لقاء/ عبد الواحد الضراب :تعتبر التأمينات الاجتماعية من الرافعات الهامة لمظلة الحماية الاجتماعية من الفقر والعوز، حيث تقوم مؤسسات التأمينات بتقديم العديد من الخدمات بحيث تشمل فئات اجتماعية عديدة ومناطق جغرافية مختلفة ، ولا يقتصر دورها عند هذا الحد بل أن لها جمله من الفوائد الاقتصادية في العديد من المجالات المختلفة ...فهي تلعب دوراً كبيراً في تنمية المدخلات للاقتصاد الوطني وقد نجحت الكثير من أنظمة التأمينات في العديد من بلدان العالم في مكافحة الفقر والحد منه ومنها بلادنا.ولمزيد من المعلومات حول مساهمة التأمينات الاجتماعية في مكافحة الفقر في اليمن ودورها في رفد الاقتصاد الوطني وتنمية مدخلاته وغيرها من الأسئلة ذات الصلة التقت صحيفة”14أكتوبر” الاخ احمد صالح سيف رئيس المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية:تنوع البرنامج الاستثماريماذا عن البرنامج الاستثماري للمؤسسة لهذا العام 2008م؟- بالنسبة للبرنامج الاستثماري للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية للعام الحالي 2008م ، فهناك تنوع في مسارات البرنامج ، فالمؤسسة تحرص على تعزيز رصيدها من الأصول المالية ، وفي مقدمتها المباني الخاصة بالمؤسسة وفروعها في المحافظات ، حيث ستمضي المؤسسة في خططها لتملك أراضي وشراء أو إنشاء مباني لفروعها في مختلف المحافظات وهو إجراء ضروري لتأمين الاستقرار المطلوب في أداء المؤسسة عبر تحسين إمكانيات هذا الأداء وتطوير بيئة العمل.أما المسار الآخر في البرنامج الاستثماري للمؤسسة فهو يركز على مشاريع الإسكان وذلك في إطار مشروع الرئيس الصالح الذي يهدف إلى إقامة مدن سكنية في عدد من المدن الرئيسية ، وعلى الرغم من أن استثمار أموال المؤمن عليهم في مثل هذا النوع من المشاريع ينطوي على قدر من المغامرة ألا أننا حريصون في إيجاد هذه المشاريع التي ستحقق أهدافاً اقتصادية واجتماعية معاً على مستوى الوطن .وأضاف سنواصل العمل على تعزيز موقع المؤسسة كمساهم في عدد من المشاريع الاستثمارية الهامة في البلاد خدمية وصناعية والتي تحقق نتائج ممتازة ، وسنعمل على مراجعة موقعنا كمساهمة في الجهات التي لا تحقق المستوى نفسه من النتائج.وتابع قائلا” نحن مساهمون في العديد من الشركات والمؤسسات والبنوك منها شركة يمن موبايل للهاتف النقال ، وبنك اليمن والخليج ،و الشركة الليبية القابضة ، وفي المستشفى السعودي الألماني ، والمجمع الطبي الحديث بتعز التابع لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم ، ومساهمون أيضا في شركات صناعية تعدينية وبحرية.نشاط اقتصادي خدميماهو الدور الذي تلعبه التأمينات الاجتماعية في رفد الاقتصاد الوطني ؟هذا سؤال مهم ، ولطالما كنا بحاجة إلى تأكيد إسهامات نظام التأمينات الاجتماعية في رفد الاقتصاد الوطني ، وهنا أود التأكيد على أن التأمينات هي نشاط خدمي اقتصادي بأهداف اجتماعية واضحة ، وبالإضافة إلى أنه يعد واحداً من الرافعات الهامة لمظلة الحماية الاجتماعية من الفقر والعوز، فإنها أيضا بما توفره من فوائض مالية تشكل أداة هامة في تنشيط الاستثمارات التي تتولد من خلالها فرص عمل للآلاف من هم في سن العمل ، وتتولد آفاق عمل جديدة ، وتتحرك بفضلها الدورة الاقتصادية ، ويتم من خلالها التغلب على كثير من مشاكل الاقتصاد المعروفة .تغطية تأمينيةكم بلغت الإيرادات التأمينية للعام الماضي 2007م ؟ إيرادات العام الماضي 2007م بلغت (11.008.026.368) تقريباً أحد عشر مليار وثمانية ملايين وستة وعشرين ألفا وثلاثمائة وثمانية وستين ريالاً .كم عدد منشآت أصحاب الأعمال المسجلة لديكم ؟ وكم عدد المشمولين بنظام التأمينات من منشآت القطاع الخاص؟ - بلغ عدد منشآت أصحاب الأعمال المسجلة لدى المؤسسة والتي تشملها بالطبع التغطية التأمينية للمؤسسة حتى نهاية العام 2007م ( 9830) منشأة تقريباً، فيما بلغ عدد المسجلين المشمولين بالتغطية التأمينية في منشآت القطاع الخاص خلال نفس الفترة (243.687) تقريباً والمستثمرين في سداد الاشتراكات (106.743) تقريبا التزام ماليماهي المعاشات التي تمنحها المؤسسة ولمن؟- المعاشات التي تمنحها المؤسسة تشمل تعويض الدفعة الواحدة وهو المبلغ الذي يحصل المؤمن عليه لمرة واحدة فقط ولا يصبح للمؤسسة أي التزام مالي تجاه المؤمن عليه، وفق معايير حددها القانون.كما أن هناك معاشات الشيخوخة والعجز والوفاة وتفصيلات ذلك متاحة من خلال القانون ولائحته التنفيذية وبالطبع المعاشات.بمستوياتها المختلفة تصرف أما للمؤمن عليه خلال حياته أو للورثة الشرعيين حال وفاته.حماية من الفقرماهي إسهامات المؤسسة العامة للتأمينات في مكافحة الفقر والتخفيف منه ؟- سبق وان قلت أن نظام التأمينات يعتبر احد الروافد الهامة لمظلة الحماية الاجتماعية من الفقر ، والمؤسسة تقوم بالدور الأبرز في إنجاح هذا النظام ، والتأمينات الاجتماعية تحمي المؤمن عليهم والعائلات المرتبطة بهم من الفقر ويحتوي على مزايا وخدمات مختلفة تساهم هي الأخرى في التخفيف من الفقر ، كما أن التوظيفات الاستثمارية لفوائض أموال المؤمن عليهم تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في مكافحة الفقر والتخفيف منه.اتجاهات مختلفةماهي الخطط المستقبلية للمؤسسة ؟- خططنا المستقبلية تأخذ اتجاهات مختلفة بالنسبة للجانب الاستثماري أعتقد أني قد تكلمت عنه سابقاً ، أما ما يتعلق بتطوير وتفعيل نظام التأمينات فان للمؤسسة خططها المتعلقة بتوسيع التغطية التأمينية على مستوى المنشآت الخاصة في البلاد وعلى المغتربين في الخارج .وهناك خطط لتعظيم مزايا ومنافع النظام التأميني بحيث لا يقتصر على المنافع التقليدية المتمثلة في صرف التعويض أو معاشات الشيخوخة والعجز والوفاة ، وأنا هنا أتحدث عن إمكانيات حصول المؤمن عليهم على مزايا متعددة من بينها السلف ، أو القروض بفوائد ميسرة ، أو دعم مشاريع صغيرة للمؤمن عليهم وغيرها ، وفقاً لما يحدده الدليل الذي أصدرته المؤسسة بهذا الشأن .والمؤسسة في الحقيقة تضع على رأس أولوياتها تعزيز الوعي بالتأمينات الاجتماعية في أوساط المجتمع بشكل عام وفي أوساط المستهدفين من منتسبي منشآت القطاع الخاص هناك تصورات قد تم اعتمادها بشأن إنفاذ خطط توعية عبر وسائل الإعلام العامة (المسموعة والمرئية ) وبأساليب حرصت المؤسسة على أن تأتي ملائمة لوعي المستهدفين ومستبشرة لهذا الوعي قدر الإمكان ، وعبر الصحافة أيضا وعبر الرسائل القصيرة ضمن خدمة الاس ام اس التي تقدمها شركات الهاتف النقال .ووفقاً للتصورات المعتمدة للجانب التوعوي هناك خطط للنزول الميداني للمنشآت الخاصة ، والتواصل بوسائل مختلفة مع المغتربين في الخارج .نحن مهتمون أيضا بالارتقاء بجودة وبيئة الأداء في المؤسسة والعناية بكوادرها من ناحية التدريب والتأهيل ، وتنشيط الجانب التسويقي الذي نريد أن يقدم المؤسسة باعتبارها الجهة التي تؤدي دوراً هاماً على مستوى الحماية الاجتماعية وترفد الاقتصاد الوطني من خلال نشاطها التأميني.