فايبورج مدينة قديمة تقع في الدنمارك، بها بعض المباني ذات الطراز القديم، وكان الحريق الكبير قد التهم معظم مبانيها عام 1726م. كان السيد أندرسون يعكف على تأليف كتاب حول تاريخ الدنمارك فذهب إلى مدينة فايبورج عام 1891م لمعرفة تاريخها. فأقام في نزل عتيق في القدم يدعى نزل الجولدن لايون، كان قد تم بناؤه قبل ثلاثمائة وخمسين سنة. طلب السيد أندرسون من صاحب النزل غرفة كبيرة، فعرض عليه الغرفة رقم (12) والغرفة رقم (14)، وكان في كل غرفة ثلاث نوافذ كبيرة تطل على الشارع، اختار السيد أندرسون الغرفة رقم (12). في المساء نزل أندرسون إلى الطابق السفلي لتناول عشائه، فرأى لوحاً أسود مكتوب عليه أسماء جميع النزلاء، وكان اللوح ممتلئ بالأسماء مما يدل على أنه مكتظ بالنزلاء، لاحظ أندرسون بأنه لا وجود لغرفة تحمل الرقم (13)، وكما هو معروف فالرقم 13 لا يتفاءل به الناس، لأنه كما يعتقد الكثيرون يجلب الحظ السيئ، ربما لم يرغب النزلاء في الإقامة في غرفة تحمل رقماً سيء الطالع. بعد أن شعر بالنعاس، صعد أندرسون إلى غرفته حاول فتح الباب ولكنه لم يفتتح، بعدها أدرك أنه وقع في خطأ لم تكن هذه غرفته، كان مكتوب عليها الرقم 13. وقد سمع شخص ما يتحرك داخل الغرفة فقال أندرسون بعد أن شعر بالحرج “ أنا آسف “، قالها وانصرف مباشرة صوب غرفته رقم 12. فقال لنفسه ربما ينام الخدم في هذه الغرفة، فقرر أن يسأل صاحب النزل عنها في اليوم التالي. وبمجرد دخوله غرفته أضاءها ونظر حوله فبدت الغرفة 12 أصغر مما كنت عليه في ضوء النهار، كان أندرسون متعباً فغط في نوم عميق.في صباح اليوم التالي ذهب إلى دار البلدية وأرد الإطلاع على السجلات الخاصة بالمدينة، وقد قرأ أندرسون العديد من السجلات العتيقة في القدم، وكانت أقدمها تعود إلى القرن السادس عشر. وكان هناك عدد من الرسائل القديمة التي كتبها مطران فايبورج عام 1560م، وكانت إحداها تقول بأن المطران كان قد ملك ثلاثة إلى أربعة منازل في المدينة، وقد قام بتأجير أحد هذه المنازل لرجل يدعى نيكولاس فرانكن. ولكن هذا الرجل لم يكن محبوباً من أبناء المدينة لأنه كان يقوم بأعمال السحر والشعوذة، ولهذا كتب أهالي المدينة رسالة موجهة إلى المطران يطالبون بطرد فرانك، ولكن المطران قال لهم إن فرانكن لم يرتكب جرماً حتى يطرده من المدينة ولم يصدق بأن فرانكن كان مشعوذاً. بعد أن قرأ أندرسون كل هذا، بدأ وقت إغلاق الدار وبمجرد مغادرة أندرسون للدار تحدث معه مسئول الدار قائلاً له “ رأيتك وأنت تقرأ في السجل الخاص بالمطران ونيكولاس فرانكن، إنني مهتم بهذا الموضوع مثلك ولكني لم أستطع معرفة أين عاش فرانكن، فكما تعلم أن كثيراً من سجلات المدينة قد حرقت نتيجة للحريق الكبير الذي شب عام 1762م “. شكر أندرسون مسئول الدار وعاد بعدها صوب الفندق الذي كان يقيم فيه وقد أراد أن يسأل مسئول الفندق بخصوص الغرفة رقم 13 ولكن كان مسئول الفندق مشغولاً، فصعد صوب غرفته ثم توقف أمام باب الغرفة رقم 13، وقد سمع صوت شخصاً ما بالداخل، كان هذا الشخص يمشي حول الغرفة ويتحدث بصوت غريب، عاد أندرسون إلى غرفته وكان هذه المرة قد قرر بأن يتحدث إلى مسئول الفندق لتغييرها بغرفة أكبر، وفجأة لاحظ اختفاء حقيبته والطاولة التي وضعت عليها، فشعر بغضب شديد ثم قال لنفسه : “ربما أخذ أحد العاملين حقيبتي إلى المخزن “ وقد أراد أن يتحدث مع مسئول النزل بخصوص حقيبته ولكن كان الوقت متأخراً، فأتجه أندرسون صوب نافذة الغرفة وبدأ يدخن، كان هناك منزل كبير في الناصية المقبلة للشارع وقد رأى ظله على حائط ذلك المنزل بفعل انعكاس ضوء غرفته عليه، وكان الشخص الآخر في الغرفة رقم 13 المقابلة يقف هو الآخر على النافذة، ونتيجة لذلك رأى أندرسون ظل ذلك الشخص مقابلاً لظله على حائط المنزل المقابل للنزل، كان ذلك الظل غريباً، كان الشخص المقيم في الغرفة 13 يرتدي قبعة طويلة ناتئة، كما كان الضوء المنبعث من الغرفة رقم 13 أحمر قانياً مثل لون الدم تماماً.فتح أندرسون النافذة وحاول أن يطل منها حتى يرى الشخص المقيم في الغرفة المجاورة ولكن كل ما رآه كماً طويلاً لمعطف أبيض اللون، وفجأة دخل الشخص المقيم بالغرفة (13) وأطفأ نور غرفته. أطفأ أندرسون سيجارته ومن ثم نور غرفته وأتجه صوب سريره. في صباح اليوم التالي دخلت الخادمة غرفته حاملة ماءً ساخناً، استيقظ أندرسون وتذكر حقيبته المفقودة فسأل الخادمة “ أين حقيبتي لو سمحتي؟ “، ضحكت الخادمة وأشارت صوب اتجاه الحقيبة، فرآها أندرسون موضوعة على الطاولة في نفس الموضع التي تركها المرة السابقة، وقد لاحظ شيئاً غريباً آخر وهو أن منفضة السجائر كانت موضوعة في وسط النافذة، فقد كان يتذكر جيداً بأنه وضعها البارحة على طرف النافذة المجاورة لنافذة الغرفة (13). انتهى من ارتداء ملابسه وقرر أن يزور جاره في الغرفة (13) المجاورة. صعق أندرسون من فرط دهشته فقد كانت الغرفة المجاورة تحمل رقم (14) كاد يجن، وأخيراً شعر بالخوف. بعد تناوله لإفطاره، ذهب إلى دار البلدية وقرأ أكثر في السجلات القديمة الخاصة بهذه المدينة، وقد وجد رسالة أخرى من المطران حول نيكولاس فرانكن المشعوذ والتي من خلالها قال إن سكان مدينة فايبورج قد ذهبوا إلى منزل فرانكن لطرده ولكنه كان قد اختفى ولم يعلم أحد بمكانه منذ ذلك الوقت وكان ذلك هو نهاية الموضوع الذي قرأه أندرسون. في مساء اليوم قابل أندرسون مسئول النزل وسأله “ لما لا توجد غرفة تحمل رقم (13) في نزلكم ؟ “ فأجابه مسئول النزل “ كثير من النزلاء لا يرغبون في الإقامة في الغرفة رقم (13)، فهم يعتقدون بأن رقم (13) يجلب الشؤم “ ، فسأله أندرسون “إذن من ذلك الشخص في الغرفة رقم (13) ؟ “ فأجابه مسئول النزل باستغراب “لا توجد غرفة تحمل رقم (13) في نزلنا، إن غرفتك مجاورة لغرفة رقم (14) “، قال أندرسون “ قد أكون ارتكبت خطأ،هل تقبل دعوتي لتناول كأساً من البراندي والسيجار في غرفتي ؟ “ أجابه مسئول النزل “ على الرحب يا سيد أندرسون “، وعند دخولهم الغرفة (12) قال مسئول النزل “ تبدو هذه الغرفة أصغر “ كان أندرسون في هذا الوقت يصب كأسين من البراندي، وبدأ الاثنان بتدخين السيجار، قام أندرسون بفتح النافذة للتهوية من دخان السيجار ورأى نفس الظل الذي رآه البارحة على المنزل المقابل كما رأى أيضاً ذلك الضوء الأحمر القاني ينبعث من الغرفة رقم (13)، كان الظل يرقص بعنف ولكن لم يكن هناك أي ضجيج يسمع. جلس أندرسون يراقب المنظر لبرهة قصيرة وأراد أن يخبر مسئول النزل عن الأشياء الغريبة التي يراها وفجأة سمع ضجة رهيبة تنبعث من الغرفة المجاورة. فسأل أندرسون “ هل هذه قطة؟ أم أن هناك رجلاً مجنوناً يسكن الغرفة المجاورة؟ “، فأجابه مسئول النزل “إنه السيد جينسن، فهو كثيراً ما يمكث في الغرفة (14)، ولابد أن المسكين يعاني من مرض ما “، كان هناك طرق عنيف على بابا غرفة أندرسون وفجأة فتح رجل باب الغرفة ودخل فقال “ لو سمحتم، أوقفوا تلك الضجة المزعجة”، رد عليه مسئول النزل “ سيد جينسن؟؟!! لقد ظننا أن تلك الضجة تنبعث من غرفتك”، نظر الثلاثة حول بعضهم البعض لبرهة من الوقت بعدها خرج الثلاثة مسرعين صوب ممر النزل فقد اشتدت الضجة التي كانت تنبع من باب الغرفة رقم (13)، دق مسئول النزل باب الغرفة بقوة ولكن الباب كان مقفلاً، بعدها صرخ مسئول النزل قائلاً “سأجلب بعض الرجال لكسر الباب” بعدها نزل مسرعاً، وقف أندرسون وجينسن خارج باب الغرفة رقم (13) في حين كان الضجيج يزداد قوة في الداخل، حينها التفت جينسن صوب أندرسون وقال له “ أريد إخبارك بأمر غريب، إن غرفتي لها ثلاث نوافذ في النهار ونافذتين في الليل، ربما تعتقد بأني مجنون”، عقدت الدهشة لسان أندرسون فقال “ يا إلهي، نفس ما أراه في غرفتي، إن غرفتي تبدو أصغر في الليل عما هي عليه في النهار”، وفجأة فتح باب الغرفة رقم (13) ظهرت من خلفه ذراع نحيلة مغطاة بشعر أسود وكانت أظافر الذراع طويلة وقذرة. صرخ أندرسون وجذب جينسن معه بعيداً عن الباب، اختفت الذراع فجأة كما ظهرت وأغلق الباب بعدها سمع صوت ضحكة هستيرية ومجنونة تنبعث من الغرفة (13)، في نفس الوقت ظهر مسئول النزل ومعه اثنان في يد كل منهم فأس كبيرة وبدأوا بضرب باب الغرفة، وفجأة صرخ الرجلان ورميا بفأسيهما بعيداً فقد ضربوا حائط الغرفة كما أن باب الغرفة (13) كان قد اختفى.في صباح اليوم التالي أزاح عدد من العمال الأرضية المشتركة بين الغرفة (12) و (14)، وتحت الأرضية عثروا على صندوق يحتوي على بعض من الأوراق القديمة، عرف أندرسون بأنها تخص المشعوذ نيكولاس فرنكن. لم يستطع أحد قراءة الكتابة على تلك الأوراق فقد كانت مكتوبة بلغة غريبة تبدو وكأنها أقرب إلى التعويذة منها إلى اللغة، بدأ حبر الكتابة قديم جداً ولونه بني غامق، أدرك أندرسون لوحده بأن هذه التعويذة تخص الشياطين وقد كتبها فرنكن قبل موته بالدم حتى ينتقم من سكان المدينة الذين حاولوا طرده منها.
أخبار متعلقة