فن تشكيلي
د. زينب حزام :عرفناه فناناً تشكيلياً من خلال أعماله في الصحف والمجلات المحلية، وعضواً أساسياً في إنشاء صالة عرض اللوحات الفنية في أمن عدن. إضافة إلى أعماله في مجال كتابة الخط العربي، معبراً عن الخلجات التي تدور في أعماقه والمشاعر المرهفة الحساسة في مجموعة من اللوحات التي تعتمد على تكوين متميز للحروف العربية – وتهدف إلى اكتشاف أقصى إمكانات هذه الحروف وتوظيفها في الاتجاه الفني الذي يخدم الحركة التشكيلية ويوسع اتجاهاتها الطموحة على المستوى العربي والدولي.الفنان اليمني صلاح الدين الكندي من مواليد حضرموت 1961م، حاصل على شهادة الثانوية العامة، كما درس في معهد الفنون الجميلة بعدن، وهو عضو أساسي في نقابة الفنانين التشكيليين اليمنيين، كما شارك في العديد من المعارض الفنية المحلية في صنعاء وعدن.وللفنان صلاح الدين آراء مختلفة في قضية الفن التشكيلي اليمني وكذلك فنون الخط العربي ومن آرائه :- إن الخط العربي يجذبه بشدة وهو وسيلة للتعبير عما يدور في أعماق الفنان وللفنان صلاح الدين العديد من المعارض الفنية في الخط العربي حيث استطاع كتابة كل أنواعه منها النسخ – الرقعة – الثلث – الفارسي – الديواني – كوفي.. الخ.والحرف العربي لا يعرف الحدود ولا يمكن النظر إليه وكأنه مجرد أبعاد وأشكال هندسية لأن له حيوية في التعبير تساعد على إبداع صيغ كاملة تعطي معاني وأفكاراً خاصة.[c1]تجربة الفنان صلاح الدين الكندي[/c]لقد اطلع الفنان صلاح الدين الكندي على تجارب العديد من الفنانين التشكيليين اليمنيين الذين ساهموا في بناء صرح الفن اليمني، كما في مجال الخط العربي فقد كانت تشده أعمال فناني مدرسة البعد الواحد. ربما لأنهم كانوا رواد هذا المجال. فقد كان المدى الذي يفتحه الحرف العربي يترك للفنان هامشاً كبيراً لابتكار الأساليب التي يرى فيها تعبيراً عما يعتمل في ذهنه.وللفنان صلاح الدين الكندي أعمال إبداعية نالت إعجاب المشاهدين لها وهذه الأعمال تتحدث عنه مباشرة وتبين عملية الإبداع عنده وهذه الأعمال تشرح قضايا وهموم المجتمع اليمني، ذلك أن اللوحة هي أولاً وأخيراً موجهة للجمهور الذي يستطيع بحس عفوي أن يقدر قيمة العمل تبعاً لمدى ارتباطه به.والواقع إن مرحلة الإبداع، هي مرحلة الاقتراب الأكبر، والتواصل الأكبر مع المجتمع وبقدر ما يستطيع الفنان التعبير عن هموم وتطلعات محيطه بقدر ما يقترب أكثر من مجالات القدرة على التواصل معه.. وإذا سألت الجمهور عن الفنان صلاح الدين الكندي وكيف يمارس دوره في مجال الفن التشكيلي والخط العربي، فأعماله الجيدة التي قدمها في صالة عرض اللوحات في إدارة أمن عدن وكذلك لوحته الرائعة تحت عنوان الشارع جميعها تتحدث عن ابتكارات هذا الفنان المبدع وهي أيضاً تتحدث عن نشاطه الفني المتواضع والمتميز وهي مرحلة ولادة ولكنها مبشرة وواعدة بعطاء أكثر واكبر.وهناك بطبيعة الحال. مجموعة شروط لابد من توافرها لتكوين طابع مميز لهذه الحركة. أهمها لتكوين فنان مبدع قادر على العطاء وهو موجود ولن يمر وقت طويل حتى يجدد ويبدع في كل عمل يقدم للجمهور.وهناك وسائل جديدة يبتكرها فناننا التشكيلي صلاح الدين الكندي ومنها اهتمامه المستمر بإقامة معارض الفن التشكيلي والمشاركة فيها وتقديم كل جديد والاهتمام بإقامة الندوات عن حركة الفن التشكيلي وتطوراته. وذلك لتحقيق أكبر قدر من التواصل بين الفنانين والجمهور للتعرف على النشاطات التي تتبناها نقابة الفنانين التشكيليين اليمنيين، والتعرف على أساليب واتجاهات الفنانين وما ينتجونه من أعمال وبطبيعة الحال فإن لوسائل الإعلام دوراً هاماً في الدعاية الإعلامية للأعمال الفنية المتعلقة بالمبدعين من فنانين تشكيليين ومبدعين في فنون آخرى. والوقوف على آخر أخبار المبدعين والإنجازات الجديدة التي يقومون بها.. ومن واجب المؤسسات الإعلامية والثقافية اقتناء أعمال الفنانين اليمنيين لنشرها تشجيعاً لهم.[c1]هموم الفنانين التشكيليين[/c]لاشك أن لكل فنان تشكيلي يمني هموماً وقضايا تحتاج إلى دعم الدولة لحلها ومنها قيام المعارض الفنية المحلية والدولية.. ذلك أن المعارض الفنية المحلية تحتاج إلى توفير الصالة المناسبة للمعرض، حتى يتمكن الجمهور من زيارة المعرض وشراء اللوحات، ونلاحظ باستمرار أن المعارض الفنية تقام في أماكن بعيدة عن الجمهور مما يعرقل سير المعارض وشراء اللوحات الفنية، مما يزيد الفنان التشكيلي هماً، لأن رزقه الأول والأخير يأتي من بحثه عمن يشتري لوحاته.أما المعارض الدولية فهي تساعد الفنان التشكيلي اليمني من الاستفادة من اللقاءات المستمرة مع الفنانين العرب والأجانب، ففي ذلك إثراء لتجربتهم واغناء لهم، وهذا سينعكس إيجاباً على مجمل مسيرة الفن التشكيلي العربي.ولعل لكل فنان يمني أمنية وهي رؤية هذا التواصل وقد تحقق عبر أكثر من مجال. إذ أن المعارض الفنية المستمرة سواء كانت محلية أو دولية تحقق الكثير من التجارب والاستفادة من خبرات كبار الفنانين، وتحقيق أمل معظم الفنانين العرب في نشر الفن التشكيلي العربي على مستوى المعارض الدولية.أما بخصوص الخط العربي فهو من أكثر إبداعات الحضارة العربية أهمية وشمولاً. وهناك إنجازات كبيرة قدمها الفنان اليمني في مجال الخط العربي وهذا نلاحظه في استمراره من خلال اللافتات المعلقة في الشوارع في مختلف المدن العربية وفي المحلات التجارية، وكذلك في الصحف والمجلات المحلية، إضافة إلى المشاركة الفعالة في المعارض اليمنية والدولية. وقد قدم الفنان اليمني كل ما يملك من قدرة إبداعية في مجال الفنون والعلوم والآداب. إذ لم تكن هذه الحضارة ممكنة دون كتابة عربية ودون خط عربي مرن قادر على حفظ نتاج الفكر والعلم، ولهذا فأنه الفن الأصيل الذي ازدهر مع الحضارة العربية وكان الوسيلة الأساسية للإبداع الفني.ولقد استطاع الفنان اليمني أن يعبر عن مختلف أشكال الإبداع الفني مما يحقق له هوية محددة واضحة تميزه عن غيره. وتمنح فنه تلك الشخصية المتميزة بين الفنون والثقافات الدولية، وتجعله يقف شامخاً بين أقرانه العالميين.لقد أعطى الخط العربي لفنانينا القدرة الواضحة التي استمدها من هذا الفن العربي القديم. وقدم أعمالاً فنية متميزة لها خصوصيتها الواضحة التي ميزت الخط العربي بين الحضارات الأخرى.