اقواس
بحجج مختلفة وعديدة، ربما تكون بعضها صحيحة، وبعضها الآخر غير صحيح يقولون إن تحديث البناء لمكتب بريد عدن سيكون حاجة فريدة من نوعها لكي يليق بالمدينة وساكنيها من مختلف شرائح ومناطق الوطن.. وهو ماصرح به مدير عام البريد الرياضي الخلوق عبدالعظيم القدسي لبعض وسائل الإعلام.نحن وإن كنا نبارك مثل هذا التجديد .. تساورنا المخاوف أيضاً من أن يتم التجديد وعملية الهدم قبله، بتأثير كبير على ماتبقى لعدن من معالم إسلامية خالدة.. تلك هي (المنارة التاريخية) التي يشار إلى أن بانيها هو الخليفة العادل وخامس الراشدين: عمر بن عبدالعزيز بن مروان الأموي ، وذلك لآن المنارة اليوم بحاجة إلى الترميم وتثبيت قواعدها.. حيث وأن مضلعاتها الآن بدت فيها التشققات، لمن يقترب أكثر منها ويركز الرؤية والنظر، فيكف ستكون الحال إذا ماتم اهتزاز الأرضية أثناء الهدم والحفر؟! الله وحده يعلم! وإذا كنا نسلم تماماً بما صرح به المدير العام القدسي.. فإن ذلك لايمنعنا من الشكوك ولو بنسبة (1%) لأن آثار المدينة اندثرت أوطمست تماماً وتعالوا لنذكركم بما طمس بحسب الذاكرة إن هي لم تشخ بعد:
مسجد أبان التاريخي التليد .. طمست معالمه، وظهر بعد تحديثه منشأة دينية عصرية فخمة وضخمة لكن المعالم الإسلامية فيه بدت غير تلك التي كانت ولو كان تم الاحتفاظ بالمشربية والنقوش التاريخية المزخرفة على الخشب، لو كان وضع لها بروازاً في قلب الواجهة الأمامية، ووضعت كما هي لكان الأثر أعظم ويدل على وعي بالتراث وقيمته للبلد وللإسلام والمسلمين بشكل عام.مسجد الهاشمي بالشيخ عثمان أندثر ولم يعد له أثر يذكر وظل الجديد هو البديل ويؤرخ لمرحلة بدأت في التسعينات من القرن الماضي ليس غير!.بوابة سجن عدن، الأثر الذي ظل سنين طويلة رمز عدن لاحتضانه خيرة الشباب والثوار في أثناء الكفاح المسلح حتى نيل الاستقلال .. هذه البوابة تم إزالة الكتابة المحفورة على الباب وأزيلت تماماً وبني فوقها محلات استثمارية تجارية.. وهكذا يكون التاريخ في محل الاستثمار الذي يشير إلى واقع مزرٍ ومخجل ، وللأوقاف حينها أياد في ذلك! الإستحكامات التاريخية في عقبة عدن فوق أعالي الجبال حيث أعمدة الإرسال للميكرويف التلفزيوني .. تم البناء بجانبها بالبردين وتم طلاؤها باللون الأبيض ولاندري السبب والهدف من ذلك.. فلماذا لم يتم البناء بنفس الحجر أو بلون مجر آخر مقارب للتحصينات التاريخية العظيمة؟! قلعة صيرة .. يتم نحت الجبل أسفلها مايعني تعريضها يوماً ما للخطر وهل نسينا أهمية قلعة صيرة صمودها التاريخي أمام الغزاة من برتغالبين ومماليك وعثمانيين وإنجليز .. والخ؟! مدرسة جبل حديد التاريخية التي يقال إنها بيعت لمستثمر شامي سوف يجعلها جنة عدن.. في حين هي (جنتها منذ الثلاثينات) ويجب أن تظل أحد رموز الحضارة التليدة للمدينة وأهلها ، واي تفريط فيها إنما يعني التفريط بالتاريخ والحضارة .. وهلم جرا.تلك آخر ماتبقى لعدن .. فهل يعي القائمون على شؤونها ذلك ويحمونها من الخطر المحدق بها؟! نأمل ..
