ساعة بيج بن عدن تقع على مرتفع جبل البنج سار وهو الاسم الصحيح للجبل الذي أطلق عليها هذا اللقب والذي يطل على ميناء عــــدن الدولي التاريخي السياحي والتجاري وعلى مدينة التواهي من الجهات الاربع ، وتم تشييدها عام 1890م حينما كانت عدن تحت مايسمى بمستعمرات الهند البريطانية الشرقية .. وتؤكد المعلومات أن عدداً من أكفأ المهندسين البريطانيين اشتركوا في تشييدها من الحجارة ذات اللون الأسود والاسمنت الحجري الممزوج بمادة قويه تخلط مع الماء .. ومبنى الساعة مستطيل الشكل أشبه بشكل الصاروخوسقفه أشبه بشكل مثلث متساوي الأضلاع مطلي بمادة القرمدي الأحمر والشكل والمظهر العام للساعة اقرب إن لم يكن يجمعهما كثيراً أوجه الشبه بساعة بيج بن البريطانية إحدى معالم الامبراطورية البريطانية حينها والتي تمثل معلما سياحيا مشهورا في العاصمة البريطانية لندن وكان المهندسون البريطانيون الذين قاموا بهندسة شكل ساعة التواهي السياحية يصفونها بانها بيج بن العرب او بيج بن الشرق وهي ثاني ساعة في العالم تمتلك هذه المميزات الهندسية والمعمارية والسياحية من نظيراتها في المستعمرات البريطانية الاخري كالهند مثلا,, وهي ثاني اكبر ساعة في العالم بعد بيج بن اللندنية إذ يبلغ قطرها حوالي متر من الأربع الجهات وعرضها 1.5 وطولها 22 مترا وهي على شكل هرم أو مايطلق عليه في فن المعمار الهندسي بالهرم المعتدل ويوجد بداخلها سلم حديدي ذو سمك خفيف وذو شكل حلزوني في التوائه وانحنائه الذي يمتد حتى الساعة التي تطل على البحر مباشره وإحياء التواهي التجارية والسكنية الشهيرة وكانت الساعة تصدر أشعة ضوئية تمتد اضاءتها القوية لتغطي أنوراها ميناء عدن التاريخي السياحي وتنفذ أشعتها إلى أعماق البحر مشكله بذلك لوحه من ألوان الطيف الجميلة الممزوجة بزرقة البحر ما جعلها معلما سياحيا جذابا يشد انتباه السياح الأجانب . الذين يتوافدون من بواخرهم السياحية زرافات ووحدانا للتسوق في إحياء البنجسار التجارية كما كانت الساعة تطل باضاءاتها من مختلف الجهات على مدينة التواهي بأحيائها القديمة التاريخية والحديثة وكان السياح عادة ما يتسلقون جبل البنج سار بغرض الرغبة في التعرف على الساعة وفنها المعماري غير عابئين بمتاعب و عناء التسلق على الحجارة ويقول احد كبار السن الذين جاوروا البداية الجميلة لهذه الساعة انه حينما تتوقف عقارب الساعة نهاية الدوران لساعة كاملة كان جرسها يصدر رنات محدثا صدى قويا ويمتد رنينه في المساء حينما يخيم الصمت والهدوء والسكينة في المناطق النائية غن مدينة التواهي الكائنة في ضواحي عــدن مثل مدينتي الحسوة والشعب .كان على الساعة حراسة إلى جانب حراستها يقومون بتعبئتها يدويا بحيث يرن جرسها بعد كل ساعة إلا أن هذه الساعة تعرضت لنوائب الدهر وتعرية الطبيعة من أمطار ورياح فأصيبت بعطب في عقاربها وتوقفت منتصف الستينات .. ثم اجريت لها الصيانة بعد الاستقلال الوطني وأعيد تشغيلها بدلا من البندول إلى الآلة الكهربائية وعلى اثر الحروب الاهلية الذي شهدها جنوب الوطن .. كانت ساعة التواهي مسرحا لها باعتبارها المركز الإداري والسياحي والدبلوماسي حينها توقفت الساعة وتعرضت محتوياتها للنهب وتحولت بعض أجزائها إلى خردة تباع من قبل سماسرة سوق النحاس والمعادن. وفي الذكرى الخمسين من حكم الملكة اليزابيت الثانية زارت سفيرة بريطانيا لدى بلادنا ساعة بيج بن عدن وأعلنت أثناء زيارتها عن وصول فريق من المهندسين البريطانيين لإصلاحها بكلفة 28 ألف جنيه إسترليني وصرحت حينها بان ساعة بيج بن عــدن تعد إحدى رموز العلاقات اليمنية البريطانية .