- الدعم الحكومي لا يزال يشكل رقماً كبيراً ومهولاً.. ويوفر باباً واسعاً للهدر والإنفاق الجائر، وفي المحصلة فإن هذا الدعم وتلك المبالغ والأرقام المهولة لا تذهب لمستحقيها المفترضين، بل تصب في جيوب وأرصدة التجار وكبار المصنعين وأصحاب الشركات ما يجعل الحسرة مضاعفة والخسارة بلا حدود!- للأسف الشديد فإن الإعلام، وخصوصاً الصحافة الحزبية مارست وتمارس تضليلاً متعمداً وتحريفاً للحقائق والمعلومات في هذه القضية وهذا الملف تحديداً..وكان الأجدر التنبه إلى أن الرغبة الصادقة في محاربة الفساد ومكافحة مظاهره وتجلياته، تقتضي تفهماً أشمل وأعمق للخلفيات والتفاصيل التي لم يتطرق إليها النقاش. بل ظل هؤلاء يمارسون المزايدة السياسية والتضليل الإعلامي لأهداف وغايات غير نزيهة ولا أمينة.- الأصل في الشيء محل النقاش والذكر هو أن الدعم كان مخصصاً أول الأمر لمساعدة الفقراء ومحدودي الدخل من المزارعين والصيادين وسواهم من الفئات الاجتماعية المهددة بالفقر.ولكن شيئاً من ذلك لم يتم بالطريقة التي أرادها المخطط وصانع القرار، والذي حدث هو أن الجزء الأكبر والقيمة الأعظم من المبالغ المرصودة لهذه الأغراض ذهبت بعيداً عن الفقراء والمحتاجين والفئات المستهدفة، واستقرت - بطريقة أو بأخرى - في جيوب وحسابات وأرصدة التجار وأصحاب المصانع والشركات أو المتنفذين الذين يمارسون التجارة من الباب الخلفي وآخرين.- رئيس الوزراء الدكتور/ علي محمد مجور يتحدث بوضوح وشفافية مطلقة في هذا الموضوع، وبالأمس لا غير كان يجدد ما قاله في مناسبات وتصريحات سابقة من أن مئات المليارات تخسرها الدولة سنوياً من ميزانيتها لدعم المشتقات النفطية ولكنها تذهب بالمجمل لمصلحة التجار وأصحاب الشركات ولا يستفيد منها - كما كان مقرراً لها - المزارعون أو الصيادون.- والرجل مطلع تماماً ويعرف يقيناً ما يقول وعن ماذا يتحدث، فهو رئيس الوزراء، وبالتالي لديه تصور واضح حول ضرورة إيقاف هذا الهدر والاستنزاف الجائر لميزانية الدولة والحكومة، وتوجيه المبالغ المذكورة إلى مصارف فعلية وحقيقية تخدم التنمية وتسهم في مجابهة الفقر ومكافحة البطالة.ويبرز هدف توسيع مظلة شبكة الأمان الاجتماعي كخيار عملي وأولوية ملحة لاستيعاب المزيد من الأسر المعدمة والحالات الفقيرة في عموم المحافظات، وبهذا نضمن توجيه المليارات لتحسين ظروف معيشة ودخل الآلاف من الأسر والفقراء في المجتمعات المحلية عوضاً عن الإنفاق على التجار والملاك وأصحاب الشركات والمصانع.. فهؤلاء في غنى عن دعم الحكومة والدولة - مالياً - وأحق بالدعم الفقراء والمعدمون.ولكن لماذا لا يجد الدكتور/ مجور من يتفهمه هنا وهناك؟! هذا موضوع لحلقة قادمة..
أخبار متعلقة