أثبتت دراسة تطبيقية صادرة عن مؤسسة حكومية نمساوية أنه لا يوجد رابط 'كوني' بين وقوع حوادث للناس وبين اكتمال القمر. وقال سيبيرغر، أحد الباحثين الذين أعدوا الدراسة، إن 'البدر لا يؤثر بشكل سيئ على احتمالية وقوع حادث'. توصلت الدراسة التي صدرت الثلاثاء الماضي عن المكتب العام لتأمين الحوادث، إلى أن معدل الحوادث التي تجري في أماكن العمل يوميا تصل إلى 415 حادثا.وفي الأيام التي يكون فيها القمر بدرا ينخفض المعدل إلى 385 حادثا، رغم أن الاختلاف لا يعد كبيرا من الناحية الإحصائية.وتعود النظرية التي تقول بتأثير القمر إلى القرن الأول للميلاد، حينما كتب العالم والمؤرخ الروماني بلينيوس في ملاحظاته قائلا 'إن أولئك الذين يقيمون في مناطق لا تصل إليهم أشعة القمر يصابون بالكسل والخمول'.وسيبيرغر، الذي يقدم النصح للحكومة النمساوية حول منع الحوادث، قال إنه وزميله الباحث مانفريد هوبر قررا التدقيق في هذه المسألة لأن نظرية البدر تطرح 'تكرارا'.كما قام الباحثان بالتحقق من علاقة محتملة بين معدل الحوادث ومنزلة القمر من الأرض، وفق النظرية التي تقول إن الجاذبية يمكن أن يكون لها بعض التأثير في جعل الناس يرتكبون حوادث في أثناء تأدية أعمالهم.لكن مدارات القمر حول الأرض في معظمها كروية الشكل، ولم تظهر أيضا أي علاقة مهمة إحصائيا بين معدل الحوادث ومستوى اقتراب القمر من الأرض.ووجدت الدراسة أن معدل الحوادث اليومي، حين يصبح القمر قريبا من الأرض، يصل إلى 400 حادث، مقارنة بمعدل 396 للأيام الأخرى.وكانت دراسة قد نشرت عام 1984 في الدورية الطبية البريطانية قد دققت في حوادث إجرامية سجلتها الشرطة من عام 1978 وحتى عام 1982، في ثلاث مناطق بالهند، واحدة حضرية، والثانية ريفية، والثالثة صناعية.ووجدت هذه الدراسة أن الحوادث التي جرت في الأيام التي يكون فيها القمر بدرا تزيد على باقي الأيام.لكن دراسة أخرى أجريت في كندا عام 1998 بواسطة باحثين في جامعة ساسكاتشوين، متفحصين 250 ألف حادث مروري خلال تسع سنوات، لم تجد أي علاقة للحوادث بالقمر.ويتفق معظم العلماء أن القمر الذي بينه وبين سطح الأرض نحو 239,240 ميلا لا يمكنه إحداث تأثير مهم في البشر، لبعد المسافة أولا، ومن ثم صغر حجم البشر.ويقول الأستاذ في علم الفلك في جامعة بطرسبيرغ جون هيلر، الذي لم يشارك في الدراسة النمساوية، إن الأمر 'في الغالب هو أنه تصادف أن القمر كان بدرا حينما وقعت تلك الحوادث'.مضيفا 'وحينما لا يحصل شيء، لا يميل الناس إلى ملاحظة وضع القمر. وهكذا تبقي هذه الذاكرة الانتقائية الأسطورة مستمرة'.
القمر.. وارتفاع نسبة الحوادث
أخبار متعلقة