صباح الخير
فيما نحن أمام مشهد سياسي دراماتيكي يمني من طراز جديد متمثل في ما يعرف باللقاء المشترك وهو إطار مكون من أحزاب متناقضة في كثير من خصوصياتها الداخلية الفكرية والتنظيمية والنضالية ولكل منها تجارب خاصة فيما بينها البين عدائية ومؤسفة تدعي قياداتها زوراً أنها متحالفة والواقع يكذب ذلك! حيث أن تحالفها كما يبدو تكتيكياً مؤقتاً لعدم انسجام برنامج كل حزب مع برنامج الحزب الآخر المتحالف معه وكذا انسحاب بعض الأحزاب منه وخصوصاً المؤسسة له حتى أحزاب اللقاء المشترك برنامجه وأهدافه للجماهير اليمنية في عموم الوطن اليمني الديمقراطي الموحد ويزيد في غموضه تصريحات وبيانات وتحركات بعيدة كل البعد عن الثوابت الأخلاقية والوطنية والنضالية يقوم بها عدد من قياداتهم اليوم غير واضحة.. تكلم الأحزاب المشتركة من دون الرجوع إلى القيادات الدنيا والعناصر المناضلة غير واضحة.. أحزابهم ومؤيديها في الساحة وعلى نحو آخر يحلو للبعض أن يشبه وضع أحزاب اللقاء المشترك بحبوب مجذوب للدلالة على تناقضها في المضامين وتحالفها في الظاهر تحالفاً يتربص فيه كل طرف بالآخر ويلتقون فقط في ابتزاز السلطة ( الحزب الحاكم وحكومته ) وفي الإساءة للوحدة وفي إثارة القلاقل والفتن والأزمات والمؤسف أنهم لايخجلون من تسويق أكاذيبهم ومحاولاتهم البائسة والتي كان أخرها توظيف ما حل ببلادنا من كارثة إنسانية نتيجة المنخفض الجوي وتعرض محافظتي حضرموت والمهرة لأضرار بالغة جراء الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة توظيف سيئاً وهو أمر متوقع منهم بطبيعة الحال لأن كل إناء بما فيه ينضح ، فما عسى ينتج هذا الخليط المشكل ( المشترك ) لليمن الموحد أرضاً وإنساناً ثورة وجمهورية ووحدة وديمقراطية وتنمية ؟ خاصة وأنها أحزاب عقائديه معقدة بين بعض قياداتها ومعظم قواعدها فجوة والممارسة الديمقراطية في صفوفها إن وجدت فهي شكليه ومسؤول كل حزب عادله مثلما يسعى بصدق من أجل تحسين أوضاع حزبه ومناضليه وبصورة يسعى لتحسين وضعه هو ومنهم محسوبون عليه شخصياً سواء كانوا في تنظيم الحزب أو لم يكونوا فيه وبهكذا تتضح الرؤية التي يسير على ضوئها بعض أو كل قادة أحزاب المشترك في حواراتهم مع السلطة و أنهم يريدون تحقيق مكاسب معنوية لأحزابهم ومصالح خاصة لقاداتها ولو كانت خارج إطار القانون وعلى حساب الوطن للأسف وهذا سلوك انتهازي مرفوض أخلاقياً ووطنياً وسياسياً وقانونياً ومعيب كثيراً بالتجربة الديمقراطية والسكوت عنه خطأ فادح والاستسلام له جريمة بحق الوطن وسيسجل التاريخ للأجيال كل ذلك فدعوة عناصرهم إلى عدم المشاركة في لجان القيد والتسجيل إذا صادق اختيارهم من قبل وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء التي ابتعدت بذلك عن مماحكات بعض الأحزاب التي اعتادت على المحاصصة والتقاسم وكذا حتى لا تحرج أي حزب بتوفير العدد المطلوب منها لشغل بعض اللجان في عموم محافظات الجمهورية وذلك وفق طاقتها ومن ناحية ثانية حتى لا تصبح المشاركة الوطنية في اللجان فرصة لعناصر حزبية في بعض الأحزاب للمتاجرة بها أي أنهم يتقاضون مقابل من يرغب أن يرشحوه للجنة من اللجان الانتخابية باسم أحزابهم، مع الأسف ومع كل ذلك فدعوتهم اللاوطنية إلى عدم المشاركة ثبت فشلها بحيث لم تسجل اية نسبة يمكن أن تذكرهنا للمنسحبين من المشاركة في اللجان التزاماً بدعوة قادة المشترك إلى عدم المشاركة وهذا يؤكد بما لايدع مجالاً للشك أو التشكيك على أن قادة المشترك يغردون خارج السرب وعليهم أن يفوقوا من سباتهم حتى لا تفوتهم فرصة المشاركة في العملية الانتخابية النيابية القادمة وفقاً للدستور والقوانين النافذة فزمن الدكتاتوريات الحزبية الضيقة قد ولى إلى غير رجعة والأعراس الديمقراطية تتوالى على طريق التحولات الديمقراطية التي تشهدها بلادنا..