- في الوقت الذي تتجه القوى السياسية اليمنية نحو التهدئة والتهيئة لردم بؤر التوتر التي تهدد استقرار البلاد، تصر عناصر الفوضى والتخريب على المضي في أعمالها التصعيدية التي تمارس من خلالها أعمال القتل والتخريب والتقطع والتحريض على العنف وثقافة الكراهية.- وليس جديداً على أصحاب مشروع الحراك الانفصالي ان يختاروا الإتجاه المضاد للإرادة الجمعية لكل مكونات العمل السياسي داخل الوطن، والتي تداعت لحل مشاكل الوطن بالحوار والتشاور، واختارت العمل السلمي، فكثيراً ما وجدنا تلك العناصر المتأبطة مشروع التخريف القديم الجديد تغرد خارج كل سرب.- الجديد الذي يكشف على أرض الواقع حقيقة هؤلاء هي تلك الممارسات الإجرامية التي يقترفونها في حق المواطنين البسطاء، الذين يتعرضون للقتل والنهب والسلب والاستهداف في الضالع، ولحج، وأبين، وبعض المناطق الأخرى في بعض المحافظات الجنوبية، لا لشيء إلا لأنهم من أبناء المحافظات الشمالية.. ومثل هذه الجرائم والممارسات لا علاقة لها بالمطالب ولا بالنضال السلمي.. بل هي اجترار لتاريخ دموي سجلت الأحداث التي شهدتها المحافظات الجنوبية قبل الوحدة فصوله ومفردات مذابحه على أساس مناطقي جهوي متخلف..- وأياً كانت هذه الممارسات - بما هي عليه من بشاعة - فإنها لا تحسب - ولن تحسب - على إخواننا وأبنائنا المواطنين الشرفاء في المحافظات الجنوبية والشرقية، الذين عانوا كثيراً من هذه الممارسات، وكانوا ضحايا لدموية أرباب المنهجية الجهوية المتخلفة، التي اقترفت معظم جرائمها التصفوية ضد المواطنين على الهوية.- ما يريده هؤلاء هو زرع الضغائن واستهداف النسيج الوطني، وبث مشاعر الحقد والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد، في إطار هدف أكبر وأحقر يحمله مرضى النفوس المشدودون - ليس إلى ما قبل 22 مايو 1990م وحسب- بل إلى ما قبل الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر التي أطاحت بعروش الكهنوت ودحرت طغيان المستعمر.- ومثلما تصدَّى أبناء الشعب اليمني لتلك المشاريع المتعفنة وهم يخوضون معارك الثورة ضد الطغيان والكهنوت، فإن أبناء اليمن - من كل المحافظات - قادرون اليوم على حماية مشروعهم الوطني الكبير» الوحدة الوطنية» التي جاءت لتكون وتبقى، باعتبارها ثمرة نضال وطني واحد..
صانعو الوحدة قادرون على حمايتها
أخبار متعلقة