هاهو العام العشرون يمر من عمر الوحدة المباركة وشعبنا مليء بالعزيمة والاصرار لتعميقها والدفاع عنها بالغالي والنفيس، رغم وجود عدد من ابناء شعبنا تائهون حيث لايستطيعون ان يميزوا بين الصعوبات والعقبات التي تعترض مسيرة البناء والتنمية في بلادنا الحبيبة والتي لها اسباب موضوعيه وذاتيه ،ولكن لا دخل للوحدة بهذه المشاكل والصعوبات . فالوحدة كانت النتيجة الطبيعية لالتئام شطري وطن تشطر ضمن معادلات دولية وظروف مرت ببلدان الوطن العربي كافة، وجاءت ثورتا 26 سبتمبر و 14 اكتوبر لتنهيا حكم الظلام وحكم الاستعمار ومن ثم الوصول الى توحيد الشطرين لتنطلق عملية البناء والتنمية . ان ما اعترض مسيرة البناء و التنمية في بلادنا يمكن أن اذكره باختصار شديد ومنه ضعف الامكانات المادية والموارد الطبيعية ، ضعف في الادارة وفساد اداري دون حساب او عقاب ، عدم وجود سياسات تنموية واضحة تأخد بعين الاعتبار الامكانات المادية والبشرية وتعاقب الازمات والحروب الداخلية منذ 1994 الى 2010 وما شاب ذلك من تدخلات خارجية سعت للعمل على تفتيت وحدة التراب اليمني وضرب السلم والاستقرار الاهلي . تأتي الذكرى العشرون للوحدة المباركة ورغم ما أنجزت من مكتسبات اقتصادية وسياسية الا اننا بحاجة الى المزيد حتى ننهض ببلدنا وشعبنا ونصبح في مصاف الدول المتقدمة، وهذا لا يأتي بالتمني والدعاء فقط بل علينا جميعاً شعباً وقيادةً العمل بجد واجتهاد وبتكامل من أجل رفعة بلدنا وعزته . ان دعاة الانفصال والتشطير يتخذوا من الاوضاع الاقتصادية الصعبة مدخلا لتحشيد وتجنيد المواطنين الشرفاء ضد دولة الوحدة يوهمونهم انه بالانفصال والتشطير سوف يعيشون في جنات الخلد حيث انهار العسل واللبن ,وليس ما ينتظرهم من حروب وتصفيات بين الرفاق والمناضلين وصراعات على اسس مناطقية للوصول الى كراسي الحكم والسلطة على حساب ارواح البسطاء من ابناء شعبنا .ان محاربة الظلم والفساد والتخلف لا يكون بالتدمير والقتل والتشطير والتعصب ,بل بنشر روح الاخوة والمحبة ونشر روح التعاون والتكافل والتراحم والتكاتف والعمل سويا لدفع عجلة البناء والتنمية الى الامام . اما الطامحون للوصول الى سدة الحكم فلا تستغبوا ابناء شعبنا وتوهموا انفسكم ان الشعب من ورائكم بل انتم سبب البلايا وصناديق الاقتراع امامكم.
وحدة إلى الأبـــــد
أخبار متعلقة