قطرة الماء .. في الصيف
نعمان الحكيمالشيء الذي كنا قد نعمنا به واستقرت حياتنا طيلة عام تقريباً، هو انتظام سريان الماء في أنابيب وحنفيات المنازل التي نسكنها، بدون أي منغص أو انقطاع.. وهو ما كنا قد أشرنا إليه في بادرةٍ طيبة لمؤسسة المياه بعدن، التي نشير دائماً إليها إما بالنقد أو الإشادة.وموضوع اليوم هو الذي سوف نعرض فيه إلى بداية قد تكون أزمة إن جاز لنا تسميتها كذلك، لأنّ الأعطال، ربما قد تسببت بعدم سريان المياه بشكل مألوف، خصوصاً هذه الأيام التي بدأ الحر يدخل فيها وهو ما نتخوف منه في الأيام القادمة والتي قد تحمل لنا مضاعفات، وقد تكون قطرة في الصيف تساوي الكثير الكثير لحياتنا عامة!وبالنظر إلى أهمية المياه خصوصاً في أشهر الصيف المحرقة، يكون من الواجب على إدارة المياه، وبحسب عهدنا بها وما درجت عليه منذ سنين، يكون واجباً عليها تفقد الأنابيب بشكل عام سواء في الأحياء أم الشوارع أو في العمارات والمنازل تجنباً لأي عطبٍ أو تلفٍ يذهب بالمياه إلى غير ذي جدوى، ما يعني فقدان كميات كبيرة، قد تكون محسوبة على المؤسسة إذا كان التسرب قبل الساعة / العداد.. أو على حساب المواطن إذا كان التسرب ما بعد الساعة، ونعلم أنّ كل تلك الأمور هي من مسؤولية المؤسسة وفي الحالتين عليها إصلاح الخلل واحتساب قيمة ذلك من الطرفين، حتى لا تكون الكلفة مجحفة لطرف دون الآخر.إنّ الشح الذي نتحدث عنه اليوم ربما قد تكون من المصدر نفسه، أي في حقول الضخ الرئيسة التي يعاني سكانها (المحافظات) شح أيضاً وبذلك تكتمل صورة الحاجة الملحة وتصعب الحاجة، ولا تقوَ المؤسسة على تلبية كل ذلك نظراً لكثافة السكان وتزايدهم على عدن وأحيائها من ناحية، ولحركة العمران والبناء والصناعات المختلفة التي تحتاج إلى كميات وفيرة من المياه.. على خلاف ما يتحدث عنه أصحاب المعامل الكثيرة التي يسمونها مياه معدنية أو مياه كوثر .. وغير ذلك!