توقيع المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المشترك على مهمة تنفيذ اتفاق فبراير وتحديد الكيفية التي سيجري بها الحوار والأطراف المتحاورة والقضايا التي سيتناولها النقاش وكذا الآليات والجداول الزمنية لإنجاز المهام الموكلة للمتحاورين، ولعل الأهم في هذا كله أن الاتفاق أعتبرالأحزاب الموقعة على اتفاق فبراير الممثلة في مجلس النواب هي أطراف ، مع ترك حق لكل طرف في إشراك حلفائه في جلسات الحوار متجاوزين تلك النقطة الخلافية التي طالما كانت عائقاً في الوصول إلى اتفاق في الفترة الماضية المتمثلة في إشراك الحلفاء كأطراف رئيسية. وهذا هو المهم وهناك تفاصيل الدخول فيها أقل أهمية كونها تفرعات تتيح إمكانية التعاطي بمرونة مع موضوعات الحوار وإمكانية استيعاب أي متطلبات مستجدة من هذا الطرف أو ذاك بحيث لا يكون لها تأثير سلبي على مجرياته، وإجمالا من مضمون الاتفاق نخلص إلى نتيجة أن المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك هذه المرة أكثر جدية للخروج من حالة الانسداد السياسي لأن القناعة على ما يبدو قد جعلتهم يعون إن الاستمرار في الوضعية التي كانوا عليها ليست في مصلحة الجميع لذلك كان لا بد من الاتفاق وتغليب المصلحة الوطنية على ما عداها من المصالح الأنانية الضيقة حتى وإن كان هناك تنازلات فهي من أجل الوطن وأبنائه وفي مقدمته القوى السياسية التي يتصدرها طرفا المعادلة السياسية في ظل الديمقراطية التعددية المرتكزة على السلطة والمعارضة اللذين لا خيار أمامهما إلا التداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة تجرى بمناخات شفافة ليكون الفيصل صناديق الاقتراع التي بات استحقاقها المؤجل منذ 27 إبريل 2009م إلى 27 إبريل 2011م يقترب.. فالانتخابات البرلمانية استحقاق دستوري ينبغي إجراؤه في كل الأحوال مع أن المصلحة الوطنية والديمقراطية تفترض مشاركة الجميع ناهيك عن أن التحديات التي جابهها ويجابهها اليمن وبدون التوافق والاتفاق سوف يتحمل المسؤولية التاريخية عما سيترتب عليها من أخطار كل القوى الفاعلة في الساحة السياسية وربما التعاطي الذي يتجاوز السلبية إلى ما هو أسوأ يحدث من قبل الأطراف السياسية المعارضة تكون مسؤوليتها أكبر من السلطة إذا لم تدرك الخط الفاصل بين المعارضة الصحيحة والمعارضة من أجل مصلحة الشعب والوطن، ولها في هذا النوع مصلحة حقيقية.ولكن العبرة في الحوار وما سيفرغه من نتائج الذي فيه ستبين إن كان تفاؤلنا في محله أم أن المناكفات والمكايدات ستستمر وستبين إن مكان المتحاورون سيطوون صفحة الماضي ويتوافقون حول القضايا الخلافية ويذهبون معاً إلى الاستعداد للاستحقاق الانتخابي بروح تنافسية إيجابية تصب في مصلحة الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ونمائه وازدهاره.