : (وهذه الحلقة النقاشية تميزت بالحضور الفعال سواء على مستوى النساء المشاركات أو الأحزاب السياسية أومنظمات المجتمع المدني ، ورغم وجود العديد من وجهات النظر لكن هناك قاسم مشترك متفق عليه وهو مسألة تمكين المرأة سياسياً وفي الحياة العامة وطبعاً المداخلات المقدمة تميزت بالجدية والمنهجية وسعدنا بوجود عناصر شابة قدمت مداخلات ممتازة ، ومثل هذه الفعاليات بالتأكيد تساعد على إنعاش الذاكرة والاستفادة من توصياتها ضرورة ملحة حتى يكون نتاج ذلك كله ثمرة فعلية على أرض الواقع ، وطبعاً نشكر مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان على تنظيم هذه الفعالية ، ونشكر قيادة صحيفة 14 أكتوبر على تفاعلها مع هذا الحدث ) .هذا ما أكدت عليه الأخت أمينة محمد قاسم مسؤولة دائرة المرأة في جمعية الأعبوس التي أشارت إلى أن النتائج ستكون مثمرة إذا كانت هناك جهود مبذولة من قبل الجميع ، وأوضحت أن الانتخابات البرلمانية القادمة تحتاج إلى دفعة قوية لمناصرة المرأة وتشجيعها من أجل أن تكون موجودة بقوة كمرشحة وناخبة .أما الأخت سماح جميل رئيسة قطاع المرأة في مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان فقد قالت : ( تمكين المرأة في الحياة السياسية قضية مدخلها الرئيسي هو الأحزاب السياسية وهذا يعني أنه لابد من توفر الإدارة السياسية الجادة لدى الأحزاب في تحقيق هذا الهدف تسبقها خطوات جادة وحقيقية في تمكين النساء داخل الأحزاب نفسها .وتبرز أهمية مثل هذه الحلقات النقاشية كوننا على وشك مرحلة قادمة للتحضيرات المتعلقة بالانتخابات البرلمانية عام 2009م).وقالت الأخت خولة احمد شرف ناشطة سياسية إن مثل هذه الورش وهذه الحلقات تساهم بشكل كبير في رفع الوعي لدى النساء بشكل خاص والمجتمع بشكل عام وهذا من شأنه فيما بعد تمكين المرأة سياسياً واجتماعياً ورفع الوعي الثقافي لديها وتعتبر مسألة رفع الوعي قضية لا تخص المرأة فقط، بل المجتمع بشكل عام، وهذا ما تعني به مؤسسات المجتمع المدني، ومثل هذه الحلقات النقاشية تعني بتمكين المرأة لرفع وعيها السياسي والحقوقي، بالإضافة إلى سبل أخرى مثل محو أمية النساء ومكافحة البطالة عند النساء بتوفير حصص من التوظيف، وهناك مشكلة تسرب الفتيات من التعليم التي يسترعي الوقوف عند هذه الظاهرة والحد منها وهناك كثير من الظواهر التي تعيق تمكن المرأة ليس سياسياً فقط، بل اجتماعياً أيضاً، ولهذا من الضروري إقامة مثل هذه الورش لدعم المرأة وتمكينها سياسياً وأن مهمة تمكين المرأة لا تقع على عاتق منظمات المجتمع المدني وحده بل على الأجهزة التنفيذية أيضاً، فإذا كانت هناك إرادة سياسية تقوم بتعديل القوانين التي من شأنها التمكين للمرأة إلى جانب دور منظمات المجتمع المدني الكبير في تمكين المرأة سياسياً في أحزابها ومنها الفرصة للوصول إلى مواقع صنع القرار في الأحزاب الذي من شأنه أن يعطيها القدرة على شغل مواقع صنع القرار في المؤسسات التنفيذية فيما بعد.وتحدث الأخ محمد قاسم نعمان قائلاً: حلقة النقاش تضمنت 15 ورقة ومداخلة عكست طابع التنوع في الطرح والتنوع في المعلومات حتى في طرح المشكلة، وتم النهوض في القضايا المتعلقة بالكوتة وتم وضع مقترحات جديدة حتى خارج إطار الكوتة بكيفية ضمان تمثيل المرأة في البرلمان القادم وكانت معظم المشاركات معظمهن قياديات، والبعض منهن لهن إسهامات في المجال النسوي منذ سبعينيات القرن الماضي، وبرزت شابات شاركن بأوراق أثرن إعجاب الحضور، فقدمن ثلاث ورق مثلن بها مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان والبيت الثقافي للشباب والطلاب، وكن خير ممثلات للجيل الجديد للمرأة المناضلة وإثراء الحضور والمشاركة وناقشت إحدى الأوراق تمكين المرأة بقضية تحسين مخرجات التعليم وحل مشكلة البطالة في أوساط الشباب والشابات، ما من شأنه توفير فرص عمل للمرأة، وهذا يعني انخراطها في العمل وبالتالي انخراطها في المجتمع ومن هنا يبدأ مشوارها في الحياة السياسية والعامة، ولابد من ربط المخرجات التعليمية بحاجة سوق العمل وتحسين المخرجات التعليمية بحيث يواكب العمر والتطورات وبحيث تكون ذات كفاءات متنوعة، وحقيقة نشعر بارتياح كبير جداً لهذه الحلقات النقاشية والمشاركات الممتازة من قبل العضوات المشاركات واللائي يمثلن نموذجاً إيجابياً وجميل لنضال المرأة العربية بشكل عام واليمنية بشكل خاص، وعدن دائماً تتميز بتقديم التجربة والنموذج وها هي الآن من خلال هذه الحلقات النقاشية قدمت نموذجاً للنساء المناضلات يمكن أن تعمم للنساء داخل اليمن وحتى خارج اليمن.وتحدثت إلينا الأخت جميلة هبة الله قائلة:بشكل عام قيام حلقة من هذا النوع مفيد ومجدي كثيراً لكن بحسب اعتقادي الحديث عن الماضي شيء جيد واقتباس الدروس المفيدة منه شيء لابد منه، ولكن الوضع الحالي يعاني من ضعف مكانة المرأة في الجانب السياسي وسبل تمكينها لم يشار إليها بشكل واضح، لكن أتفق على عقد مجموعة حلقات نقاش للخروج بسبل تمكين المرأة سياسياً وأنا أجد أنه يفترض أن تقام دورات تدريبية تبني قدرات المرأة على كيفية اتخاذ القرار وكيفية صنع القرار حتى تتعلم المرأة كيف يمكن للمرأة أن تعرف ما هو الرأي الذي يفترض أن تقوله لتعبر عن نفسها وعن حياتها ابتداءً من البيت وانتهاءً بمقعد الوزارة، الأمر يحتاج إلى توعية المجتمع وتوعية الرجل في كيفية تقبل هذا الأمر من المرأة.