أنصار الموالاة يحتفلون بفوزهم في الانتخابات البرلمانية في بيروت
بيروت/14 أكتوبر/نديم لادقي: أعلن أمس الاثنين رسميا الفوز المفاجئ لائتلاف الموالاة على حزب الله الذي تدعمه إيران وحلفائه.وأظهرت النتائج الرسمية التي أعلنها وزير الداخلية زياد بارود أن تكتل سعد الحريري حصل على 71 مقعدا في البرلمان المؤلف من 128 عضوا مقابل 57 مقعدا لتحالف المعارضة الذي يضم حزب الله وحركة أمل الشيعيين والزعيم المسيحي ميشال عون.ويشمل تكتل الحريري ثلاثة مستقلين كانوا على لوائح ائتلاف الموالاة في الانتخابات التي جرت يوم الأحد والتي توقع العديد أن تتمخض عن فوز محدود لحزب الله وحلفائه.واحتفل أنصار الائتلاف حتى الساعات الأولى بعد أن جدد الناخبون أغلبيتهم في البرلمان بعد أربع سنوات من «ثورة الأرز».ومثلت هذه النتيجة ضربة لإيران التي تساند حزب الله بينما كانت بمثابة نبأ طيب للولايات المتحدة التي تساند تحالف «14 آذار» وهو تاريخ تجمع حاشد في 2005 ضد الوجود العسكري السوري في لبنان.ولم يكن لدى وزارة الخارجية الأمريكية تعليق فوري على نتيجة الانتخابات لكن فرنسا الداعم الآخر للتكتل أشادت بسلاسة سير الانتخابات التي كانت سلمية في معظمها.وقالت وزارة الخارجية «هذا التصويت الذي اتسم بدرجة عالية من المشاركة يبرز نشاط الديمقراطية اللبنانية» وعبرت عن ثقتها في أن يكفل الرئيس ميشال سليمان تشكيل حكومة جديدة سريعا وان «يقود البلاد على طريق الإصلاحات».واكتسح حزب الله وحركة أمل الانتخابات في المناطق التي تقطنها أغلبية شيعية ولكن هزيمة حليفهما ميشال عون في منطقتين مسيحيتين رئيسيتين حرم التحالف من الأغلبية التي كان يتوق إليها.وخرج سعد الحريري الزعيم السني لتحالف «14 آذار» بوصفه المرشح الأوفر حظا لقيادة الحكومة الجديدة وإتباع خطى والده الراحل رفيق الحريري الذي أعاد اعمار البلاد بعد الحرب الأهلية.وذكر رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل الشيعية نبيه بري انه يقبل النتائج وهنأ الفائزين قائلا «على المستوى الوطني أرى أن لبنان انتصر على رهانات الفوضى والفتنة وأصبحت قوته في ديمقراطيته إلى جانب مقاومته وتأكد أصلا رهاننا أن قوة لبنان هي في وحدته الوطنية.»ويقول محللون أن النتيجة الأكثر توقعا للانتخابات هي تشكيل حكومة وحدة وطنية أخرى وان كان ذلك قد لا يحدث بسلاسة إذا أصر معسكر حزب الله على الحصول على حق النقض (الفيتو) مما يخوله المشاركة في القرارات الرئيسية.وربطت الولايات المتحدة التي تعتبر حزب الله جماعة إرهابية مساعدات لبنان في المستقبل بشكل وسياسات الحكومة التي تحل محل حكومة الوحدة الوطنية الحالية. وحزب الله جزء من الحكومة الحالية.وفاز ائتلاف «14 آذار» في انتخابات 2005 بفضل تحالف مع حزب الله وحركة أمل لكن سرعان ما اختلفوا مما أثار أزمة طويلة تحولت أحيانا إلى صراع عنيف.ويصر حزب الله وحلفاؤه على منحهم حق الفيتو في حكومة وحدة وطنية وهو طلب احدث مأزقا سياسيا استمر 18 شهرا إلى أن تم منحه بموجب اتفاق توسطت فيه قطر وأعقب قتالا في شوارع بيروت في مايو 2008.وهدأت التوترات في لبنان بدرجة كبيرة منذ الاتفاق الذي توسطت فيه قطر ومنع البلاد من السقوط في هاوية الحرب الأهلية. كما أن تحسن العلاقات بين السعودية وسوريا ساعد على حفظ الاستقرار في لبنان في الشهور الأخيرة.