احتفلت”جماعة الفن المعاصر” اليوم ، بمرور 7سنوات على تشكيل الجماعة وافتتاح “ اتليه صنعاء للفنون” في أغسطس 2001. وتأتي هذه الذكرى وقد صار أعضاء الجماعة ثلاثة بعد خروج الفنانة ريما قاسم وتوقف نشاط الايتليه لنحو شهرين تقريباً استعاد بعدها عافيته ليعاود النشاط ببرنامج جديد يؤكد الفنان “طلال النجار” عضو الجماعة تميزه بخصوصية ستفعل من دور الاتليه على صعيد علاقته بالفنانين الشباب أو على صعيد التزام أعضائه الثلاثة آمنة ألنصيري ومظهر نزار وطلال النجار بمعرض شخصي سنوي ومعرض جماعي سنوي كالتزام لا بد منه بالإضافة إلى عقد ورش تدريبية وأعمال وبرامج مشتركة مع فنانين شباب بما يعزز من دور الايتليه بصفته باكورة بيوت الفن في خدمة الفن التشكيلي و تعزيز علاقة المجتمع بالفن . ويتفاخر أعضاء الجماعة بان نجاح مشروعهم (اتليه صنعاء) خلال السنوات الماضية قد أعطى وزارة الثقافة حافزاً لتعميم فكرته من خلال ما عرف لاحقا ببيوت الفن التي أسهمت بشكل كبير جدا في التخفيف من وطأة معاناة الفنان التشكيلي حيث ظل الفن التشكيلي في اليمن لفترة طويلة عاجزا عن التشكل كحركة بالمعنى الصحيح جراء العزلة التي يفرضها المجتمع على هذا الفن الذي ربما تجاوز حالته تلك منذ بضع سنين من تجارب فردية تعاني الإحباط ويسودها التفكك ، إلى بيوت تحتضن تجارب الفنانين وتنظم برامجهم ، في مرحلة جديدة ربما كانت “جماعة الفن المعاصر” هي مفتتحها الأجمل . جاء تشكيل الجماعة و افتتاح الاتليه عام2001 لتجاوز ذلك الواقع المرير؛ فاتفق الفنانون الأربعة على تشكيل تجّمع فني ،أطلقوا عليه اسم “ جماعة الفن المعاصر “، وافتتحوا لهم مرسما (محترف تشكيليي) أسموه “ اتليه صنعاء” ، واختاروا أحد بيوت صنعاء القديمة في الجانب الأيمن لـ (باب اليمن) مقرا للمحترف، و أخذوا يمارسون فيه هذا الفن برؤية تشكيلية معاصرة انبثق عنها جملة من الأنشطة التي جعلت مرسمهم أشبه بمركز ثقافي . يقول أعضاء الجماعة إن هدف تجمعهم كان و مازال هو تجاوز الإشكاليات ،التي أعاقت تشّكل التجربة التشكيلية اليمنية ، و اختراق العزلة المفروضة عليها من قبل المجتمع ،والعمل برؤى حداثية معاصرة،تستهدف النهوض بهذا الفن، وتطويره باليمن. مثلت هذه الجماعة - حينئذ - بداية جديدة لمرحلة التّشّكُلات الصغيرة التي تحاول إبراز قدرات الفنان على صنع النجاح و إطلاع الآخر على إبداعه بدلاً من انتظار الدعم الذي تيقنوا انه لن يأتي ؛ فشمروا عن أناملهم تحت مظلة مشروع عام، استطاع منذ البداية تحقيق انفتاح التشكيلي على الثقافي من خلال جملة من الأنشطة التي يقيموها في محترفهم . التشكيلية آمنة النصيري أكدت أن هذه التجربة برؤيتها المعاصرة للفن قد مثلت بداية جديدة لإعادة بث الدماء إلى روح الحركة التشكيلية اليمنية و الإسهام في الارتقاء باليات العمل التشكيلي والنهوض به باليمن . وقالت: هذه التجربة ماتزال تهدف إلى جعل الإبداع التشكيلي كنسق فكري هو النهج لتجاوز الإشكاليات التي عاشها التشكيليون . وتابعت: تتركز جهود الجماعة ،التي يجمعها تطلع مشترك،على التزام الإبداع،والذي تجلى في إنتاج اللوحة الأجمل ، والتوعية بلغتها الأمر الذي خلق نوع من التواصل بين الفنان والمتذوق لنتاجه وهذا ما صار ملموسا بشكل نسبي منذ التأسيس . مثلت هذه الجماعة - حسب التشكيلي طلال النجار - تجاوزاً لمرحلة الكلام والأحلام الوردية التي عاشها التشكيليون اليمنيون في السابق، و أسهمت في الانتقال إلى مرحلة إنتاج اللوحة على أسس فنية عالية . وقال : لقد صارت اللوحة هي شغلنا الشاغل، الذي جندنا أنفسنا له ، في هذا المحترف، و استطعنا من خلال العمل اليومي الدؤوب، الارتقاء بجودة الإنتاج، وتطوير الأداء ، وتقديم الجديد بثراء. وأضاف” وتطوير رؤية العمل التشكيلي، تقوم بدرجة رئيسة على إنتاج اللوحة الفنية، التي هي مسؤولية الفنان أولا، وبتوفرها سنتمكن من التوعية بمفرداتها ولغة فنها. وتابع: وهذا ما عملنا من أجله في السنوات الماضية ونعمل له اليوم من خلال جملة الأنشطة التي نقيمها لإثراء ثقافة المجتمع بمفاهيم هذا الفن، ومواجهة أهم مشكلة تعيق فهم المتلقي للغة اللوحة. تعزيز الوعي بجماليات هذا الفن لدى المتلقي هي المشكلة التي تسعى الجماعة لمواجهتها؛ باعتبارها المعاناة التي تعيق التواصل مع المجتمع ولذلك يحتضن المرسم عدد من اللقاءات، وينظم الأيام المفتوحة،ويوجه الدعوات للمثقفين لتوسيع دائرة النقاش في مضامين اللوحة الأمر ، والكلام للتشكيلية الدكتورة آمنة النصيري،الذي يثري نتاج الفنان ، ويٌطلعه على آراء الآخرين من ناحية ، ويمكن الآخرين من استيعاب مضامين هذا الفن من ناحية أخرى ، فتتعزز بذلك الحصيلة الفكرية والثقافة البصرية للفنان و المتلقي . كل ذلك أسهم في تعزيز قنوات تواصلهم مع الآخر، وعزز حضورهم في الحركة الثقافية وقبل ذلك،كما يرى التشكيلي مظهر نزار،تعززت علاقات العمل بين أعضاء الجماعة التي تسير وفق رؤية شاملة وفي جو يسوده روح المحبة،وتبادل الخبرات، تحت مظلة التنافس الشريف ،و كل حسب رؤيته و اتجاهه. ويطمح أعضاء الجماعة اليوم لبدء مرحلة جديدة يروا ن أنها ستكون الأفضل في ظل ما صار إليه حال المشهد التشكيلي اليمني مقارنة بفترة التأسيس .