لأمر يتعلق بالرياضة كنت في مكتب الوكيل المساعد لمحافظة عدن يوم السبت الماضي..11 /10/ 2008م ، وصادف وجودي هناك ان حضرت اجتماعا ليس له علاقة بالرياضة، كانت قد دعت إلية قيادة المحافظة وفيه اجتمعت السلطة المحلية في مديرية المعلا وأعضاء في المجلس المحلي للمحافظة بالإضافة الى ملاك عمارتي شمسان وشالوت في مدينة المعلا وهما أي العمارتان من المباني المهددة بالانهيار بسبب تقادم الزمن وفعل السنين بهما في ظل عدم حصولهما على العناية والترميم اللازمين مثلهما مثل معظم العمارات في محافظة عدن خصوصا تلك التي انتقلت ملكيتها من الدولة الى المواطنين وصار كل منتفع يملك شقته فقط وللعمارة رب يحميها حتى ان كثيرا من الناس زادوا فوق بعض العمارات شققا وفرشوا فوقها وبجانبها وفي مرافقها الأخرى بيوتاً دون ضوابط او محاذير الوصول الى ما وصلت اليه شمسان وشالوت. ومن خلال ما دار في الاجتماع فهمت ان تقريرا فنيا قدمه عدد من المهندسين قد أوصى بتكسير ـ هدم ـ العمارتين وإخلاء سكانها منها لان البقاء فيهما يمثل خطورة كبيرة تهدد حياة الناس، وهو أمر بات ملاك الشقق السكنية مثلي وأكثر مني يدركونه جيدا ويسعون عند جهات الاختصاص للبحث عن حل لهذه المشكلة التي قد تتحول الى مأساة إذا لم تحل على اعتبار أن (النار ما تحرق الا رجل واطيها)، لكن ومن واقع ما سمعت ورأيت فقد وجدت ان السكان الذين تحولوا كما أسلفت بفعل قرار الدولة من مجرد منتفعين بالإيجار الرمزي الضامن لحق الترميم على المالك ـ الدولة ـ الى ملاك لشقق متهالكة وعمارات مهددة بالانهيار، صاروا اليوم يبحثون تحت ضغط الفقر وإلحاح الحاجة من كبشهم العجوز عن كبش ولحمة ومرق ويريدون الكبش كمان يمشي، يعني هم يريدون عمارتيهم او عمارات جديدة بديلة لها و وفوق ذلك مبالغ مالية مقابل للإيجار حتى يسكنوا أثناء إعادة البناء ان هدمت وعمرت عمارات بديلة، وهي لعمري مطالب أجدها حقه ـ على صعوبتها ـ ويمكن تنفيذها طالما السكان من عامة الناس الفقراء في بلادي فعين المالك المسكين لمثلها شقق بصيرة واليد قصيرة خصوصا وهم يضعون ـ أي الملاك ـ مطالبهم أمام الحكومة والحكومة هي أم الجميع أليس كذلك؟!كما فهمت ان السكان يرفضون فكرة إخلاء الشقق الا بضمان العودة الى شققهم او الحصول على مثلها وفي نفس المنطقة على اعتبار ان هناك من يتحدث عن تسليم هاتين العمارتين لأحد المستثمرين لإعادة بنائهما واستغلال المبني لاحقا على ان يعوض كل واحد من الساكنين بشقه جديدة ولكن في مناطق بعيدة حتى وان كانت هذه مجرد إشاعة كما سمعت في الاجتماع لكنها مخيفة بكل تأكيد ومن خلفها سيتسمسر البعض ويستفيد على حساب السكان ومشكلتهم، و البعض نراهم بأجساد بني ادم لكنهم من دواخلهم مجرد وحوش آدمية لاتهمهم حياة الناس وشعارهم في الحياة مصائب قوم عند قوم فوائد، كما ان السكان في هاتين العمارتين واغلب أمثالهن من العمارات ليس لديهم أي إمكانية لإعادة البناء من كيسهم الخاص دون مساعدة من الدولة او جهة ذات قدرة، واعتقد بحسب ما سمعت منهم بأنهم غير قادرين حتى على هدمها وإزالة الأنقاض ما بالك بالبناء من جديد في زمن استعر فيه سعر الحديد واتقد ثمن الخشب وولع الاسمنت.ومافهمته من كل النقاشات واستخلصته من ذلك الاجتماع ان سكان هاتين العمارتين في خطر وان السلطة المحلية تدرك حجم الخطر وعندها نية للوصول مع الملاك الى نقطة لقاء لحل المشكلة بشرط ان تظهر تطمينات قوية تؤكد للسكان ان تحرك السلطة الملحية إليهم ما هو الا طوق نجاه وليس صنارة صياد وبعد ذلك ليكن الاتفاق على الحل الذي اعتقد ان السلطة الملحية لن تقصر فيه بشرط تكاتف السكان واجتماع شورهم على مخرج يعيد الى أسرهم وأولادهم الإحساس بالأمان ويجنبهم خطر المصيبة ان شاء الله، نعم نتمنى من الله ان يكون النجاح هو ثمرة هذا الجهد الطيب وان يكون التوفيق حليفا للسلطة الملحية والسكان في إنقاذ سكان شمسان وشالوت. لكن وآه من لكن فماذا بعد إنقاذ شالوت وشمسان ان تم من لغيرهما من المهددين بالانهيار فاغلب المباني في عدن خصوصا القديمة منها في كل مناطق عدن: (كريتر، التواهي، المعلا، الروضة، خور مكسر، والشيخ عثمان وغيرها من المناطق) باتت مهددة بالانهيار الكلي او الجزئي لأنها لا تجد الترميم والصيانة المناسبين، وهذا يعني ان عددا كبيرا وكبيرا جدا من الأسر خلال السنوات القادمة ستكون مهددة بالخروج من مساكنها بإنذار ملزم من علامات التصدع وتصريح واضح من إشارات التشقق، وجبرية تنفيذ غاشمة لقرارات الانهيارات الجزئية إذا لم تتهور بعض المباني وتسارع بالانهيار لتأسر أهلها تحت أنقاضها لا سمح الله ، يعني المشكلة في عدن ومساكن عدن خصوصا القديمة اكبر من مشكلة شمسان وشالوت مع تقديرنا لساكنيها وهذا يؤكد ضرورة ان تتنبه السلطة المحلية في المحافظة لهذه المشكلة المنتظرة من خلال دراسة حجمها وأبعادها المتوقعة على مستوى المحافظة وتدارسها مع الحكومة للاستعداد لها من الآن والمقترحات في ذلك لاشك ستكون كثيرة لكن أهم شيء قبل ذلك هو ان تشرع قيادة المحافظة ومجلسها المحلي بمناقشة المشكلة المنتظرة ومعهم المنظمات الأهلية وسكان تلك العمارات، قبل ان تسقط السقيفة على رأس الضعيفة!
|
اتجاهات
شالوت وأخواتها؟!
أخبار متعلقة