الدكتور/ علي المضواحي ـ مدير عام صحة الأسرة لصحيفة ( 14اكتوبر ):
لقاء / وهيبة العريقي واجب علينا أن نحفظ الطفولة ونصونها قدر ما أمكن طالما كان ذلك متاحاً، فلا يجوز بأي حال ترك فلذات الأكباد منالاً سهلاً لأمراض يمكن الوقاية منها بالتحصين في الحملات كمرضي الحصبة وشلل الأطفال- لبشاعة ما يسببانه من إعاقات وتشوهات - ولا حتى منعهم من التحصين الروتيني الذي يعد الأساس والأصل في حماية ووقاية الأطفال دون الخامسة من العمر من الإصابة بأيٍ من المرضين وغيرهما من أمراض الطفولة الفتاكة. وفي لقائنا بالدكتور/علي المضواحي - مدير عام صحة الأسرة بوزارة الصحة العامة والسكان،قدم عرضاً مفصلاً عن الحملة الوطنية للتحصين ضد مرضي الحصبة وشلل الأطفال تأكيداً على أهمية تطعيم الأطفال المستهدفين ضد هذين المرضين.فإلى التفاصيل..[c1]فيروس الشلل[/c]- في البدء حبذا لو وصفت لنا طبيعة مرضي الحصبة وشلل الأطفال وما يصير إليه حال الطفل إذا أصيب بأيٍ من هذين المرضين؟بداية ً..شلل الأطفال مرض ينقله فيروس ضارٍ يصيب ما يسمى بسنجانية النخاع، أي أنه يصيب الجهاز العصبي، ويفضي بذلك إلى تداعيات خطيرة، منها الشلل الرخو، لكن تأثيراته تؤدي في بادئ الامر إلى توعك في الجهاز الهضمي، فيثير توعك طفيف وحمى وتقيؤ وألم في البطن وفقدان الشهية والتهاب بالحلق.وله أعراض أخرى من ضمنها ألم عضلي شديد أو تصلب في العنق، وبعدها يتداعى الأمر إلى حدوث ضمور في أحد الأطراف وخاصة أحد الطرفين السفليين(الرجلين) الذي يُعد الأكثر شيوعاً بين حالات الشلل، وربما تداعت المشكلة فيصيب الرجلين معاً. ويمكن في الحالات الوخيمة أن يصيب عضلات الجذع والبطن والصدر الذي يترتب عليه نتائج خطيرة. فعندما يصيب عضلات الجذع يمكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى حدوث انحناء في العمود الفقري. أما إصابة عضلات الصدر فإنها تعطل مرونة القدرة على التنفس، وقد يزداد الوضع سوءاً ويقود إلى الوفاة بسبب فشل التنفس لدى توقف العضلات المسؤولة عن التنفس.إن طريقة الانتقال الأساسية لعدوى فيروس شلل الأطفال هي من خلال ما يعرف بالدورة الفموية/الشرجية، أي أنه ينتقل عبر تناول طعام ملوث ببراز شخصٍ مصاب، ولو أصيب شخص ثم تبرز في الطبيعية في بيئة ما، فإن الفيروس ينتقل إليها، ثم يأتي طفل آخر ليلعب في هذه البيئة فتنتقل إليه العدوى عبر الفم، ويفرز المتلقي الجديد للعدوى بدوره الفيروس عبر البراز في بيئة ثانية وثالثة فتنتقل العدوى إلى المزيد والمزيد من الأطفال في مناطق مختلفة لدى تنقل حاملي العدوى من محافظة إلى أخرى.. وهكذا نجد أن الدورة الفيروسية تظل مستمرة، لكن قطع ومنع استمرارية هذه الدورة لا يتأتى بصورته الكاملة إلا من خلال التحصين. إذن مصادر فيروس شلل الأطفال هي العدوى عن طريق البراز، الذي يُعد المصدر الرئيسي للعدوى بفيروس الشلل.[c1]داء الحصبة[/c]- داء الحصبة يثير مخاوف الكثيرين وخصوصاً الآباء والأمهات خشية أن ينال أطفالهم مكروه من جراء إصابتهم بهذا الداء.. ما الذي يحتم على الجميع معرفته عن هذا المرض؟ وما مكمن الخطورة فيه؟الحصبة مرض فيروسي سريع العدوى يتمتع بقدرة كبيرة على الانتشار والانتقال عبر استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء المنبعث من فم أو أنف المصاب بهذا المرض بفعل العطاس أو السعال، أو عند استعمال بعض المتعلقات الشخصية للمريض، كالمناديل والمناشف وكافة الأشياء التي يقع عليها شيء من إفرازات أنف المصاب أو لعابه..ومن أعراض وعلامات الإصابة بهذا الداء.. ظهور الحمى والزكام والرشح واحمرار العينين والتهاب الجفون والصداع والسعال الجاف وفقدان الشهية، ومعها أيضاً يشعر المريض بالأرق والتعب، وتظهر لديه في الغشاء المخاطي المبطن للفم بقع بيضاء أشبه بحبيبات الملح.فيما تستمر الحمى المصاحبة لأعراض الإصابة بالحصبة مدة ثلاثة أو أربعة أيام، يتبعها طفح جلدي يبدأ خلف الأذنين وفي الوجه والرقبة، ثم ينتشر تدريجياً في الجسم كله .وهذا الطفح الجلدي يظهر على شكل بقع ٍ ذات لون أحمر تتجمع على شكل دوائر أو بقع محببة تتسع بمرور الوقت أكثر فأكثر مصحوبة بحمى تستمر ليومين أو ثلاثة أيام، ليبدأ بعدها التماثل للشفاء. حيث تتحسن الحالة العامة للطفل، فيزول الطفح الجلدي ذو اللون الأحمر تدريجياً ويتحول إلى طفح فاتح أو أسمر مصحوباً بقشور. كما تعود درجة حرارة الجسم إلى طبيعتها.وهذا بالطبع ينطبق على الحالات العادية التي تقف لديهم الأعراض عند هذا الحد وتنتهي ولا يصلون إلى مرحلة المضاعفات. [c1]انحسار المشكلة[/c]- انحسار خطورة الحصبة وخلو اليمن من فيروس الشلل.. هل يعني هذا استئصال فيروس الشلل من البلاد وأننا بتنا نقترب من تحقيق هذه الغاية بالنسبة لمرض الحصبة ؟ أم ثمة شروط ومعايير أخرى للاستئصال؟ تعودنا في ظل المشكلات المرضية أن نتحدث حديث المرض، لكننا اليوم نتحدث حديث الصحة، فبلادنا - بحمد الله تعالى- تعيش عافية من مرض شلل الأطفال منذ ما يزيد على ثلاثة أعوام. إذ لم تسجل خلال هذه الفترة أي حالة إصابة جديدة بالمرض، بعدما تمكنت - بعون الله- وبسرعة قياسية - لتكثيفها الحملات - أن تستوفي الشروط والمعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية لإعلان الخلو من فيروس شلل الأطفال، وأعلنتها بالفعل في مايو الماضي خالية من سريان فيروس مرض شلل الأطفال في البلاد. إلى جانب أنه انحسر مرض الحصبة من جراء التحصين لاسيما بعد الحملة الشاملة للأطفال من عمر(9 أشهر- 15 عاماً) التي نفذت عام 2006م، حيث انحسرت خطورته ولم تُسجل أي وفيات من جرائه منذ عام 2007 م. ودعني هنا أوضح الفرق بين مصطلحي الخلو من المرض والاستئصال، فالفرق يكمن في أن إعلان الاستئصال ليس إعلاناً وطنياً بل لابد على الأقل إقليمياً، والأحرى والأساس أن يكون عالمياً.. أي استئصال المسبب للمرض من جميع بلدان العالم. بينما الخلو من المرض لا يشترط هذا الأمر وإنما يكون في بلدٍ دون أخر. ولماّ كانت اليمن في فترة سابقة على وشك الحصول على هذا الإشهاد حدث المحذور لدى عودة المرض مجدداً عام 2005م بعدما تسلل الفيروس المسبب لشلل الأطفال إلى البلاد من أفريقيا، ما أعادها آنذاك إلى الوضع الوبائي جراء انخفاض معدل التغطية بالتحصين الروتيني الذي تقي جرعاته من أمراض الطفولة الثمانية القاتلة، ثم تجاوزت اليمن- بحمد الله - هذه المحنة بعدما كُثفت فيها حملات التحصين ضد شلل الأطفال والتي أسهمت بدورها في وقف انتشار فيروس الشلل وفرض السيطرة على الخلل الذي نشب عن الانتشار السريع للفيروس في المجتمع.وكانت النتائج طيبة فلم تظهر مجدداً حالات إصابة مؤكدة بالمرض منذ شهر فبراير2006م.وبفضل الله، الوضع المناعي للأطفال تحسن كثيراً وارتفعت معدلات التغطية بالتحصين الروتيني في السنوات الأخيرة من عام(2006 -2008م)إلى ما يقرب من(87 %)لدى تبني تنفيذ الأنشطة الإيصالية للتحصين لتقريب خدمة التطعيم من المواطنين لاسيما في المناطق والقرى البعيدة.ونستطيع القول أن هناك قاعدة مناعية إذا حدث أي وفود للفيروس من الدول الموبوءة من أفريقيا كالسودان الشقيق، كون الحالة المناعية الجيدة للأطفال ستمنع إصابة أي طفل- بإذن الله تعالى- إلا أن هذا لا يعني الاطمئنان والركون إلى ما تحقق، بل لابد من الحذر من احتمال وفود وانتشار المرض، على غرار ما حصل في عام 2005م. لذلك ُنفذت حملة تحصين وطنية تنشيطية ضد شلل الأطفال في مايو2009م تلافياً لاحتمالات من هذا القبيل- لا سمح الله- وأضيف إليها هذه الحملة الوطنية المزدوجة ضد مرضي الحصبة وشلل الأطفال التي نحن بصددها في الفترة من(12 - 17 ديسمبر 2009م) والتي تستهدف بلقاح شلل الأطفال الصغار دون الخامسة من العمر، وبلقاح الحصبة وجرعة فيتامين(أ) الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين(9أشهر- 5 أعوام).وأحب أن أؤكد بأنه نتيجة الحملة الوطنية للتخلص من الحصبة التي نفذت في 2006م والتي استهدفت من تتراوح أعمارهم بين(9أشهر- 15عاماً)ونتيجة النشاط الإيصالي للتحصين الروتيني، انخفض عدد حالات الإصابة بالحصبة مقارنة بالأعوام السابقة، حيث سُجلت(13حالة) حصبة مؤكدة في 2007م، و(8حالات) مؤكدة في 2008م.غير أنه بعد مرور ثلاثة أعوام على تنفيذ تلك الحملة الوطنية سُجلت (69 حالة)حصبة مؤكدة حتى أكتوبر2009م، مما يؤكد على أهمية تنفيذ حملة وطنية ضد الحصبة، في حين لم تسجل أي حالة وفاة بالحصبة منذ عام 2007م. كما لم تكن المضاعفات الناجمة عن المرض خطيرة بل خفيفة لمعظم الحالات، لأن إعطاء الأطفال فيتامين(أ)مسبقاً خفف من مضاعفات المرض وعمل على تقليص حدة الإصابة.[c1]حملة التحصين الوطنية[/c]- لمزيدٍ من التوضيح ماذا أعددتم لحملة التحصين الوطنية ضد مرضي الحصبة وشلل الأطفال؟ وما الذي تتوقعون أن تحرزه من نتائج ؟ حملة التحصين الوطنية الجاري تنفيذها في الفترة من(12 - 17ديسمبر2009م) تتبع إستراتيجية التطعيم في المرافق الصحية، إلى جانب اعتمادها على مواقع مؤقتة للتحصين وعلى فرق تطعيم متحركة في القرى والأرياف، أي أنها ليست من منزلٍ إلى منزل على النحو الذي جرت عليه العادة في حملات التحصين السابقة ضد داء الشلل. ويصل عدد عاملي التحصين فيها إجمالاً بحسب الإحصاءات المتوفرة لدى البرنامج الوطني للتحصين الموسع إلى(18024)عاملاً، منهم(5582)عاملاً صحياً ثابتاً ضمن فرق تحصين ثابتة قـوامها (2791) فـرقة ثـابتةً، وهنـالك (12442)عامـلاً صحياً يعـملون ضمـن فـرقٍ مـتحــركة وعددها(6221)فرقـة متحركـة، و(2068)مشـرف فريق؛ وتقلهم جميعاً(2657)سيارة مستأجرة..والمستهدفين من الأطفال بلقاح شلل الأطفال في هذه الحملة إجمالاً (4.181.729)طفلاً دون الخامسة من العمر. بينما يصل عدد المستهدفين بلقاح الحصبة وبجرعة فيتامين(أ) ممن تتراوح أعمارهم بين(9 أشهر- 5 أعوام) إلى (3.554.485) طفلاً ؛ وعدد مشرفي المحافظات في هذه الحملة (88) مشرفاً.. هذا على مستوى المحافظات. أما على مستوى المديريات فهناك (666) مشرفاً، إلى جانب (22) مراقباً من المجالس المحلية على مستوى المحافظات .وهناك أيضاً (60) مشرفاً مركزياً و(22) مشرفاً للتثقيف الصحي على مستوى المحافظات، و(333) منسقاً للتثقيف الصحي بالمديريات. بالتالي نحن نتوقع- بعون الله- أن تعمل هذه الحملة على خفض معدلات الإصابة بالحصبة نحو القضاء عليها - بإذن الله- وأن تغطي الاحتياجات المناعية للأطفال بإعطاء مزيدٍ من جرعات التحصين ولمنع إصابة أي طفل بالفيروس المسبب للشلل متى ُقدر لحالات مصابة من دول موبوءة أن تنقل المرض إلى اليمن والذي لابد له من أطفال محرومين من التحصين أو تنقصهم المناعة الكافية لقلة الجرعات التي حصلوا عليها مسبقاً.[c1]المعرضون للإصابة[/c]- هل نفهم من هذا أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد فيروس الحصبة والشلل لن يصابوا بالمرض حتى لو اختلطوا بحاملي العدوى بشكل ٍ مباشر؟ الواقع أن ما يحدث هنا أن الإنسان كي يصل إلى الحالة المناعية المناسبة لابد أن يستكمل عدداً معيناً من الجرعات، ولا يعني هذا التخلي عن وقاية الأطفال بمنعهم من العبث بمخلفات غيرهم وعدم إهمال نظافتهم. فالنظافة ضرورية لكل طفل في المأكل والمشرب والملبس والمسكن ليس فقط للحد من إصابتهم بفيروس شلل الأطفال أو الحصبة بل ومن غيرها من الأمراض.كما نوصي بأخذ الأطفال دون العام من العمر جميع جرعات التطعيم وفق جدول التحصين الروتيني. فجدول التحصين الروتيني يقتضي إعطاءهم أربع جرعات من اللقاح الروتيني ضد شلل الأطفال بدءا من بعد ولادته وحتى بلوغه ثلاثة أشهر ونصف شهر من العمر.. أي عندما يولد الطفل لا بد من أعطائه مباشرة جرعة من لقاح الشلل نسميها الجرعة صفر أو الجرعة التمهيدية، ثم بعد ذلك يعطى جرعة أولى وثانية وثالثة في عمر شهر ونصف وشهرين ونصف وثلاثة أشهر ونصف على التوالي.. هذا هو التحصين ضد شلل الأطفال ضمن مرحلة التطعيم الروتيني، ثم في الشهر التاسع ضمن هذه المرحلة يأتي موعد الجرعة الأولى من لقاح الحصبة، وبعدها في عمر عام ونصف موعد الجرعة الثانية ضد الحصبة، ولابد -أيضاً- أن يواكب التطعيم الروتيني تطعيم أخر أثناء الحملات الوطنية كهذه الحملة الوطنية التي تُعد مزدوجة لاستهدافها بالتحصين مرضي الحصبة وشلل الأطفال وداعمة لجهود التحصين الروتيني في تأمين المناعة لفلذات الأكباد.بالنسبة للذين أخذوا جرعات التحصين وحتى الذين استكملوا الجرعات سواءً ضد فيروسات الحصبة أو الشلل ضمن التطعيمات الروتينية، لا بد لهم من أخذ جرعة كاملة في هذه الحملة طالما لم يبلغوا الخامسة من عمرهم بالنسبة لشلل الأطفال وطالما أعمارهم تتراوح بين (9 أشهر و5 أعوام) بالنسبة للحصبة، فهاتان الفئتان فئتا خطر واكثر عرضة للإصابة بهذين المرضين.[c1]الوقاية.. ومستلزماتها[/c]- بناء على ما ذكرت نتوقف عند العلاج والوقاية.. فما السبيل إلى وقاية الأطفال وتجنيبهم الإصابة بالحصبة وكذا بشلل الأطفال وما إذا كانت ثمة معالجات تعين المصابين بالمرض أو تساعدهم على التماثل للشفاء؟الواقع أن المعالجة محدودة الأثر، ونحن لا نريد الإنسان أن يحاصره الندم وتعتصره الحسرة على طفلة إذا أصيب بهذا المرض، طالما مسألة الوقاية من المرض بالتحصين لا عناء فيها أو مشقة، وأن التحصين مجاني وفي نفس الوقت - بالمزيد من الجرعات- مكسب صحي وسبيل لاكتساب المناعة اللازمة التي تحمي الطفل من الإصابة.فالإنسان حتى لا يندم بسبب وقوع مشكلة الإصابة لا بد له أن يلزم البعد الوقائي، وكل ما يحتاجه الطفل للوقاية بالتحصين حصوله على اللقاحات الواقية من أمراض الطفولة القاتلة في مرحلة التحصين الروتيني للأطفال دون العام من العمر وفي الحملات - أيضاً- حتى ُتستوفى مناعته الجسدية فتحميه من الإصابة بأيٍ من الأمراض المستهدفة بالتحصين كالحصبة وشلل الأطفال .ولا يجدر بالناس الملل لكثرة ما نفذ من حملات ضد هذا الداء، بل على العكس لابد أن يعوا أهمية الحفاظ على مكسب بقاء اليمن خالياً من سريان فيروس شلل الأطفال وعلى طريق التخلص من مرض الحصبة، وحتى يسهموا في تحقيق اليمن هذا الإنجاز. فالأفضل لهم الحفاظ على ما قدموه لبلدهم من خلال مواصلتهم جميعاً تحصين أطفالهم دون الخامسة من العمر بلا استثناء.ولا يكونوا كما قال المتنبي:[c1] لم أر في عيون الناس شـيئـاً كنقص القادرين على التمامِ [/c]وللوقاية عموماً إلى جانب التحصين لابد من :- عزل المريض بالحصبة عن باقي الأطفال بالمنزل حتى لا يصابوا بالعدوى إلى أن يشفوا من الإصابة.- استخدام المصاب بالحصبة للمناديل عند العطس أو السعال والتخلص من المناديل الورقية المستخدمة برميها في القمامة بعد الاستخدام مع تجنب العطس والسعال في وجوه الآخرين.- تجنيب الطفل العبث بالأشياء التي يجدها ملقاه على الأرض، وكذا المخلفات حتى لا يتناولها أو يضعها في فمه لتجنب الإصابة بشلل الأطفال والحفاظ على نظافة الطعام والشراب من التلوث، إلى جانب التصريف الصحي الجيد للمجاري وعدم الإبقاء عليها مكشوفة، وتجنب التبرز في العراء لاسيما ُقرب المنازل ومصادر المياه .- الاهتمام بتهوية المنازل وبنظافتها، والعيش في بيئة صحية تسودها الممارسات الصحية السليمة.- الاهتمام بالنظافة الشخصية للطفل، ونظافة يديه بغسلهما جيداً بالماء والصابون.- تلافي إصابة الطفل بسوء التغذية واحد أشكالها نقص فيتامين(أ) في الجسم الذي يعد ضرورياً لتحسين مناعته ولنموه الطبيعي، من خلال الاهتمام الجيد بغذائه، بدءا بالرضاعة الطبيعية الخالصة دون أي إضافات من بعد الولادة مباشرة ودون تأخير ولا حتى لنصف ساعة أو ساعة أو ساعتين. ثم إعطائه من بعد الشهر السادس من العمر أغذية مكملة متنوعة في محتواها غنية بالعناصر المهمة لجسم الطفل بحيث تلاءمه وتلاءم نموه وعمره كماً ونوعاً وقواماً ؛ إلى جانب الاستمرار في إرضاعه رضاعة طبيعية مع التغذية المكملة حتى مرحلة الفطام لدى بلوغه عامين كاملين من العمر.- التبليغ الفوري في أقرب مستشفى أو مركز صحي عند الاشتباه بوجود حالات إصابة جديدة بمرض الحصبة أو بمرض شلل الأطفال على السواء.[c1]نمط التغذية[/c]- كيف تسهم التغذية في رفع أو تقوية الحالة المناعية لجسم الطفل ضد الحصبة وشلل الأطفال؟- الحالة الغذائية تؤثر في الحالة المناعية. فإذا كان الطفل يتمتع بتغذية سليمة منذ ولادته من خلال الاقتصار على إرضاعه رضاعة طبيعية خالصة من الثديين دون إضافة أي مكملات غذائية ولا حتى الماء، ليس بعد نصف ساعة أو ساعة أو ساعتين على ولادته، وإنما عقب الولادة مباشرةً.ولأهمية هذا الأمر رفعت منظمة الصحة العالمية شعار» الساعة الأولى فور الولادة تنقذ مليون حياة).. كان ذلك قبل أكثر من عام.بعد ذلك مع نهاية الشهر السادس لا بد للطفل من أن يحصل على أغذية مكملة غنية ومتكاملة في محتواها من العناصر الغذائية المفيدة للجسم فهي مهمة تعين الجسم بناء وتقوية مناعته ضد الأمراض، إلى جانب ضرورة استمراره في الرضاعة الطبيعية حتى يكمل من العمر عامين كاملين. والتغذية السليمة هنا لابد أن تكون طبيعية من البيئة وليست معلبة، كالخضروات والفواكه والبقوليات الحبوب، مع إعطائه ما يسمى بخلطة (الشبيسة) التي هي خليط من الحبوب والبقوليات.إذن الحالة المناعية ليست فقط من التحصين، بل للتغذية دور أيضاً- إذا كانت بالمستوى المطلوب - في زيادة مناعة الجسم ؛ ويلزمها من أجل تحقيق المناعة المطلوبة الابتعاد عن التدخين والإقلاع عن تعاطي الأمهات للقات وما إلى ذلك من ممارسات تؤثر سلباً على الحالة المناعية للأطفال.إلى هنا وننهي الحديث عن مرضي الحصبة وشلل الأطفال وما يتعين اتخاذه من تدابير- إلى جانب التحصين - لتجنيب إصابة الأطفال بأي ٍ منهما.والدعوة نجددها للآباء والأمهات بضرورة تحصين جميع أطفالهم دون الخامسة من العمر في الحملة الوطنية للتحصين ضد مرضي الحصبة وشلل الأطفال الجاري تنفيذها في الفترة من(12 - 17 ديسمبر2009م) ؛ ونقول لهم : كونوا على الموعد ولا تتخلفوا عن تحصين أطفالكم المستهدفين بلقاحي الحصبة وشلل الأطفال أو تترددوا.[c1]* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان[/c]
من حملة التحصين الوطنية ضد مرضي الحصبة وشلل الأطفال