الوحدة اليمنية هي عنوان الكرامة اليمنية التي تجذرت في صبيحة الثاني والعشرين من مايو1990م، ففي هذا اليوم الأغر استعاد الجسد اليمني عافيته واطمأنت نفوس اليمنيين بعد مرحلة عصيبة من الحرمان والبعد والفراق، وما من أحد على ثرى هذه الأرض المعطاء إلا ولمس وعايش عن قرب المكاسب التي لا تحصى التي تحققت للمواطن في عهد الوحدة المباركة الزاخر بالعطاء والانجاز في مختلف مناحي الحياة.والكل يتطلع نحو تحقيق المزيد واستمرار مسيرة العطاء الوحدوي على طريق اليمن الجديد والمستقبل الأفضل، وفي هذه الأثناء تأبى بعض الأصوات النشاز والقوى الظلامية الحاقدة على الوطن ووحدته المباركة إلا أن تمارس غواياتها وتصرفاتها الرعناء التي تنضح بالتآمر والخيانة التي بات جلياً أنها تجري في عروقهم مجرى الدم ومن الصعب ان يقلعوا عن ذلك مهما بلغت درجة التسامح والعفو الممنوح لهم إزاء جرائمهم الخسيسة في حق الوطن ووحدته المباركة، حيث بادلت هذه القوى المريضة العفو بالغدر والخيانة والتآمر ولم يتعظوا من مؤامرة الانفصال التي خططوا لها وأشعلوا فتيلها في صيف 94م سعياً منهم للعودة إلى ماضي التشطير وهو ما استدعى اصطفاف أبناء اليمن قاطبة في مواجهة هذا المخطط الانفصالي القذر.وقد جسدوا ملحمة شعبية في غاية الروعة والجمال في البذل والتضحية والفداء وأفشلوا ما كان يخطط له دعاة الانفصال والتشرذم بعد أن صدحوا بكل قواهم بأنه لا خيار غير الوحدة فإما الوحدة أو الموت وشاءت إرادة المولى عز وجل أن تنتصر الوحدة وتظل قوية شامخة وراسخة رسوخ الجبال ومن أجل ذلك تكبد الوطن خسائر بشرية ومادية باهظة أثقلت كاهله وفاقمت من أوضاعه الاقتصادية.ومع ذلك بدأ الوطن يستعيد عافيته ومضى القائد في تطبيب تداعيات حرب الانفصال حرصاً منه على تعميق مبدأ الولاء الوطني والترفع عن الصغائر وتغليب مصلحة الوطن ووحدته على المصالح الذاتية المقيتة وتوج ذلك بإصداره العفو العام عن قيادات الحزب الاشتراكي التي أعلنت الانفصال وقادت البلاد إلى أتون مواجهة مسلحة بين أبناء الوطن الواحد تنفيذاً لأجندة خارجية كانت ترمي إلى إعادة تفكيك الوطن والتراجع عن الوحدة.وها هي هذه العناصر المأجورة التي نهبت ثروات الوطن عند فرارها إلى الخارج عقب انتصار الوحدة في 1994/7/7م تعاود من جديد مسلسلها التآمري الهادف إعادة تقسيم اليمن والانقضاض على وحدته المباركة والدفع بعناصر مأجورة في الداخل لإثارة القلاقل والقيام بأعمال تخريبية وعدوانية ورفع شعارات مناطقية وانفصالية والتحريض على الانفصال غير مدركة خطورة ما تسعى من أجله وغير آبهة بالنتائج الكارثية المترتبة على ذلك وكأن الوحدة أشبه بوثيقة ملكية بحوزتهم يمتلكون حق التصرف فيها متى أرادوا ذلك وعلى الكيفية التي يرون أنها تناسبهم وترضي غرورهم وتريح “أسيادهم” الذين يعملون في الظلام خلف الستار على التآمر على الوحدة اليمنية. متناسين حقيقة لا جدال فيها أن الوحدة اليمنية هي ملك لكل اليمنيين من صعدة إلى المهرة ولا يوجد جنس بشر على هذه البسيطة يمتلك الحق في أن يهمس فقط بحديث عن الانفصال أو مشروعية الوحدة بعد 19 عاماً كون ذلك يعتبر جريمة وطنية وأخلاقية ودينية في المقام الأول.اليمنيون جميعاً سيتصدون لكل مخططات هؤلاء الحالمين بالعودة إلى التشطير بعد أن أنعم الله علينا بالتوحد وجمع الشمل ولن تثمر أعمال زبانيتهم في الداخل سوى الذل والمهانة والخزي وسيقف الجميع لهم بالمرصاد وستبقى الوحدة هي القاسم المشترك الذي يجمع عليه كل اليمنيين الشرفاء الذين حلموا بها في الماضي وتغنوا بتحقيقها ومنجزاتها في الحاضر وينشدون في ظلها المزيد من أوجه التطور والتقدم والازدهار في المستقبل، وسيظل الجميع على عهدهم بالوفاء للوطن ووحدته رافعين شعار الوحدة أو الموت ولا خيار ثالث لهما، وستظل القلوب جميعها تنبض بحب اليمن وستظل راية الوحدة خفاقة في كل قمم اليمن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.وللجميع خالص الود.
الوحدة عنوان الكرامة اليمنية
أخبار متعلقة