استقبلت مدينة “مصدر” -التي تبنى بالقرب من العاصمة الإماراتية لتكون أول مدينة تستخدم حصرا الطاقات المتجددة - طلاب “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا “ الذين يمثلون قاطنيها الأوائل.وقال فريد موفنزاده رئيس الجامعة التي تركز على الأبحاث والتقنيات الصديقة للبيئة إن عدد الطلاب تراوح بين 170 و175 طالبا “بينهم مئة تقريبا يقيمون هنا في مجمع الجامعة “.وهؤلاء هم أول المقيمين في مدينة مصدر التي تشكل الجامعة جزءا منها ، لكن المدينة لا تزال في بداية الطريق.وتبلغ كلفة بناء المدينة 22 مليار دولار وتقام على مساحة ستة كيلومترات مربعة وسيقيم فيها عند الانتهاء من بنائها 40 ألف شخص بحسب موقع المدينة على الانترنت.وتقع المدينة على مسافة 17 كيلومترا من وسط مدينة ابوظبي إلا أن مباني الجامعة هي الأبنية الوحيدة المنجزة فيها بينما بدأ العمل على تشييد مبان أخرى .ومن بعد ، تبدو المدينة ككتلة حمراء غارقة وسط الصحراء وفيها غابة من الرافعات، لكن من كثب، تبدو التفاصيل مذهلة.فمركز المعرفة في الجامعة مثلا، وهو يضم المكتبة، يحظى بسقف بيضاوي مع ألواح للطاقة الشمسية، فيما واجهة المبنى ليس فيها إلا الشبابيك تقريبا.وقال نائب رئيس الجامعة للشؤون المالية والعمليات حمزة كاظم إن “الشبابيك كلها مغطاة بألواح تظللها لمنع دخول نور الشمس المباشر إلى الداخل والاستفادة من الإنارة غير المباشرة “.ويبدو المبنى كقناع غوص عملاق تلتصق به سلالم لولبية داخل غلاف من الزجاج، وتشكل هذه السلالم ما يشبه قناة التنفس في قناع الغوص.ويقيم الطلاب في مبان يجعلها لونها الترابي تبدو كأنها مصنوعة من الفخار، كما أن الواجهات متموجة.وتتمتع هذه المباني التي تشكل الدائرة الخارجية لمجمع الجامعة، بألواح لالتقاط الطاقة الشمسية على سطحها، وبشرفات متموجة منقوشة بأشكال هندسية تذكر بالنقوش الإسلامية.وتقع صفوف الدراسة والمختبرات داخل مبنى مربع من الزجاج والحديد ذي تصميم حديث يشكل محور المجمع ويتمتع بسقف مزود بألواح الطاقة الشمسية أيضا .وقال كاظم إن “ الممرات المظللة والطرقات الضيقة تخفف من التعرض للشمس بينما تسمح الطرقات القطرية الطويلة للاستفادة من دفق الرياح الباردة خلال الليل والتخفيف من حدة الرياح الساخنة خلال النهار”.كما يستعيد المجمع عنصرا مهما من العمارة المحلية وهو برج الهواء التقليدي. والبرج الجديد المصنوع من الحديد يسمح بتحويل دفق الرياح إلى مستوى الطرقات للتبريد.وقال موفنزاده “أحيانا اشعر بأنني في سفينة فضائية” ذاكرا أن مدينة مصدر ستكون مكانا لاختبار التقنيات الجديدة التي ستجري الجامعة أبحاثها حولها.