في أحدث دراسة نشرت نتائجها شهر اكتوبر الماضي في مجلة (سيانس) الامريكية والتي استندت الى تحليل بيانات تم استقاؤها من سجلات تاريخية في عدد من مراكز الرصد الجوي العالمي تبين ان عدد الاعاصير المدمرة مثل كاترينا واخواتها، تزايد بشكل حاد ولافت للنظر خلال العقود القليلة الماضية.وعندما قام الباحثون المشرفون على الدراسة بالتقصي عن التغيرات التي تطرأ على بعض المناطق المعرضة لهذا النوع من الكوارث.ظهر بصورة واضحة ان من اسباب هذه الزيادة تفاقم تبعات ظاهرة الاحتباس الحراري.ايضا، لاحظ الباحثون ان عدد الاعاصير التي تتحول الى الفئتين الرابعة والخامسة عندما تضرب اليابسة ارتفع من احدعشر اعصارا سنويا خلال عقد السبعينات من القرن المنصرم، ليصل العدد الاجمالي في العقد الاخير من القرن العشرين الى 91 اعصارا.المسطحات المائيةتعد المسطحات المائية الواسعة، مثل المحيطات احد العوامل التي تتحكم بالتغيرات المناخية التي تجتاح اليابسة.وفي حالة زيادة كمية البخار الناتج عن ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات يكون ذلك بمثابة الوقود الذي يعزز آليات ظهور الاعصار، وخلال الفترة من العامين 07 91 - 4002م ارتفع معدل درجة حرارة سطح البحار بمعدل درجة مئوية واحدة.يحدر الباحثون في المركز القومي الامريكي لابحاث المناخ، انه ما لم تقم الدول الصناعية باحترام المواثيق الدولية الصادرة عن مؤتمرات حماية الارض مثل معاهدة (كيوتو) لخفض معدل انبعاث الغازات الضارة، فسيكون في حكم المؤكد ان تشهد السنوات المقبلة تزايدا ملحوظا في اعاصير تشبه في خطورتها وقوتها الاعصار كاترينا الذي ضرب السواحل الجنوبية من الولايات المتحدة الامريكية في نهاية سبتمبر الماضي.وهناك مجموعة من الظروف التي ينبغي توافرها لتكون الاعصار ومنها الا تقل درجة حرارة مياه المحيط عن 5ر62 درجة مئوية والعمق 05 ترا، وعند ذلك يبدأ الهواء الدافئ المشبع ببخار الماء بالصعود الى الاعلى ومع وصوله الى طبقات متدنية الحرارة، يتكثف تدريجيا، مايحفز على تكون السحب الرعدية وقطرات الماء، ومن شأن ذلك اطلاق مايسمى الطاقة التكاثفية الكامنة التي تكون على هيئة حرارة تقوم بدورها بتدفئة الهواء في الطبقات العليا من الجو، ويتبدل بالهواء الدافئ، هواء جديد صاعد من سطح البحر ومع استمرار هذه العملية تتخلق رياح دائرة حول مركز العاصفة.أعاصير سجلها التاريخيرجح الباحثون ان يكون :- الاعصار (نانسي) الذي ضرب المناطق الشمالية الغربية من المحيط الهاديء في الثاني عشر من سبتمبر 1691م، اقوى اعصار يتم تسجيله حتى الآن، حيث بلغت سرعة رياحه 243كيلومترا في الساعة، وشهدت تلك المنطقة في العام 9791م اضخم اعصار بلغ نصف قطره 0011 كيلومتر.- اعصار (فورست) والذي كان اسرعها تكونا، واذي ضرب المنطقة ذاتها، ولكن في شهر سبتمبر 3891م ولم تكن قوته بالغة.- اعصار (باثرست باي) الذي ضرب استراليا العام 9981م والذي لايزال يحتل مكان الصدارة في هذا الشأن، حيث انه ولد موجة عاتية بلغ ارتفاعها 31 مترا.- اعصار بنغلادش يعد الاكثر فتكا في العام 0791م اذ تشير التقديرات الى انه قتل 003 الف شخص.