مع الأحداث
من المسلمات والبديهيات أن السيارات والمركبات المختلفة أضحت خير معين للإنسان، وسبباً من أسباب الرفاه وتوفير الوقت والجهد والمال، فبدون وسيلة النقل هذه يصعب علينا تحقيق أغراضنا والوصول إلى أعمالنا في الوقت المناسب، هذا إذا ما تم حسن استخدامها، أما إذا أسيء استخدامها فإنها تزهق الأرواح ولاتحافظ على الممتلكات، وتسبب خسارات فادحة في البشر والاقتصاد.والوعي بأنظمة وقوانين المرور، والحديث الدائم عنها الهدف منه حمايتنا وليس مضايقتنا.. كالالتزام بالسرعة المحددة داخل المدن وعلى الخطوط السريعة والالتزام بإشارات عبور المشاة ووجود المدارس وأهمية ربط حزام الأمان، وإغلاق أجهزة التلفون الخلوي أثناء قيادة السيارات، والوعي بالطرق ومراعاة الأنظمة المرورية، والإلمام الواسع بكل ما يتعلق بالمرور من مركبة وطريق وإشارات وأنظمة وقوانين، كلها تنعكس إيجاباً على حسن قيادة السيارات والمركبات المختلفة وتصون أفراد المجتمع من الهلاك أو التعرض لمخاطر وحوادث المرور المتباينة.والحقيقة أن هنالك يقظة شعبية عامة وحسا وطنيا متناميا ومعرفة تامة بأهمية الطرقات وأنظمة المرور وحرص الحكومة اليمنية على تقليل مخاطر الحركة المرورية، والحد من خسائرها الباهظة.وقبل الإشادة بإدارة المرور والدور الكبير الذي تقوم به للحفاظ على سلامة المواطنين, ورفع مستوى الوعي المروري لدى أفراد المجتمع، فضلا عن العمل الميداني لتعزيز الوعي والأنظمة المرورية، لابد من الإشادة بإدارة وزارة الأشغال العامة التي تراقب وبشكل دائم اختلالات تعبيد الطرقات وتحرص على إعادة تأهيلها أولاً بأول، فالمعروف أن الطرق المعبدة والمزودة بوسائل السلامة ومدلولات الإشارات المرورية لتوخي الحذر، فضلا عن التركيز أثناء القيادة من شأنها أن تقلل من الحوادث وتخفف من شناعتها وبشاعتها، وتحد من الخسائر في الممتلكات والأرواح، بيد أن الأنظمة واللوائح المرورية بالذات يجب أن لاتفسر أو تطبق تطبيقاً جامداً لاروح فيه ولامرونة، إذ أن المهم أن يستفيد السائق من أخطائه بالمشورة والنصيحة، لا بالإجراءات الصارمة والعقوبات والمخالفات، وخصوصا عندما لاتكون المخالفة بحجم العقوبة المفروضة.. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تفرض قواعد المرور أن يقوم أصحاب المركبات وسيارات الأجرة بنقل الركاب من المحطة المحددة، فإذا أتى أحد السائقين ومعه راكب أو أكثر من منطقة انطلاقه فأن رجل المرور يسارع بمخالفته أو يفرض عليه إنزال الركاب والالتزام بالوقوف بالمحطة حسب النظم أو التحرك دون ركاب.وهذا إجراء أراه تعسفياً لأن بعض الركاب يصعدون المركبة مع السائق المتحرك من جانب بيته أو خلال طريقه وقد يكون الركاب من الأشخاص العجزة والنساء..وملاحظة أخرى أساسية أراها كل يوم بأم عيني في مدرسة الروضة للقلوعة (طريق النفق) وهي أن قوانين المرور تفرض أن يمشي الأطفال برفقة أحد الكبار عند قطع الخطوط الأرضية لرصيف المشاة للوصول إلى المدرسة فلم أر غير المواطنين وأحياناً رجال شرطة القلوعة يساعدون الأطفال لقطع الطريق والدخول إلى المدرسة، ولم أر قط عاملاً من عمال المرور في هذا التقاطع الحساس، وهذا يعني ضرورة إعادة توزيع رجال المرور في كل النقاط الحيوية والتي تتفاقم فيها حوادث المرور.إننا في الإعلام مهمتنا سلامة الأفراد والمجتمع، مثلنا مثل عامل المرور، لهذا فإن ملاحظاتنا هي من باب الإشادة بالدور الكبير والباهر الذي يقوم به رجال المرور من استعداد وتعاون وتنسيق من أجل تعزيز ورفع مستوى الوعي المروري لدى افراد المجتمع والسهر على سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم، ونشيد بجهودهم الدؤوبة في استخدام التقنية الحديثة لرقابة السرعات الجنونية للمركبات ونخص بالذكر استخدام أجهزة الرادار المراقبة لحركة المرور في الخط البحري لمحافظة عدن.