مع الأحداث
لا تأتي ذكرى وطنية أو مناسبة ما إلا ونرى الصحف مليئة بالذكريات.. كلٌ يتحدث عن نفسه وعن دوره البطولي في فترة الكفاح المسلح. وقد وصلت “البجاحة” بالبعض إلى أن يكون في أثناء تفجير الثورة لا يتعدى عمره 13 أو 14 سنة ويؤكد أنه شارك بفعالية وكاد أن يقدم روحه فداءً للوطن!،المهم (حيدني بااطاول) كما تقول اللهجة التهامية. وخلال العام كله لا نسمع عن تلك الأسماء ولا نرى لهم دوراً إيجابياً في الحراك السياسي والوطني: فقط يجترون ذكريات ويشيرون إلى أسماء شهداء ومناضلين ودعوا الدنيا الزائفة إلى جنة الخلود، ومرد ذلك غياب التوثيق للثورة بدقة وموضوعية حتى تدرك الأجيال ما قدمه شعبنا من تضحيات صادقة حتى نحقق استقلال الوطن، وفي المقابل ندحض هذا المدّعي أو ذاك والحقيقة التي لاتستطيع إخفاءها أن الثوار الحقيقيين والمناضلين الوطنيين الشرفاء متناثرون في الوطن ومهمشون دون أن نعطيهم أي أهمية أو نوليهم أي اهتمام يستحقونه بجدارة فتجد غالبيتهم مرضى يعيشون العوز والفقر بأشكاله.وغيرهم يتمتعون بخيرات الثورة، على الدولة - حفظها الله - بعد تحقيق الوحدة الوطنية العظيمة أن تشكل لجاناً متخصصة في البحث في تاريخ الثورة وكتابتها بأمانة وصدق بعيداً عن الذاتية أو الاختلافات الحزبية. فإن لتاريخ الوطن أهميته في حياتنا ثم لكي ننهي هذا الجدل ونتجنب البعض الذين يتشدقون كذباً ويروون ذكريات أهم ما فيها: (أنا)، لأن بعض تلك الأسماء في هذه الأيام تعادي الوطن، وترفض الوحدة، وتعيث فساداً بكل ما حققه الوطن برجاله الشرفاء، فأتمنى أن يتناسوا الماضي والذكريات ويبدؤابالمشاركة الفعالة في بناء الوطن وصنع التغيير الرافض لكل السلبيات وعليهم تذكر الشهداء وأسرهم، والعمل على إدخال البسمة في قلوبهم، ونكون نحن أوفياء له ولأسرته، علينا أن نوثق تاريخ الثورة بعيداً عن التملق والزيف وشعبنا يدرك ذلك التاريخ مهما حاول البعض الكذب على نفسه، الوطن اليوم لا يحتاج للذكريات.. بل يحتاج للفعالية بصدق وعشق.