أقواس
الحقيقة أن هذا الموضوع كتب عنه الكثيرون وأشاروا إلى مكمن العبث والإهمال لهذه المدينة منذ عشرات السنين وحتى اليوم،وذلك من خلال تجاوز الآثار والتاريخ والقيم والأخلاق،والدوس على كل ماهو آثاري تاريخي حضاري يرمز إلى المدينة وموقعها وتاريخها التليد..ولقد رأينا كيف بدلت مواقع وأماكن تاريخية،بدءاًمن (بوابة سجن عدن)التي تحولت إلى دكاكين،ربما بطريقة رسمية عبثية،وهكذا الحال لمسجد أبان والدروب السبعة،والاستحكامات التاريخية الحربية على جبال شمسان و المنصوري والتعكر..حيث ثم قلع الأحجار والاستفادة منها،ومن ثم البناء حديثاً وبالبردين والطلاء الأبيض الذي يشوه تاريخ وآثار المدينة التي لم يمسسها أحد من قبل..فكيف بنا اليوم نتركها نهباً للأهواء والأمزجة وتحت مسمى الاستثمار،الذي هو ضار بكل شيئ؟!إن عدن كمدينة تاريخية آثارية يجب أن تهتم بها الدولة والمجالس المحلية والهيئات والمنظمات المعنية بذلك،وخصوصاً الجمعية اليمنية للآثار والتاريخ التي يبلي فيها بلاءً حسناً الدكاترة/هشام السقاف،واسمهان العلس،وغيرهم،وهوما دفع بالهيئة الادارية استشعار الخطر الدائم اليوم لما تبقى من آثار عدن كالصهاريج وقلعة صيرة ومنارة عدن وقبر الحملة الهندية على عدن عام 1839م الذي يبين الجنود الذين قتلوا عند فتح المدينة وهو قبر موجود قبالة هيئة المياه بجانب الدرح الصاعد إلى (المجلس التشريعي)الكنيسة سابقاً وهو أثر يجب حمايته مثله مثل ساعة البنجساروملاحات خور مكسر(سولتبان)وغيرها من الآثار والقلاع والحصون المرابضة على قمم الجبال وبضمنها ..مدرسة جبل حديد الذي كانت تسمى (كلية أبناء السلاطين والأمراء)وهو مبنى ضخم تم إقتحامه وتشويه مبانيه و زخارفه و ادخلت عليه عدد من المستحدثات الجديدة كالبردين والزجاج والإستيل الأسمر البرونزي وغرف واصطبلات حولها و جعلها مشوهة تماماً،وهو مايجعلنا نصرخ:توقفوا عن هذا العبث لأن عدن كما وصفها الرحالة(ابن بطوطة)ينبغي أن تكون كذلك ولا بد من إزالة كل ماهو مستحدث ومسيء للمدينة وآثارها..وبضمنها بيوت الله التي إن رممت فيجب أن تحتفظ بمواطن التاريخ فيها مهما كان المبرر لذلك!إننا نستنهض الهمم لكل سكان عدن والغيورين عليها عربياً ودولياً نستصرخهم ليدلوا بدلوهم دعماً لجعلها وإعلانها محمية آثارية تاريخية يفخر بها الجميع ويؤمها الزائرون من أنحاء المعمورة،ولكن ذلك لن يتم إلا من خلال حملة متواترة لا تتوقف عبر الصحف والمجلات والفضائيات والمواقع الالكترونية والمنتديات والمجالس والمقايل والمدارس وكذا الجامعات،كلهم يجب أن يتوجهوا صوب عدن،عدن التي لا مثيل لها عدن التي شوهها المشوهون الذين لا يريدون لها الخير أبداً..وكلمة أخيرة إلى المحافظ العدني القانوني الحقاني د.عدنان الجفري نقول فيها من موقعكم أيها المحافظ نأمل تفعيل هذا الموضوع وتثويره إلى أن يبلغ مداه وهو إعلان عدن محمية آثارية بكاملها..وعندما نقول عدن فإننا نقصد،عدن القديمة (كريتر)..هذا للتذكير..ولكي لا يأتي زمن نندم عليه ومعنا الأجيال المغلوبة على أمرها!