إعداد/ محمد علي الشرعبيتعد مرحلة الطفولة المبكرة من أفضل المراحل العمرية لتعلم واكتساب المهارات المتنوعة، لذلك تسعى المؤسسات الحكومية والأهلية إلى تدريب الأطفال على اكتساب المهارات الحسية والاجتماعية والمعرفية بما يساعدهم على الاعتماد على أنفسهم في المستقبل.ومكتبة الطفل من أهم أنواع المكتبات، وذلك نظراً لأنها أول مكتبة يقابلها الفرد في حياته، ويتوقف على تجربته معها مدى استخدامه للأنواع الأخرى من المكتبات، والاستفادة في مراحل عمره المختلفة.وليست مكتبات الأطفال إلا جزءاً من الخدمة العامة المقدمة للمجتمع؛ إن لم تكن أهمها حيث أن الأطفال هم عدة المستقبل وأساس بنائه، حيث أنهم صغار اليوم وشباب الغد ورجال المستقبل، ومن ثم كانت رعايتهم من أولى الواجبات التي تعنى بها المجتمعات، وكانت تربيتهم وإعدادهم من أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق كل أسرة ودولة، حيث تهتم الدول المتقدمة بنشر وتوسيع نطاق مكتبات الأطفال باعتبارها مؤسسات تعليمية وتثقيفية في آن واحد، ويحظى نشر أدب الأطفال بالاهتمام المتزايد.وقد نمت الخدمة المكتبية للأطفال في العديد من مناطق اليمن وذلك من خلال الانتشار الواسع لرياض الأطفال، إضافة إلى زيادة عدد المكتبات بأنواعها المختلفة التي تقدم خدماتها للأطفال.وإيماناً من اليمن ممثلة بجهاتها ومؤسساتها المهتمة بالطفولة وبأهمية الخدمة المكتبية المقدمة للأطفال فقد اهتمت في السنوات الأخيرة بالتوسع في هذا النوع من الخدمات، سواء كانت هذه الخدمات مقدمة عبر مكتبات مستقلة قائمة بذاتها كمكتبة مسواط في عدن التي بدأت بتقديم خدماتها في عصر الاحتلال البريطاني لعدن حيث كانت تقدم خدمات مكتبية خاصة بالأطفال، أما الآن فهي تعد من أكبر المكتبات في اليمن المستقلة الخاصة بالأطفال أو أن تكون ملحقة كجناح في مكتبة عامة كركن الأطفال في مؤسسة السعيد وفي المكتبة الوطنية بعدن وغيرها من المكتبات العامة في ربوع اليمن. أو مكتبة مدرسية أو من خلال المؤسسات أو الهيئات المعنية والمهتمة بالطفولة.وبعد قيام الثورة اليمنية المباركة في 26 سبتمبر 1962م أنشئت العديد من المكتبات المدرسية التي تأخذ على عاتقها تقديم خدمات مكتبية للأطفال، إضافة إلى تلك الخدمات التي تقدمها مكتبات رياض الأطفال والمكتبات العامة والمؤسسات المعنية والمهتمة بالأمومة والطفولة.ومن أهمية وجود مكتبات الأطفال نفسها كرافد معلومات أساسي لتطوير الحركة التعليمية والتثقيفية للطفل، تعمل على إثراء ثقافته وتوسيع مداركه وقدراته على الإطلاع وتنمية عادة القراءة لديه، وتشجيعه على استمرارية التعليم والتعلم وتكوين شخصية سوية مطلعة قادرة على التفاعل مع المجتمع وقادرة على الإنتاجية والإبداع في شتى مناحي الحياة.ويعد قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو المجيد هي المرحلة الجديدة لتطوير العمل المكتبي في بلادنا فقد بدأ الاهتمام بشريحة الأطفال والشباب والفتيات وطلاب المدارس والممولة هذه المشاريع من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية وبتعاون المؤسسة اليمنية لنشر الثقافة والمعرفة، وتعد اليمن الدولة الثانية عربياً بعد مصر التي اهتمت وحققت إنجازات في مجال تنمية ثقافة الأطفال بشكل جيد وفي فترة قياسية للعلم أن هذه المشاريع (سلسلة مكتبات الأطفال والشباب الثقافية) ستقام وتنفذ وتتوسع حتى تصل هذه المكتبات إلى كل منطقة ومدرسة في أنحاء الجمهورية اليمنية في الريف والحضر خلال السنوات القليلة القادمة إن شاء الله.تقدم هذه المكتبات العديد من الأنشطة والخدمات لشريحة الأطفال والشباب بشكل يومي ومجاني على مدار العام :خدمات المطالعة اليومية صباحاً وعصراً.❊ إقامة الندوات التوعوية في كل المجالات البيئية والتعليمية والترفيهية للأطفال.إصدار النشرات والمجلات والكتيبات التي يكتبها ويؤلفها الأطفال المبدعون، أو المجلات المساهمة في تحسين أداء هذه المكتبات.استقبال أفواج المدارس من الطلبة والطالبات (رحلات ثقافية) لهذه المكتبات.❊ إقامة مسابقات ثقافية بين المدارس والنوادي والمبدعين من الأطفال رواد هذه المكتبات الثقافية العامة.❊ الترويج الإعلامي لهذه المكتبات سواء كان على المستوى المحلي للمكتبة أو الإقليمي في البيئة المحيطة بهذه المكتبة.حالياً سيتم إدخال تعليم الكمبيوتر والتعاطي مع الانترنت بشكل علمي ومفيد لشريحة الأطفال والشباب.
أخبار متعلقة