لم يخطر في خلدي أني ساشاهد شخصاً ما يغطس في إحدى برك المجاري.سمعت كثيراً من الأحاديث عن هذا الموضوع من أشخاص كان لهم ذلك (القرف) اقصد الشرف في رؤية تلك الغطسة الأولمبية حتى جاء دوري لأنال نصيباً من شرف في رؤية هذا الموقف وهذه اللحظة انتابني بعض الغثيان المخلوط بالدهشة وأنا أطالع ما يحدث كغيري ممن كان حاضراً في تلك الأثناء .. الموقف أعاد ذاكرتي شهوراً إلى الوراء.وتحديداً عندما طالعت خبراً في صحيفة الأيام الغراء الصادرة في محافظة عدن عن وفاة ثلاثة أشخاص في إحدى غرف التفتيش الخاصة بالصرف الصحي في الحوطة عاصمة محافظة لحج.وضعت يدي على صدري وشرعت بالدعاء أن لا يتكرر ذلك الموقف مجدداً.وأمام ناظري وفي ذات الأثناء لم أتمكن من مغادرة المكان حتى أرى النهاية الدراماتيكية بتقليد الغاطس الميداليه الذهبية أو نزفه إلى تلاجة مستشفى ابن خلدون العام.. في حين كان المكان تملؤه كلمات السخرية والتندر والفكاهة من بعض الحاضرين الذين اعتادوا على مثل هذه المشاهد.. ليطل الغاطس منهياً ما قد بدأه من عملية تنظيف لتلك البركة لتعود المياه إلى مجاريها.الغريب في هذا العمل ملاحظتي أن الشخص الذي قام بعملية الغطس في البركة لم يكن يرتدي ملابس خاصة بهذا العمل تعزل جسمه عن ملامسة هذه المياه التي تحوي الكثير من القاذورات والأوساخ وقد تسبب له الكثير من الأمراض، هل لأنه لا يفضلها أم لأنه لا يمتلكها اصلاً ولم يتكلف المسؤولون عنه عناء إحضارها.فان كان الأمر الأول فهذه مشكلة وان كان الثاني فالمشكلة أعظم.وحسب علمي المتواضع ان من يقومون بالغطس في البحار يرتدون ملابس عازلة للجسم عن ملامسة الماء، فما بالكم بمن يغطس في برك الصرف الصحي.وأزيد من الشعر بيتاً ان عملية تصفية برك الصرف الصحي بهذه الطريقة تعد بدائية جداً جداً في محافظة لحج.. وأعتقد بل وأجزم إننا الوحيدون بين محافظات الجمهورية من يستخدمون هذه الطريقة.. ومن لم يصدق فلينزل ضيفاً على الحوطة يوماً أو يومين، عندها سيقول: من يسمع ليس كمن يشاهد. ونسأل الله العافية!.
|
اتجاهات
الغطس في المجاري
أخبار متعلقة