مع الأحداث
مضى وقت طويل على ما يمكن تسميته بالحرب الباردة بعد أن تكشف لأمريكا وحلفائها المساعي الإيرانية لامتلاك السلاح النووي ومورست كل أشكال الضغط على إيران للتخلي عن برنامجها النووي بما فيه مجموعة من العقوبات فرضت عليها من مجلس الأمن الدولي وفي هذه الأيام تشتد هذه الحرب ونرى دولة الكيان الصهيوني تقوم بمناورات عسكرية في اليونان وتهدد بضرب المفاعل الإيراني ويرد الإيرانيون بمناورات مماثلة واستعراض عسكري وتهدد بضرب المصالح الأمريكية وإشعال المنطقة وتدمير تل أبيب ..ويبقى السؤال: إلى متى؟المتتبع للأحداث يمكن أن تكون الرؤية أمامه بشكل أفضل فإذا ما تتبعنا:-توسط قطر في المشكلة اللبنانية والتوصل إلى اتفاق يقضي بانتخاب رئيس جمهورية وحفظ حصة حزب الله في تشكيل الوزارة تهدف في النهاية إلى تحييد حزب الله وخروجه من المواجهة مع إسرائيل في حالة العزم على ضرب إيران ثم تأتي السيدة رايس إلى لبنان وتتحدث عن ضرورة حل مشكلة مزارع شبعا!!مسألة تستحق الوقوف والتفكير حتى ولو لحظة فجأة نسمع السيد ساركوزي يقول إن فرنسا تعترف بحق سورية المشروع في هضبة الجولان وكأنه يريد أن يقول لإسرائيل إذا أردت سلاماً مع سوريا يجب أن تعيدي الجولان ثم تدخل تركيا على الخط كوسيط في مفوضات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل (تركيا وليس غيرها)وهنا قد يطرح السؤال لماذا تركيا وليس غيرها؟طبعاً تركيا تربطها علاقات قوية مع سوريا ومع إسرائيل هذا أولاً أما ثانياًفتركيا لديها خبرة في التعامل مع السوريين بعد أن وقعت معهم اتفاقية سابقة أنهت التوتر والخلاف فيما بينهم وثالثاً لأن الكبرياء الأمريكي الذي يرفض في السابق التفاوض مع سوريا كان عليه أن يختار من الحلفاء ما يقوم بالدور المطلوب.الوساطة بين إسرائيل وحماس تقوم بها مصر بشكل غير مباشر تؤدي إلى التوصل إلى هدنة تهدف إلى وقف الصواريخ التي تستهدف المستوطنات الصهيونية مقابل مجرد وعود بفك الحصار عن غزة لم ينفد منها شيء .هي محاولة أيضاً لتحييد حماس وترويضها وهو ما وافقت عليه حماس إذا ما أخذنا هذه الأمور بعين الاعتبار بل من الواجب أخذها سنجد أن الحرب الباردة قد تتحول إلى ساخنة وأن الحرب ستكون على الأبواب ولكنا يجب أن لا ننسى ويجب أن لا يفوتنا أننا نحن العرب الخاسر الأكبر في هذه الحرب للأسباب التالية:-1 - أمريكا تحرص على أن تكون إسرائيل هي القوة الضاربة في منطقة الشرق الأوسط وهذا هو الموقف الأوربي أيضاً وإسرائيل زرعت في المنطقة لهذا الهدف ولقمع قيام أي وحدة عربية وإلا لماذا لا يجري الحديث عن السلاح النووي الإسرائيلي؟2 - نيران الحرب ستطال عدداً من دولنا العربية وسندفع نحن الثمن تحث شعار ضرب أهداف معادية 3 - خلق بؤر من التوتر وعدم الاستقرار وفقدان الأمن في المنطقة 4 - زيادة حالة التطرف وخلق أجواء مناسبة تزيد من نشاطهمهذا يتطلب موقفاً عربياً موحداً يرفض هذه الحرب والتي ستكون على حسابنا نحن العرب وليس من المستبعد أن نوقع فواتير ونرفض أن تكون من أرضنا وعلى أرضنا ونرفض تصفية حسابات بينهم نكون نحن ضحيتها ونرفض تقاسم المصالح والصراع على ثرواتنا في المنطقة .مايجري وجرى في العراق درس يجب أن نستفيد منه خاصة وأن أهداف الاحتلال باتت مفضوحة ومكشوفة يريدون نفطنا أولاً وثانياًً وثالثاً وها هو النفط يصل اليوم إلى (150)دولاراً للبرميل فكيف إذا ما حصلت المواجهة بين إيران من جانب وأمريكا وإسرائيل من جانب أخر؟مصلحتنا الوطنية القومية العربية فوق كل شيء فكيف نحافظ عليها؟تبقى المسألة الأهم بالنسبة لنا.