أقواس
نعمان الحكيمالعرض الذي تفننت فيه القناة المميزة المعشوقة جداً لدينا كان قد أصاب كبد الحقيقة وقدم رؤيا لواقع بل عرضاً ورؤيا معاً فالعرض تمثل بشيء من السلب الذي يرافق حياتنا وما أصابنا من إفلاس وجشع حتى صرنا ننبش القبول ونبحث عن اللقيان للبيع واكتناز الثروة ورؤيا لمن يريد أن يحافظ على ماتبقى او للحفاظعلى ماء الوجه كما يقال فقد عرضت عروشاً لممالك تزن عشرات الأطنان مملوكة لناس أو ما يسميهم التقرير، لصوص الآثار الذين عبثوا بكل شيء وصاروا يتفاوضون مع تجار الآثار وعبر الهاتف النقال، ويطالبون بمئات الدولارات، بل آلافها ثمناً أو أثماناً لقطع نادرة وثمينة،لا مثيل لها في الحضارات:* في مأرب، مآرب جشعة ونفوس ميتة، وقد لاحظنا سخط خبير الآثار الذي قال.. لم يتركوا لنا شيئاً لننقب عنه فقد جعلوا المنطقة هباء بعد أن لسلبوا كل شيء .. حتى بعض الجنود ورجالات الدولة بحسب ما أورده التقرير (صوتاً وصورة) هم مساهمة في هذه النهب، بدل أن يكونوا حماة للآثار .. ولكنها الفوضى الضاربة جذورها في هذه المناطق التي لا يعرف فيها الإنسان كما أوضح خبير الآثار غير السلاح والرصي ليس إلا..* القبائل هناك يبررون هذا الذي يحصل، برزق هبط عليهم في حين لم تمتد إليهم يد الدولة فلا تعليم ولا صحة ولاهم يحزنون .. وكل همهم عيشهم اليومي ومضغ القات وحمل السلاح والبحث عن التحف النادرة التي قال أحدهم : لم تقم الدولة بتنفيذ وعودها، عندما نقوم بتسليمها هذه القطع النادرة بعد بحث وكد وتعب، كذلك نبيعها على الأجانب ونقبض كثيراً في حين يقول المسؤول اليمني عن الآثار .. لو سلمناهم النقود كقيمة فإنهم سيبذرونها ولن يستفيدوا منها، والأهم أن نقوم بعمل مشاريع لهم كالمدارس والمستشفيات والكهرباء والطرق .. وغيرها.. لكن الأهالي ينفقون ذلك وكل همهم عيشهم اليومي في البيئة التي هم فيها .. بعد أن كلت جهودهم في البحث عن حلول تحفظ الآثار وتحفظ حقهم في رأيهم!* هذه الصورة القائمة، المخيفة لاتدل إلا على قلة اهتمام وفلتان وضياع نخجل منها ، لكن يكون ذلك بعد ان ضاعت (الحيلة والفتيلة) كما يقول المثل .. وهي والله أمور مخجله أن يرى العالم وعبر (الجزيرة الوثائقية) وعبر ملايين المشاهدين من أناس عاديين وكذا متخصصين .. مخجلة في حقنا وحق تراثنا ومخزية لمواقعنا التي لم تعد تطابق الأموال .. هكذا الحال! * ألم نقل في موضوع سابق أن وزيراً إيطاليا عندما شاهد هذا العبث واللصوصية ليل نهار في سلب ونهب التاريخ وبيعه نهاراً جهاراً، في الوقت الذي يفترض على الدولة - عبر القنوات المسؤولة عن ذلك - ان تضع حلولاً ناجعة وان تحسم هكذا مشاكل لأن البقاء هكذا يشوه ويخرب ويدمر تراثنا وحضارتنا.. فهل من موقف حاسم سريع.. ام أننا سنظل لا نحرك ساكناً الا عبر الكلام.. والمثل يقول: (ما احسن، او أسهل الحرب على المتفرجين)!*الوقت يمر والحضارة تدمر... فهل من منقذ ياحكومتنا الرشيدة؟!