غضون
* أمس قالوا داخل ندوة عن الاستثمار ومعوقاته في عدن إن هذا القطاع الحيوي الذي تعول عليه نهضتنا يواجه ست عشرة مشكلة فيها الكبيرة والصغيرة وفي مقدمة الكبار تأتي مشكلة الأراضي.. طيب يا جماعة هل ستبقى هذه المشكلة أزلية. ولماذا أرضنا موبوءة بهذه المشاكل ولماذا لا تحل ؟ لقد طال الأمر على لبد كما يقولون، ويكفي.. الهيئات واللجان المعنية بالاستثمار والأراضي تكاثرت مثل الديكة التي تبطل الليل، ومعقول بعد كل هذا الوقت ومع هذه الكثرة لا زلنا نتحدث عن مشاكل الأرض بوصفها المعوق الرئيسي للاستثمار في عدن! وهل العفاريت المشاركون في صناعة هذه المشكلة غير مقدور عليهم؟* أتركوا جانباً الاستراتيجيات الكبيرة التي تخططون وتكتبون فيها أنكم ستحلون المشاكل كلها دفعة واحدة وجربوا مواجهتها واحدة بعد أخرى.. لا أجيد تقديم الخدمات الاستشارية حتى في شأن صغير مثل وجبة العشاء، غير أني أزعم أنه لو تفردتم بمشكلة الأراضي لوحدها وقررتم إعطاء وقت وجهد كافيين سوف تغلبونها ثم سيتم التغلب على المشكلة التي تليها .. كم أخذتم من الوقت في الحديث عن معوقات الاستثمار في عدن؟ أكثر من ثماني عشرة سنة... ومع ذلك لم يتم التغلب على معوق واحد، بل تنتجون عوائق جديدة.. والسبب ليس تدني الأداء وعدم الجدية فحسب بل أيضاً ادعاء القدرة على حل المشاكل كلها في وقت واحد.. وهذه بالمناسبة هي رغبة وليست قدرة حقيقية.* نعلم أن مشكلة الأرض معقدة للغاية، لكن ليست عسيرة على الحل إذا رغب جميع الأطراف في حلها، وبالضرورة ينبغي استبعاد الأدعياء والغاصبين أولاً وبقوة القانون.. أعني أولئك الذين كانوا بالأمس لا يملكون شبراً واليوم يدعون أنهم ملاك المساحات الموسعة التي سطوا عليها غصباً وساعدهم الفاسدون على تملكها بوثائق فيها المزور وفيها الصحيح..* أحد هؤلاء الأخيرين.. وهذا على سبيل المثال ليس غير.. تمكن وبفعل فاعلين إلى جانبه من بسط يده على مساحة كبيرة من الأرض في مكان وسط بين مديريتين في عدن.. ولأنه بسط عليها بقوته وبمساعدة فاسدين ولا يملك أو وثيقة تدل على أنه أشترى تلك الأرض أو ورثها عن جدته.. تصرف على النحو التالي: أنتم جهة لكم نفوذكم في السلطة وأنا لدي أرض ليس بيدي دليل واحد على أنها لي.. سأبيعها لكم بعقد صوري، وتولوا أنتم بعد ذلك توثيق العقد وخذوا نصف المساحة والنصف الثاني أشتريه منكم بعقد صوري أيضاً.