المراكز الصيفية للشباب ما عليها وما فيها
فضل مباركخلال جولة بمعية مدير عام مكتب الشباب والرياضة الأخ/ حسين محمد البهام الأسبوع المنصرم في عدد من المراكز الصيفية للشباب بمحافظة أبين، سيطر على هاجسي وتفكيري سؤال كان مبعثه الأجواء التي سادت هذه المراكز وفحوى السؤال كان شقه الأول يتمحور في : هل فعلاً الدولة لديها إستراتيجية لهدف ما تنشد تحقيقه من خلال تنظيم هذه المراكز؟ وإلى أي مدى استطاعت تلك الجهات الموكلة إليها الإشراف ورعاية هذه المراكز تنفيذ هذه الرؤية في المحافظات؟أما الشق الثاني من السؤال فهو عن مدى استفادة هذا الكم من الشباب المشاركين في هذه المراكز.[c1]الخطة والواقع:[/c]. مما لاشك فيه أن في خطة الدولة العديد من البرامج الموجهة نحو قطاع الشباب من منطلق كونهم عماد المستقبل لكن كثيراً من مفردات هذه الخطة لا تتعدى كونها مجرد حبر على ورق، ويأتي استحضارها في وسائل الإعلام عند المناسبات الوطنية. وإذا ما قصرنا الحديث على قيام وتنظيم المراكز خلال الإجازات الصيفية فيمكن القول إن أثر وتأثير هذه المراكز في إيصال رسالة الدولة إلى الشباب سواء من خلال تنمية الوعي الوطني أو تحصين الشباب من الأفكار والمعتقدات الظلامية أو رعاية وصقل مواهبهم ، إنه قاصر ولا يحقق مبتغاه المطلوب.وفي ضوء جولة الصحيفة في عدد هذه المراكز في محافظة أبين تبين أن كثيراً من الجهات التي أنيطت بها مهمة الإشراف والتنظيم لهذه المراكز، والمتمثلة في عدد من مكاتب الوزارات كلجان إشراف على مستوى المحافظات ومنها مكاتب التربية والصحة والإعلام، غير حاضرة إطلاقاً لا روحاً ولا جسداً ، حيث غابت كلياً حتى عقد اجتماعات روتينية، ريما لأن المكاسب المادية غيبت عن هذه الجهات بعد أن أوكلت مهمة الصرف إلى قيادات المراكز وحتى استلام المخصصات يتم مباشرة باسم قيادات المراكز. وقد أحدث غياب هذه الجهات أثراً سلبياً لم يعق تنفيذ هذه المراكز فقط بل خلق برامج عشوائية غير ذات جدوى ولا ترتبط بالهدف الذي من أجله جاء تنظيم هذه المراكز.[c1]الهدف أكبر:[/c], يذهب كثير من المنظمين والمشرفين على المراكز الصيفية إلى أن غاية هذه المراكز وجوهر هدفها يكمن في تعليم الفتيات أوليات الحياكة و التطريز وتطوير مهارات الشباب في بعض الألعاب الرياضية، أو إطلاعهم على أولويات جهاز الحاسوب .. وهكذا نجد أن النشاط يتركز في ممارسة الهويات ، صحيح أن ذلك أمر مطلوب وينبغي تخصيص وقت له في إطار برنامج هذه المراكز .. لكنه لا يمثل بيت القصيد ولا يحمل فحوى الرسالة المنشودة من هذه المراكز وعلى فكرة خلال الإجازات الصيفية تتبارى كثير من الجمعيات السياسية والأحزاب في إقامة مراكز صيفية في المساجد خصوصاً وبعض الأماكن ، وتجيد توظيف هذه المراكز لإيصال رسالتها من خلال شحن عقول المشاركين بكثير من رؤاها ومعتقداتها وبرامجها بصورة مباشرة وغير مباشرة على طريقة دس السم في العسل. [c1]عدم الاستفادة:[/c]. المهم أنه لم يحدث أي تطور جوهري ، حيث تكررت برامج الأعوام السابقة ذاتها ودون الاستفادة من سلبياتها ، بل على العكس -كما يؤكد الأخ/ محمد صالح ماطر مشرف المراكز الصيفي للشباب بكلية التربية زنجبار فقد كان للعام الماضي الأفضلية على هذا العام، وفي ضوء برامج وأنشطة العام الماضي للمراكز الصيفية احتلت محافظة أبين المركز الأول على مستوى الجمهورية.وقال ماطر : لدينا في المركز “275” شاباً ، وتتنوع برامج المركز بين عقد دورتين في الحاسوب ودروس تقوية في اللغويات “ مادتي الإنجليزية والعربية” وإقامة مسابقات فكرية وشعرية وتنظيم دورات كروية في كرة القدم والطاولة ، التنس ، الطائرة، بعد أن قسم المشاركون إلى عدة مجموعات، فيما جرى تشكيل فرقة مسرحية لفي إطار المركز فإن مشرف المخيم يخشى من الفشل في تقديم عمل مسرحي مع نهاية المركز لعدم تفاعل المعنيين. وأشار إلى عدم القدرة علة تنظيم رحلات ترفيهية رغم أهميتها بسبب الميزانية.. مشرفة مركز مجمع هائل بالكود الأخت فاطمة حسين الفضلي التقت مع محمد ماطر بشأن ضآلة المخصصات المالية وقالت: إن ما هو معتمد من مبالغ مالية لكل مركز لا يتساوى وحجم الأنشطة المقترحة في الخطة بذات الكثافة العددية للمشاركين والفترة الزمنية للمركز.وأضافت الفضلي التي تشرف على أكبر مركز صيفي بالمحافظة يبلغ عدد المشاركات فيه” 361” طالبة أن خطة النشاط اشتملت على تنظيم دورات تدريبية في مجالات التطريز والحياكة والإسعافات الأولية والكوافير والتدبير المنزلي والفنون . وعن مدى توفر الإمكانيات لتنفيذ البرنامج .. قالت .. تلقينا عدداً من الوعود من بعض مديري عموم مكاتب الوزارات لكنهم لم يفوا بوعودهم، ولذلك فإن ما نحوز عليه من إمكانيات لا يلبي طموحنا.أنشطة.. وأنشطة:وبإضافة عدد من برامج الأنشطة للمشاركات في المركز الصيفي للفتيات بكلية التربية زنجبار فإن هذا المركز يتميز عن المراكز الأخرى المخصصة للفتيات، كما تقول الأخت وفاء سالم غرا ميز رئيسة اللجنة الإعلامية في المركز ، التي أوضحت أن هناك أنشطة أخرى منها ثقافية مثل إقامة المسابقات الفكرية الأسبوعية بعد أن قسمت المشاركات إلى مجموعات، وتوزع خلالها الجوائز ، إضافة إلى أنشطة رياضية في ألعاب تنس الطاولة والشطرنج .وقالت وفاء غراميز إن من أبرز الصعوبات في هذا المركز الذي يضم “ 189” طالبة من طالبات كلية التربية وثانوية خولة هي ضيق الوقت المصرح به لعمل ونشاط المركز من الثامنة صباحاً إلى الثانية عشرة ظهراً .. وكذا تعثر التوسع وتنفيذ بعض الأنشطة بسبب المخصصات المالية. وفيما ترى الطالبة رجاء حسين فرج - أن مراكز صيف العام الماضي التي شاركت فيها كانت الأفضل بالمقارنة بهذا العام من حيث التنظيم ونوعية الأنشطة ، فإن الطالب شائع علي ناصر كان حائراً في وضع المقارنة كونه يشارك لأول مرة وقال إنه أراد الاستفادة من وقت الفراغ في الإجازة وقام بالمشاركة في المركز ، ويتمنى أن يخرج بفائدة.تيقول رجاء حسين : كان يفترض على قيادات المراكز توفير وجبة إفطار للمشاركين - لم يتم توفير وجبة الإفطار للمشاركين في أي مركز بالإضافة إلى عدم وجود رحلات أو زيارات استطلاعية في برنامج المركز.وربما جاء حديث ياسر مهدي سليم مغايراً وهو ليس طالباً ، لكنه يحرص على المشاركة السنوية في فعاليات المراكز الصيفية ويقول إنه يجني فائدة كبيرة منها من خلال قضاء أوقات ممتعة والتعرف على أصدقاء جدد وممارسة هواياته ويرى ضرورة أن تكون هناك زيارات متبادلة بين المراكز في كل المحافظات.