يبدو القصر كبيرا تزين جدرانه الزخارف السلطانية تجذبني رائحة المكان كل ما مررت بها تأخذني عبر ازمنة التاريخ إلى البعيد البعيد تمر بي الحافلة كل يوم من امام ذلك القصر الكبير قصر يربض بجانب الساحل يعانق القلعة على مسافة قريبة جدا منه القلعة والقصر ثنائي رائع يتوسدان البحر ويستنشقان هواء امواجه الساحرة فجأة قررت إقتحام المجهول ودخول ذلك القصر كما هو من الخارج كان كبيرا جدا من الداخل ينتشر في ارجائه عبق الماضي وأريج الحاضر فجأة وجدت نفسي أمام ملوك وجدتهم واقفين بإنتظاري ذهلت ان يكون كل هؤلاء الملوك حاضرين ومستعدون لاستقبالي فقلت لهم سلام عليكم يا أهل الدار فأجابو جميعا بصوت واحد وعليك ألف سلام يا بيسان تجهمت قليلا واستطردت ذهولي قائلة لهم : كيف عرفتم اسمي أيها الملوك ؟قالوا نحن ملوك أوسان وجدنا قبل ان تكوني وبنينا لكم هذه الارض الطيبة فقلت لهم : لكني علمت بأنكم كنتم غائبين عن البلاد أين كنتم ؟قالوا : كنا في رحلة نجول فيها ارجاء اوروبا لنقول للشعب الاوروبي والعالم الغربي نحن اليمنيون بناة حضارة قتبان واوسان وهمدان وتبع .قلت : لهم وكيف وجدتم الاوروربيين ؟قالوا : نعرف ان الكرم عربي ، ولكن أكتشفنا ان هناك كرم اوروبي فقدأستقبلنا الشعب الاوروبي بكرم وحفاوة كبيرين ، وكم كانوا سعداء بالتعرف على حضارة بلادنا وممالكنا .قلت لهم : ومتى عدتم ؟قالوا : عدنا في العام 2005 م فقلت لهم : لكن كما عرفنا قبل ايام فقط تم الاحتفاء برجوعكم القصر.قالوا : هذا صحيح فقبل ان نعود إلى القصر وعند عودتنا قبل عامين رمينا في المخازن ثلاث سنوات ودون سؤال عنا بعد كل ذلك التكريم الذي لقيناه في رحلتنا إلى اوروبا ، الذي وها نحن اليوم عدنا إلى دارنا هنا في المتحف الوطني للاثار في عدن . وكان من بين الملوك نساء جذبني شكلهن وتسريحة شعورهن كتلك التي تتزين بهن ملكات فرنسا في القرون الوسطى .أذهلنتي أيضا تلك الثقوب التي في أذني إحداهن كما تفعل النساء في زماننا مما يدل على ان ذات الموضة التي تنتشر الان كانت موجودة حتى قبل التاريخ .فسألتهن : من انتن ؟قلن : نحن بنات شأن قلت لهن : يابنات شأن أين هي مملكتكن قبل ان تنتقلن إلى هذا القصر؟قالت إحداهن : انا سيدة الضالع قالت الاخرى : وانا السيدة برآت من شبوة .قلن بصوت موحد : نحن كنا حاكمات ذات شأن في ممالكنا نحكم ونشاوركما يحكم الرجال .قلت في نفسي سبحان الله إن حكمت إمرأة اليوم تقوم الدنيا ولا تقعد مع ان الاسلام جاء إمتدادا لكل الحضارات السابقة وأضاف اليها ،واعطى للمرأة حقها ورفع مكانتها ولم يقلل من شأنها كما يحاول البعض الان حصر وظائفها في امور معينة .نعم إن الدين الاسلامي جاء ليسد الثغرات ولم يأت ليوسعها .عدت بعد برهة من التفكير في شأن المرأة في هذا الزمان بعد كل تلك المسافات الزمنية التي من المفترض ان يكون العقل الانساني قد تطور وارتقى بفكره وتطلعاته . غريب ان يكون هؤلاء اللذين عاشوا قبل التاريخ أرقى بفكرهم عن فكرنا!قلت لهم جميعا : والان بعد ان عدتم إلى داركم هذا ما الذي ترغبون فيه ؟قالوا : نرغب بمزيد من الاهتمام من الجهات المعنية .قلت لهم : كيف ؟قالوا ان قصرنا بحاجة إلى الترميم والعناية فهو بحد ذاته واجهة حضارية لانه احد قصور الملوك والملكات .فالواجهة الحضارية مهمة لأي مدينة واي بلد لانها المؤرخ والمعرف لحضارة شعب بأكمله ، كما أنها تكون عنصر جذ ب سياحي .
أخبار متعلقة