قراءة لما بعد أحداث أيلول
[c1]الجماعات الأصولية المتطرفة تخلط الأوراق وتسيء للإسلام وتنذر بكارثة عالمية[/c]
تحقيق / عبد الله بخاش وعبد الواحد الضراب الإسلام شريعة الله في أرضه ودينه القويم وسبيل الهداية والصلاح والفلاح في الدارين، كما أن الإسلام يعني السلام بكل ما تحمله هذه المفردة من معاني الآمن و السكون والطمأنينة.. ذلك أن السلام من أسماء الله الحسنى.. والإسلام هو دين المحبة والتسامح الذي يهدف إلى إسعاد البشرية ورخائها، لا أن يعزلها عن العالم ويقيم بينها حواجز من التخلف والعداء.وبالرغم من وجود تطورات كبيرة في مختلف العلوم الدينية والسياسية والاقتصادية وغيرها،التي وجدت من اجل الإنسان، فقد برزت ظواهر تؤدي إلى عكس هذا الاتجاه ومنها ظاهرة انحراف الرؤى و الأفكار ومناهج العمل السياسي لبعض الجماعات والتنظيمات الإسلامية المتشبعة بثقافة العنف والإرهاب والتستر على أعمالهم المتطرفة باسم الدين وشريعته الإسلامية للوصول إلى السلطة وتحقيق مأربهم السياسية، فمم يفسرون الإسلام حسب هواهم وشتان بين منهج سياسي يتحصن بدرع الدين ويسعى باسمه للوصول الى السلطة وتحقيق الولاية الشاملة والاغراض السياسية، وبين قيم رسالة ايمانية غايتها نشر المحبة والسلام بين نفوس الناس . ويقول الدكتور منذر الفضل في دراسة له بعنوان" التفكير لعناصر الاسلام السياسي ونشوء ما يعرف بالتزمت والتطرف و الارهاب وغايته اشاعة عدم الاطمئنان وبث الرعب والفزع وعدم الاستقرار بين الناس في المجتمع لتحقيق اهداف معنية، فالارهاب هوا لعنف المخيف الذي يمارس ضد الانسان وحقوقه الاساسية ، ويمكن وصفه بانه هو العنف السياسي وهو ظاهرة من ظواهر الاضطراب السياسي في العصر الحديث وان الاعمال الاجرامية التي تقوم بها بعض الجماعات والعناصر باسم الاسلام من قتل وتدمير وزعزعة للامن والاستقرار في المجتمعات تقف من وراءها اطراف حاقدة لا تريد للعالم السلام والامن والحرية، فهي تتخذ من الإسلام درعالطرح فكر متعصب لا يقبل التسامح ولا العقل ولا الاعتراف بالاخر وصار أتباعها يلجاؤن لإستخدام السكين والبندقية والفؤوس والاسلحة الفتاكة كأسلوب للحوار مع الاخر بدلا من زرع بذور الخير والمحبة والكلمة التي توحد الناس من خلال الحوار الحضاري والفكري الذي يقوم على الحجة والبرهان والدليل.[c1]جذور القضية[/c]لقد اعتبرت سنة 1979م سنة التحول في مسار الاسلام السياسي العربي وغير العربي وذلك لسببين هما:الاول / نجاح الثورة الايرانية بقيادة اية الله الخميني وكان من اهم نتائج تلك الثورة هو ميلاد حزب الله في لبنان وتحول الى ظاهرة عسكرية مقاومة للاحتلال الاسرائيلي بدلا من الجيوش الرسمية الثاني/ الاحتلال السوفيتي لافغانستان وماتلاه من اقحام للاسلاميين الافغان والعرب بتشجيع امريكي في حرب شرسة انتهت بهزيمة الروس.فما اشبه اليوم بالبارحة وكما يقال انقلب السحر على الساحر، فافغانستان بعد ان كانت بالامس القريب ساحة للصراع بين النظام الشيوعي السوفيتي وفصائل الجهاد الاسلام الذي تتوج بانتصار المجاهدين في افغانستان كمقدمة لانهيار الاتحاد السوفيتي وتحقيق بذلك الانتصار الحلم الامريكي الذي بذلت واشنطن من اجله ملايين الدولارات تحت راية الجهاد ضد النفوذ السوفيتي في الوطن العربي سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة، ولكسب السيطرة والنفوذ السياسي احتاج بعض عناصر ورموز الاسلام السياسي الي دعم الولايات المتحدة الامريكية ..وهكذا سيطرت طالبا ن مثلا على افغانستان عام 1996م الا ان التعايش بين التيار الاسلامي والنظام الراسمالي العالمي لم يدم طويلا ووصل درجة الصدام وتحولت تلك الفصائل الإرهابية المتطرفة التي رعتها امريكا ودعمتها الي عدو المستقبل القادم، بعد ان ركبت موجة الغضب الشعبي لمواجهة تمدد الهيمنة الامريكية على شعوب العالم على اعتبار ان ذلك شكل من أشكال الاستعمار العالمي الجديد ومصدر المعاناة للشعوب الإسلامية ، وتتالت الأيام حبلى بالأحداث الدولية حتى كانت الاعتداءات الإرهابية على مركز التجارة العالمي بنيويورك قمة الاختيار لهذه المواجهة فانهار نظام طالبان في المشرق وتحول نحو الغرب وقامت القيامة بإعلان الحرب العالمية الجديدة ضد الإرهاب وبتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية الدولية ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة تزايدت الأهداف الأمريكية والغربية والتي استهدفتها تلك الجماعات مما يعني مزيداً من العنف والإرهاب والتدمير على قاعدة أن العنف لا يولد إلا عنف ، وتشير منظمة العمل الديمقراطي (دعم) بالناصرة إلى أن هزيمة جماعات وعناصر الإسلام السياسي لن تحل مشكلة الإرهاب ، كما أنها لن توفر جواباً للأزمة البنيوية التي يعيشها اليوم المجتمع البشري ، فالإرهاب أصبح سلاح المساكين اليائسين من إمكانية التغيير وأن سبل الخلاص من هذا النفق المظلم يتطلب إعادة النظر في السياسات الدولية لتحديد الأسباب والعوامل الجذرية لمعاناة العالم قبل أن تتدهور حلقات الموت والإرهاب وتتحول إلى حرب عالمية مدمرة وأن يتساءل المجتمع الدولي وفي مقدمته راعية النظام الدولي وصاحبة النظام العالمي الجديد الولايات المتحدة الأمريكية ـ لماذا اتجه أولئك المهاجمون بأرواحهم وطائراتهم إلى ناطحات السحاب بنيويورك ولم يتجهوا بها إلى ناطحات السحاب في هونج كونج أو طوكيو.[c1]خلفيات ومواقف [/c]منذ اللحظات الأولى بعد هجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي بنيويورك ووزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن بادرت أغلب الحركات الإسلامية عبر العالم إلى إدانة الهجمات وينبع هذا الموقف من اعتبارين هما اعتبار أخلاقي يجد جذوره في فلسفة الجهاد في الإسلام التي ترفض استهداف غير المقاتلين وتمنع قتل النساء والأطفال، واعتبار سياسي وهو أن الطريقة التي تم بها الهجوم يعسر تبريرها الدفاع عنها من وجهة نظر سياسة نظراً لإطباق العالم كله على رفضها ،ولكنه وفي وقت آخر برزت تباينات شتى في مواقف هذه الحركات من التفجيرات ولم يبق الموقف شبه الاجماعي على حاله تبعاً لاختلاف الخلفية الفكرية والتنظيمية لذلك صنفت الحركات الإسلامية إلى ثلاثة أصناف هي:-- الحركات الإسلامية السياسية ذات الخلفية الاخوانية: وهي حركات سلمية تميل إلى العمل من داخل النظام السياسي والاجتماعي السائد وتسعى إلى دفعه بروح إصلاحية لا ثورية تعتمد منهج التدرج والنضال المدني بالتعاون مع القوى القومية المعارضة تفادياً للصراع المباشر مع خصومها لذا كانت إدانتها لأحداث الحادي عشر من سبتمبر نابعة من الناحية التاريخية لحدث المراجعات والشهير لدى الجماعات الإسلامية في مصر والذي تمثل بإعلان صريح وعلني وحاسم لإيقاف منهج العمل المسلح والعودة إلى الدعوة السلمية بوصف هذا الموقف هو المنهج الشرعي الذي استقر عليه رأي القيادة للجماعة الإسلامية داخل المعتقلات المصرية وخارجها خلال فترة السبعينات..- الحركات الإسلامية السلفية/ وهي تقليداً ذات منحى تعليمي إرشادي ولم تكن تهتم بالسياسة كثيراً لكن التطورات الاجتماعية والسياسية في الجزيرة العربية خلال العقد الأخير تكشف عن مخاض جديد في الحركات السلفية فقد تبنت هذه الحركات بعد أحدث 11 سبتمبر موقفاً أكثر تفهماًً لما حدث في أمريكا دون أن تؤيده بشكل صريح ، وقد استطاع هذا التيار في هذه الحقبة أن ينتشر بقوة مع التواصل الكبير بين الحالة الإسلامية المصرية وبين هذا التيار في المملكة العربية السعودية في هذا الوقت وكانت المطبوعات السلفية تنتشر بقوة ، كما كان استحضار صور السلف المثالية يداعب خيال الشباب في هذه الفترة والذي أعتبر أن الإخوان بصورتهم الجديدة والمعدلة لا تقارن بصورة السلف الذين هم خير القرون وهم خير الالتزام بالمنهج الإسلامي بشكل كامل...- الحركات الجهادية الثورية / وهي سلفية الفكر في الغالب الأعم لكنها تختلف عن السلفيين التقليديين في موقفهم من الحكام وميلهم إلى الخضوع للأمر الواقع وعزوفهم عن السياسية، وتتبين الحركات الجهادية طريق ذات الشوكة في تعاملها مع الحكام والقوى الأجنبية الموجودة في المنطقة فقد استطاع التيار الجهادي منازلة النظام في مصر والنيل من رأسه الرئيس السادات وأعتبر الإخوان وقتها أن ما حدث كان وبالاً على الدعوة وخروجاً عن تقاليد الجماعة الأم ، رغم أن التيار الجهادي أعتبر ما جرى كان جزءاً من الفعل الإيجابي للأمة تجاه تعدي السادات على الرموز الإسلامية وفي فترة ما بعد السادات استطاع التيار الجهادي أن يحقق لنفسه وجوداً مؤثراً بين قطاعات الشباب خاصة في الثمانينات إذ كان خطابه وروحه أقرب لأشواق وأفكار الشباب أكثر من النمط الاخواني ، لكن الاستقطاب نحو العنف غير المبرر من جانب التيار الجهادي في مواجهته مع النظام المصري مثل كارثة كبيرة لهذا التيار أفقدته الروح التربوية والدعوية ،كما أفقدته التواصل مع الجماهير ولم تعد تلقى هذه الحركات تعاطفاً كبير بين فئات الشعب العريضة لأن خروجها عن الدولة تحول في بعض البلدان إلى خروج عن المجتمع مما أضر برسالة هذه الحركات وجاذبيتها .[c1]تنبؤات..هل تتحقق؟[/c]ويعتقد بعض المحللين السياسيين أن ظاهرة الإسلام السياسي التي ولدت في منتصف السبعينيات وظهرت بقوة في ساحة الحراك السياسي منتصف الثمانينات من القرن الماضي أنها في طريقها إلى الزوال خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول وكان من أكثر المتنبئين بذلك ولعله أولهم الباحث الفرنسي (جيل كيبل ) الذي طرح نبوءة ( أفول الإسلام السياسي ) مؤسساً رؤيته في ذلك على قرب نهاية الحركات الإسلامية في ضوء الحملة الأمريكية الدولية على الإرهاب على اعتبار أن محاصرة التيارات الإسلامية الراديكالية والمعتدلة على حدٍ سواء مالياً وحركياً وإعلامياً سيقودها إلى الإفلاس السياسي الاجتماعي وإلى نهاية الوجود للإسلام السياسي ، غير أن من الواضح أن تراكم الأحداث الكئيبة على العالم في الآونة الأخيرة وضبابية أفق الرؤية الدولية أفرزا نوعاً من الخلط السياسي والثقافي لعمل الحركات الإسلامية بحيث لم يعد ممكناً التفريق بين لمنظمات إلاسلامية معتدلة تتبنى الخيار الديمقراطي وترفض النهج العنفي ، وبين منظمات اختارت أن يكون منهج التغيير أيضاً هو منهج هو منهج القوة ورفض الآخر سواءً كان حكومة وطنية أو أحزاب سياسية أو دول أجنبية ويبدو أن إدراج الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي أسماء كثير من قوائم المنظمات الإرهابية من دون تمييز بين المعتدلين والمتشددين هو ما قاد الكثير من المفكرين والمحللين السياسيين لتوقع تلك السنوات التي اتضحت فيما بعد أنها خارج مسار التاريخ وقوانينه بعد أن تمكنت التيارات الإسلامية في عدد من البلدان من تقديم مشاركة سياسية وبرلمانية ناجحة اعتبرت محصلة واقعية لعمل دءوب هادئ اتسم بعدم الاندفاع وفق إستراتيجية طويلة النفس تحدد بدقة فوائد المشاركة في الانتخابات تحمل عبء المسئولية والاستمرار على دولاب العمل والاستفادة من إخفاق الآخرين والإفادة من الاحتكاك الإقليمي والدولي، لكن يأتي المقابل لنجاح التيار الإسلامي المعتدل إخفاقات نماذج أخرى عنفوية ففي حين فشل نظام طالبان في البقاء طويلاً في الحكم سواء بسبب عجزه الداخلي أو لتحالفاته المعقدة مع القاعدة وحدته في العداء للغرب الأمريكي فإن الجماعات الإسلامية الباكستانية التي تعتبر الأب الروحي لحركة طالبان نجحت في تجاوز محنتها و تمكنت من توطيد قواها بعد أن استوعبت أخطاءها وباتت تشكل الرقم الصعب في المعارضة الباكستانية ، الأمر نفسه يمكن أن يقال في فشل نموذج القاعدة في تقديم أي نموذج باستثناء تدبير حادثة عنيفة ورهيبة في أمريكا جرت على العالم الإسلامي ويلات لا حصر لها .وفي مصر مثلاً هناك إسلاميون وصلوا إلى البرلمان ودخلوا في حوارات مع الدولة تحت قبة البرلمان وفي المقابل هناك إسلاميون يشاركون في التجربة مهما كانت الملاحظات عليها ، وهناك إسلاميون يحاربون الدولة في الجبال وأطراف القرى فيمارسون عمليات الذبح الوحشية بدون أن يتقدم مشروعهم السياسي خطوة واحدة واللافت للنظر هو أن المشروع السياسي الإسلامي يتقدم جماهيرياً ويحظى باحترام الدولة كلما قبل العمل بقواعد اللعبة السياسية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع ويصاب هذا المشروع بنوع من الجمود وربما الانهيار إذا تخلى عن خيار الديمقراطية والجماهير لصالح خيار العمل السري والبندقية .وفي الواقع أنه ليست كل الأحزاب أو الحركات الإسلامية تسير على هذا النهج وإنما هي فئات ضيقة ومحصورة الأهداف، مع التأكد على احترام الجميع للحركات الإسلامية التي تناضل من أجل الحرية والاستقرار والبناء الوطني لمجتمعاتها .[c1]مستقبل غامض ..[/c]إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها من أحداث تشكل محطة مفصلية وهامة سيكون لها بعدها في التأثير على الحركات الإسلامية سواء في علاقاتها في ما بينها أو في علاقاتها بالحكام في الدول الإسلامية أو في علاقاتها بالغرب ، فمن حيث العلاقات الداخلية بين هذه الحركات يمكن أن تسير الأمور باتجاه الاتصال أو الانفصال بحسب التطورات القادمة في الدول الإسلامية ، فإذا ازدادت الضغوط الأمنية والسياسية على الحركات الإسلامية نتيجة لما يسمى حالياً بالحرب ضد الإرهاب وظلت محرومة من التعبير عن نشاطها وطموحها السياسي فسيؤدي ذلك إلى التقارب بين مدارسها المختلفة أكثر فأكثر رغم الانتقادات التي توجهها بعض الحركات الإسلامية لبعضها البعض، أما إذا استطاع الحكام إدراك التنوع في الصف الإسلامي والتمييز بين النضال السياسي السلمي غيره فسمحوا للحركات الإسلامية بمزيد من حرية العمل والمشاركة السياسية فسيؤدي ذلك إلى إقبال كل من الحركات الإسلامية على شأنها وترجيح همها المحلي على المغامرة العالمية وحرصاً على مكاسبها الخاصة في مجتمعنا الخاص..أما العلاقة بين الحركات الإسلامية ، والغرب ستتوقف إلى حد بعيد على طبيعة المنظور الإستراتيجي الجديد الذي سيتبناه صانع القرار الأمريكي في الظروف الجديدة الناجمة عن أحداث 11 سبتمبر وحرب أفغانستان وفي حالة العلاقة بين الحركات الإسلامية والغرب وخصوصاً أمريكا فإن ذلك يقتضي من الولايات المتحدة التخلي عن تجاهل هذه القوى الاجتماعية الصاعدة وإعادة التفكير في العلاقة بها على المدى البعيد بشكل يخدم السلم والتعايش ورفع الظلم الذي يثير حفيظة الحركات الإسلامية في فلسطين والعراق وغيرهما فإن نجح هذا التوجه الجديد فإن العلاقة بين الحركات الإسلامية والغرب ستتطور إلى الأفضل ، وإن استمر التفكير الأمريكي التقليدي مسيطراً على تغذية اللوبيات اليهودية واليمينية التي تكره رؤية الأمور سائرة في هذا الاتجاه فإن توتر العلاقة هو الذي سيسود وسيحمل معه نتائج كبيرة وخطيرة ، ولربما تفهم أميركا يوماً ما أن من يزرع ( الشاه ) يحصد الخميني وتخاف على مصالحها بعيدة المدى فتدفع الحكومات العربية والإسلامية إلى التكيف مع الحركات الإسلامية والعمل على احتوائها بدلاً من قمعها بشكل مباشر وسيكون ذلك بداية انفراج وعلاقة طيبة بين أمريكا والحركات الإسلامية وكل تلك الاحتمالات وإردة متوقعة وفقاً لحالة الوضع الداخلي في أمريكا والعالم الإسلامي.. لكن الراجح أن الحركات الاخوانية ستصبح أكثر راديكالية في ظروف المواجهة ، وستصبح الحركات السلفية أكثر رشييسامن ذي قبل ، وستعي الحركات الجهادية أهمية المظلة السياسية والإعلامية وتنسيق الجهد مع الآخرين ..[c1]تسامح لا تطرف ..[/c]ويبقى في الأخير أن نؤكد أن بروز هذه الظاهرة الإجرامية الخطيرة تحت يافطة الإسلام وهو بريء منها هي جديدة ودخيلة على شعوبنا المسلمة التي لا يعرف أهلها إلا التسامح والمحبة والسلام والعيش الآمن ، غير أن من يغذيها هو التعصب الأعمى وضيق الرؤية وتطرف الفكر الذي يقودها إلى مخالفة العقل والمنطق والواقع وقبل هذا وذاك مخالفة أحكام الدين الإسلامي وشريعته السمحة وحتى الوصايا النبوية الكشريمة التي دعت الجنود للرفق والمعاملة الحسنة بالطفل والمرأة والشيخ الكبير والمريض والحلقات الضعيفة الأخرى في المجتمع وأصحاب الصوامع بين أهل الأديان الأخرى، وألا يقطعوا زرعاً ولا يحرقوا متاعاً وقالت لهم إنكم أمة الرحمة والعدل الإلهي في سياق واضح ورافض لثقافة العنف والإرهاب والالتزام بآداب وقواعد المعاملة الحسنة ونشر السلام والآمان ، كما أن قواعد القانون الدولي تدين أي عمل يستهدف المدنية وتعتبره من الأعمال الإرهابية أياً كانت العقيدة التي يتبناها الفاعل ويعد الشخص القائم بالعمل الإرهابي مجرماً دولياً لا تسقط جريمته بالتقادم .