القاهرة / متابعات : لم يخيّب النقاد والجمهور توقعات الممثل أحمد عيد الذي قال خلال الاحتفال بتصوير فيلم " أنا مش معاهم " أنه سيثير ضجة وجدلاً عند عرضه سينمائياً، وهو ما حدث بالفعل منذ بدأت عروض "أنا مش معاهم " في اليوم الأخير من شهر فبراير الماضي، حيث قدم الفيلم للمرة الأولى قضية تهم الشباب المصري والعربي بطريقة كوميدية لكنها مؤثرة وتدعو للتفكير، القضية هي حيرة الشباب بين الإنحراف والتشدد الديني بينما تغيب الوسطية إلى حد كبير ، نزل الفيلم الذي كتبه فيصل عبد الصمد في أول تجاربه كمؤلف، وأخرجه أحمد البدري، إلى الشباب في تجمعاتهم ونجح في إلتقاط تفاصيل واقعية جعلت المواقف تصل للمشاهد بشكل مباشر فيما عدا بعض الثغرات التي لا تقلل من قيمة العمل الذي يدور حول طالب فاشل في كلية الطب يبلغ من العمر ثلاثين عاماً، ويمارس كل أنواع الانحراف، بينما والديه لا يعرفان كيف يتصرفان معه، رغم أنهما من الأسر المحافظة، في المقابل توجد زميلته المحجبة التي تتشدد دينيا و" تخنق" أسرتها، والدها الذي يشرب الخمر بكثافة، ووالدتها التي ترتدي ملابس مكشوفة، وشقيقها عازف الجيتار، ويقع الشاب في حب الفتاة التي تلفت انتباه بهدوئها وجمالها المختبئ وراء الحجاب، في الوقت نفسه تقوده الصدفة لمقابلة طالب معتقل يحمله رسالة إنسانية لوالدته، فيظن الطلاب الملتزمين دينياَ في كلية الطب أن زميلهم الفاشل هو "قيادة دينية مستترة"، وتعجب به الفتاة فيتمادى في إظهار تدينه المزيف حتى تتم الخطوبة، بينما الأمن يراقبه ويلقي القبض عليه، مع زملائه وبينهم مسيحي، ولا يقتنع الأمن بأنهم أبرياء رغم وجود مخدرات معهم، وإظهار الطالب المسيحي للصليب "!!"ومن هذه النقطة يحمل الفيلم إدانة للجهات الأمنية التي تطارد الشاب الفاشل طوال الفيلم، دون التأكد من أنه بالفعل ليس عضواً في جماعات متطرفة، بينما يواجه هو رجل الأمن ويقول له أن تلك الجهات تريد الشباب مغيباً أفضل من أن يكون متديناً، لكن رجل الأمن يؤكد أنه ضد التشدد والانحراف على حد سواء، وتتابع الأحداث حيث تتورط الفتاة في عملية إرهابية، فتترك الحجاب وكل أفكارها المسبقة، بينما يتشدد الشاب بالفعل، ويرتدي الملابس الأفغانية، وفي النهاية تعود الفتاة للحجاب لكن دون تعقيدات، ويتوازن الشاب، ويلتقياً سوياً في ستاد القاهرة حيث يشجعان المنتخب الوطني مع الآف من الشباب الذين تركوا الانحراف والتشدد خلفهم واجتمعوا تحت علم البلاد . الفيلم بطولة أحمد عيد، وبشري في دور الفتاة المحجبة، وإدوارد و نبيل عيسي وباسم سمرة و محمود عبد الهادي، ورجاء الجداوي وميمي جمال وسيف عبد الرحمن ولطفي لبيب وأحمد راتب . كما حققت أغنية الفيلم التي أداها الفنان بهاء سلطان انتشاراً جيداً على الفضائيات وبين الشباب خصوصاً أنها ربما تكون الأغنية الوحيدة منذ فترة طويلة التي تحمل أسم الفيلم وتعبر عن أحداثه بدقة .وكانت نقابة الصحفيين قد استقبت مؤخراً عرض خاص للفيلم بعدما رفضت الشركة المنتجة إقامة عرض مماثل توفيراً للنفقات !! .
