لبنان يتسلم الدفعة الأولى من همفي الأميركية
القاهرة/بيروت/وكالات: اعتبر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس السبت ان المبادرة العربية هي “المبادرة الجدية الوحيدة” حاليا للتوصل الى حل للازمة في لبنان داعيا الى تشجيعها.وقال السنيورة في تصريحات للصحافيين بعد اجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك ان “مصر تدعم مبادرة الامين العام للجامعة العربية وهي المبادرة الجدية الوحيدة الموجودة حاليا على الطاولة”.وتابع انه “لا بد من استمرار تشجيع هذه المبادرة” مشيرا الى ان موسى “على استعداد للذهاب الى لبنان لمناقشة المبادرة ومتابعة العمل على تطويرها بما يحقق تقدمها”.ومن جهته قال هشام يوسف مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية ان موسى الموجود حاليا في الجزائر اتفق مع السنيورة على ان يلتقيا الثلاثاء المقبل في العاصمة المصرية.وكان موسى قام بمهمة مساع حميدة في بيروت خلال ديسمبر الماضي غير انه غادر لبنان قبل اعياد الميلاد معلنا انه تقدم بمقترحات لتسوية الازمة السياسية ولكن “بعضها تمت الموافقة عليه وهناك تردد في قبول بعضها الاخر”.واشار الى انه لا يوجد حوار بين القادة اللبنانيين في الحكومة والمعارضة ما يعيق التوصل الى اتفاق بينهم.واكد السنيورة ان زيارته للقاهرة تندرج في اطار جولة عربية “للقاء عدد من المسؤولين العرب الذين سيشاركون في مؤتمر باريس لدعم لبنان” المقرر عقده في 25 يناير الجاري.ويستهدف مؤتمر باريس دعم لبنان ومساعدته على خفض ديونه التي تبلغ 41 مليار دولار. وقال مصدر حكومي لبناني ان جولة السنيورة تشمل دول مجلس التعاون الخليجي الست والاردن.ومن جهته قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد ان الرئيس مبارك “يولي اهتماما كبيرا بنجاح مؤتمر باريس لدعم لبنان”. واضاف ان مبارك “يامل ان يذهب اللبنانيون الى هذا المؤتمر صفا واحدا وموقفا واحدا”.وتابع ان “جهود مصر لا تتوقف مع كافة الاشقاء في لبنان” من اجل تسوية الازمة السياسية. وشدد على ان مصر “تحتفظ بمسافة متساوية مع كافة الشركاء اللبنانيين ولا تفرق بين اي من القوى السياسية اللبنانية سواء كانت من الاكثرية او المعارضة”.وقد غادر السنيورة القاهرة في ختام زيارة استمرت عدة ساعات متوجها إلى الرياض للقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم إلى مسقط ومن بعدها إلى الكويت، فالإمارات وقطر والبحرين والأردن.وفي المقابل طلب أكثر من نصف أعضاء البرلمان اللبناني يمثلون الأغلبية الحاكمة، من رئيس الجمهورية إميل لحود دعوة البرلمان إلى الانعقاد.ووقع الأعضاء على عريضة تطالب بتوقيع مرسوم رئاسي يدعو البرلمان إلى الانعقاد بصورة استثنائية من أجل إقرار بعض القوانين خاصة منها القانون المرتبط بالمحكمة الدولية التي ستقاضي المتورطين في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.وقد سلم نواب من فريق 14 آذار العريضة إلى الأمانة العامة لمجلس النواب. ويلزم الدستور اللبناني رئيس البلاد بتوقيع مثل هذه المراسيم إذا طالبته الأغلبية البرلمانية بذلك، لكن الدستور لا يلزم الرئيس بوقت محدد للاستجابة للطلب.إلى ذلك التزمت الحكومة اللبنانية موقف الحياد إزاء الجدل الدائر في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الدول المتعاونة وغير المتعاونة مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. ورفض مجلس الأمن الخميس الموافقة على اقتراح روسي يطلب من رئيس لجنة التحقيق سيرج براميرتس تسمية عشر دول قال إنها “لم تتعاون مع لجنة التحقيق”.يشار إلى أن براميرتس رفض الإفصاح عن هذه الدول خلال مناقشة تقريره الأخير الشهر الماضي في المجلس، رغم أنه نوه بتعاون سوريا الإيجابي مع اللجنة.وعندما سئل وزير الإعلام غازي العريضي عن الموضوع بعد اجتماع للحكومة اللبنانية الجمعة رفض إعطاء جواب مباشر، ولكنه قال إن “تعاون كل الدول مع لجنة التحقيق في اغتيال الحريري أمر ضروري ومطلوب”.وأضاف العريضي أن “الحكومة اللبنانية لا تتدخل في عمل لجنة التحقيق وتأمل أن تتعاون كل الدول مع اللجنة من أجل كشف الحقيقة”.وفي نيويورك قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي شوركين إنه “في الوقت الذي مورست فيه أشد الضغوط على سوريا من أجل أن تتعاون، هناك دول أخرى امتنعت عن تنفيذ هذا المطلب مما يستدعي استعمال أسلوب الضغط نفسه الذي استعمل مع سوريا”. وعرض شوركين أن يبعث مجلس الأمن رسالة لبراميرتس يدعوه فيها إلى تسمية الدول غير المتعاونة.وفي شأن آخر زودت الولايات المتحدة لبنان بعشرين عربة همفي عسكرية في إطار مساعدات عسكرية قيمتها 40 مليون دولار لدعم الحكومة اللبنانية.وقال توم كيسي المتحدث باسم الخارجية الأميركية إنها “دفعة أولى” من الدعم الذي تعهدت به واشنطن للقوات المسلحة اللبنانية “في إطار جهودنا للمساعدة في تعزيز تلك القوة ومنحها القدرة على الحركة إلى جانب بعض من الدعم الفني في النقل والإمداد الذي تحتاجه لتنفيذ مهمتها”.وتنتشر القوات المسلحة اللبنانية إلى جانب قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة تم نشرها بجنوب البلاد بعد الحرب التي خاضها مقاتلو حزب الله مع إسرائيل العام الماضي.وتشمل الصفقة الأميركية التي تعهدت بها واشنطن العام الماضي إجمالا 285 عربة همفي تقدم على دفعات أخرى خلال الشهور القادمة. وبالإضافة إلى عربات همفي ستقوم الولايات المتحدة بتزويد الحكومة اللبنانية بمعدات لمكافحة الشغب وتقديم تدريبات للتحقيق في حوادث التفجير إلى جانب مساعدات أخرى لقوات الأمن الداخلي اللبنانية.وفي وقت سابق نفى الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل أن يكون أبلغ صحيفة معاريف الإسرائيلية أن جنديين إسرائيليين أسرهما مقاتلو حزب الله في يوليو العام الماضي مازالا على قيد الحياة، وقال إنه لا يعرف شيئا عن مصيرهما.وأكد الجميل الموجود حاليا في مدريد للمشاركة في مؤتمر للسلام، في بيان أصدره مكتبه، أنه لم يتحدث إلى أي وسيلة إعلام إسرائيلية عن هذين الجنديين لأنه ببساطة لا يعرف عنهما شيئا، ولا يتمتع بأي صفة للتحدث بهذا الشأن.وكانت معاريف نقلت عن الجميل وسياسي لبناني ثان لم تكشف عن اسمه قولهما في مقابلتين، إن الجنديين إيلداد ريغيف وإيهود غولدووسر مازالا على قيد الحياة دون أن يقدما تفاصيل أخرى. لكنهما أعربا عن أملهما في أن يعود الجنديان إلى إسرائيل في صحة جيدة.وخلص تحقيق إسرائيلي داخلي نشر في وقت سابق، إلى أن الجنديين أصيبا بجروح خطيرة أثناء أسرهما وأن أحدهما على الأقل قد يكون توفي.