11نوفمبر 2005م
تحيي جماهير الشعب الفلسطيني هذه الأيام الذكرى الثالثة لاستشهاد قائد الثورة الفلسطينية ورئيس سلطتها الوطنية / ياسر عرفات (أبو عمار).بداية نقول كم نحن أحوج لك أيها القائد والمعلم وفي هذه المرحلة بالذات, لقد رحلت وتركت العواصف قاسية وشديدة تهب من كل اتجاه، تريد أن تقتلع ما بنيته وناضلت واستشهدت من أجله.رحلت وتركت فراغاً كبيراً وكبيراً جداً قل من يمليه من بعدك.رحلت أيها القائد في الوقت الذي تعيش فيه الساحة الفلسطينية تناقضات وصراعات أوصلت الفصائل كل من فتح وحماس إلى الاقتتال الداخلي, هذا الاقتتال الذي علمتنا في حياتك أنه خط أحمر لا يجوز تجاوزه انتظروا استشهادك ليتجاوزوا هذا الخط الأحمر المحرم, ومنذ وقت وساحتنا الفلسطينية تعيش آثار هذا الاقتتال وباتت غزة منفصلة عن الضفة الغربية ومحاصرة كما كنت أنت محاصراً حتى استشهادك، وباتت المعتقلات مفتوحة ليست عند الكيان الصهيوني فحسب.. فاليوم يوجد معتقلون في سجون السلطة من المناضلين وفي سجون حماس من المناضلين هذا ما وصلنا إليه أيها القائد الرمز!! نحن على ثقة لو كنت بيننا اليوم لما حصل كل هذا.تمر ذكراك الثالثة يا شهيد الثورة الفلسطينية وقضية شعبنا الفلسطيني تمر في أصعب، وأخطر مراحلها، أنها تتعرض للتصفية!! تمر ذكراك، وساحتنا تعيش حراكاً سياسياً باتجاه عقد مؤتمر الخريف الذي دعت اليه الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تسعى من ورائه هي وإسرائيل لتحقيق مصالحهم، التي هي بالتأكيد تتناقض مع مصالح شعبنا الفلسطيني.لم يعد خافياً أن حالة الانقسام الموجودة في الساحة الفلسطينية يسعى أولمرت ومن خلال مؤتمر الخريف إلى تعميقها أكثر فأكثر ويسعى إلى توسيع دائرة التطبيع مع الأشقاء العرب، وكل هذا في الوقت الذي يتحدث جهاراً بأنه لن يتنازل عن القدس، ولن يفكك المستوطنات ، ولن يقبل بعودة اللاجئين.دعوتنا ونحن نحيي ذكراك يا أبا عمار للإخوة في فتح وللإخوة في حماس، خاصة إذا كانوا أوفياء لدمك الطاهر ولدماء الشهداء أن يلتقيا على طاولة الحوار، معلنين تمسكهم بالوحدة الوطنية وبمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.لن أنسى أيها الشهيد القائد والرمز مقولتك الشهيرة عندما كنت محاصراً في كامب ديفيد (لم تلده أمه بعد من يتنازل عن القدس واللاجئين).نعاهدك على أن نعمل على هدى مقولتك هذه وستكون بالنسبة لنا بمثابة وصية، نصونها وندا فع عنها بدمائنا وفاء لفلسطين ووفاء لياسر عرفات (أبو عمار).