- أخيراً وضعت الحرب أوزارها في بلدنا العزيز، بعد أن رضخ الحوثيون لمطالب الشرعية وانصاعوا لصوت العقل ، وتبعاً لذلك سلموا بعبثية حربهم على الدولة ومؤسساتها الشرعية، وفهموا أن الطريق الوحيد لتحقيق اي مطالب أو الحصول على أي حقوق هو العمل السلمي وعبر المؤسسات الوطنية ، لا الاستقواء بعوامل خارجية واللجوء إلى السلاح للقتل والتدمير . إن الجرح الغائر الذي لاتزال آثاره على جسد الوطن لهو أكبر شاهد على مخلفات فتنة الحوثيين ، الذين حاولوا لعدة سنوات بث بذور الفتنة الطائفية في بلد التعايش والتسامح ، بلد الإيمان والحكمة ، ورفعوا شعارات التزوير والتضليل لخداع أبناء شعبنا ليكونوا وقوداً لحروب مجنونة تخدم أهداف شخصية لحفنة ضلت الطريق السليم ، وتخيلت أو خيلت لنفسها بأنها مؤيدة بالحق الإلهي والعصمة ،لإقامة أو إعادة إحياء دولة الإمامة البائدة التي ثار عليها أبناء شعبنا ثورته المجيدة 26 سبتمبر واختار شعبنا بعدها النظام الجمهوري لبناء الوطن .إن النستلجيا (الحنين) للماضي شيء جبل عليه الإنسان ، ولكن ذاكرة الشعوب ليست قصيرة ، ولهذا فإن شعبنا سعى للتخلص من ذيول التخلف والاستبداد ، وعمل ويعمل من أجل بناء دولة حديثة عصرية آخذا بأسباب العلم والحداثة ولامجال لعودة من يدعون بامتلاكهم للوعد الإلهي للحكم ، فللجمهورية دستور وتشريعات وتوجد صناديق اقتراع ، وحق مكفول لكل من يجد في نفسه المقدرة والإمكانية للترشح والانتخاب دون اللجوء إلى خزعبلات وهرطقات عفى عليها الزمن ! إن الحكمة والحزم اللذين تم التعامل بهما، والتصدي الشجاع للفتنة الحوثية من طرف القيادة الحكيمة وعلى رأسها الأخ الرئيس علي عبدالله صالح آتت أكلها وثمارها بالانصياع التام للشروط الشرعية الدستورية ولولا ذلك لاستمر استنزاف مواردنا البشرية والمالية وهدرت طاقاتنا في حرب عبثية يقتل فيها الأخ أخاه واستمرت عملية تدمير بلادنا ومؤسسات دولتنا . ولابد لي أن أذكر الدور البطولي لأبناء قواتنا المسلحة وأجهزتها الأمنية في إعادة ما تبقى من الحوثيين إلى جادة الصواب والحق ، وأن المؤسسة العسكرية تقف شامخة كالطود في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد والعباد ، وهي السياج الحامي لوحدة الوطن وأمنه ، وما تضحيات أبنائها وبذلهم في سبيل الوطن وحمايته الا منارات تضيء الطريق من أجل رفعة الوطن وعزته . إن الدرس الذي أعطي للحوثيين يحتم على كثيرين أن يتعظوا به ، وعلى كل من تسول له نفسه أن يعبث بأمن ووحدة البلاد أن يفهم انه لن يلقى سوى التصدي والمواجهة والخسران حتى يعود الى جادة الحق الصواب .
درس لا ينسى
أخبار متعلقة