أمريكا تشير إلى ان المرحلة الأولى من الحملة الكبرى على العراق اكتملت
بغداد/ 14 أكتوبر/رويترز: قال مسؤولون محليون وقادة عسكريون من محافظة ديالى أمس الأحد إن عدد القتلى من الجماعات المسلحة في العمليات التي شهدتها المحافظة منذ الأربعاء الماضي بلغ سبعة وخمسين قتيلا وإن أعدادا من هذه الجماعات استطاعت التسلل الى خارج المحافظة.وقال قائد العمليات العسكرية في محافظة ديالى اللواء الركن عبد الكريم الربيعي في مؤتمر صحفي إن "خسائر العدو من القاعدة والإرهابيين بلغ أكثر من سبعة وخمسين قتيلا واعتقال أكثر من ستة وأربعين مسلحا في المناطق التي تجري فيها العلميات."وأضاف ان "القسم الأكبر من الجرحى (المسلحين) تم إخلائهم من قبل جماعتهم."وقال الربيعي إن القوات العراقية "لم تتكبد أي خسائر...لا خسائر لدينا حتى بين صفوف المدنيين."وبرر ذلك بالقول "ان أسلحتهم (المسلحين) لا يمكن لها ان توازي أسلحة الأجهزة الأمنية (العراقية) وقوات التحالف... ولان خطتنا كانت مدروسة ومحكمة ومعلوماتنا دقيقة وقواتنا تتوجه إلى أهدافها مباشرة."وجرى المؤتمر الصحفي من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة بين بغداد وديالى.وتشهد عدد من مناطق وقرى محافظة ديالى منذ يوم الأربعاء عملية عسكرية كبرى تستهدف القضاء على أماكن وجود الجماعات المسلحة وخاصة أفراد تنظيم القاعدة.وقال الجيش الأمريكي في بيان سابق ان ما يقرب من عشرة آلاف جندي أمريكي شاركوا في العملية إضافة الى قوات عراقية من الفرقة الخامسة.وعلى عكس القادة العراقيين وصف القائد الأمريكي البريجادير جنرال مايك بدناريك قائد العملية الجارية في محافظة ديالي يوم الجمعة القتال الذي تخوضه قواته بأنه شرس وقال إن قواته تواجه مقاومة شرسة من مئات المتشددين الذين ينتمون الى تنظيم القاعدة المستعدين للقتال حتى الموت.وقال قائد العمليات الربيعي إن "أسلوب قتال الإرهابيين هو أسلوب العصابات..هم قطاعات غير نظامية ولا يلجأون إلى الاشتباك مع قوات نظامية." وأضاف "تمكنوا من التسلل والخروج من المنطقة وعدم خوض معركة مباشرة."وقال محافظ ديالى رعد التميمي إن العملية التي تشهدها المحافظة "ليست مرتبطة بجدول زمني وان الجدول الزمني لا يحدد بمدة وإنما يحدد بعنوان وهو بسط الأمن في ديالى وخلاص أهل المدينة من جميع الزمر الإرهابية الخارجة عن القانون وبجميع مسمياتها."ووصف الجيش الأمريكي المعركة الجارية في ديالى الآن بأنها واحدة من اكبر المعارك التي يخوضها الجيش الأمريكي في العراق منذ عام 2003م.إلى ذلك ترى القوات الأمريكية أن مرحلة القتال الأولى من حملة كبرى للقضاء على مقاتلي تنظيم القاعدة في مدينة بعقوبة العراقية اكتملت تقريبا وأنها قد تدخل في مواجهة مع أي مسلحين باقين خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.والعملية التي تنفذ داخل وحول بعقوبة عاصمة محافظة ديالى المضطربة جزء مهم في واحدة من أكبر العمليات المشتركة التي تنفذها القوات الأمريكية والعراقية ضد تنظيم القاعدة في العراق منذ غزو البلاد عام 2003.ومن المتوقع أن تستمر الحملة في ديالى شمالي بغداد والحملات في مناطق أخرى حول العاصمة لعدة أسابيع.وتعرضت القوات الأمريكية لهجمات متفرقة في الوقت الذي تشق فيه طريقها في غرب بعقوبة كما تعرقل عملها شبكة من المنازل التي تحوي شراكا خداعية وكذلك العبوات الناسفة التي تدفن بعمق في الطرق.وستقام حواجز ونقاط تفتيش تحت إشراف قوات الأمن العراقية حول ثلاث من أكثر المناطق اضطرابا في غرب بعقوبة لمنع مسلحي القاعدة من التسلل مرة أخرى الى المدينة التي أعلنتها القاعدة عاصمة لدولة العراق الإسلامية.وأضحت بعقوبة ملاذا أيضا للمسلحين الهاربين من حملة أمنية بدأت في بغداد في فبراير الماضي.في إطار أخر أعلن الجيش الأميركي مقتل اثنين من جنوده السبت، ليرتفع إلى 72 عدد الجنود الأميركيين الذين لقوا مصرعهم منذ مطلع يونيو الجاري.وأوضح أن أحد الجنود قتل بإطلاق نار من أسلحة خفيفة خلال عملية عسكرية في جنوب غرب بغداد، أما الآخر فقتل في ما وصفها بعملية غير قتالية ببغداد.يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الأميركي مقتل ثمانية من جنوده في هجمات متفرقة أمس الأول أيضا، أربعة منهم في انفجار عبوة ناسفة شمال غرب بغداد وثلاثة آخرون في تكريت وشرقي بغداد وجندي آخر في ما وصف بعملية غير قتالية.وبذلك يرتفع إلى 3557 عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في العراق منذ غزو هذا البلد في مارس 2003.وفي تطورات أخرى قتل عراقيان على الأقل وجرح 18 آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدف حشدا من المدنيين في أحد شوارع مدينة الحلة جنوب بغداد.وفي بغداد قتل شرطي وجرح ثلاثة آخرون في انفجار قنبلة قرب نقطة تفتيش في حي المنصور غربي المدينة.وفي الموصل اغتال مسلحون عضوا في المجلس البلدي للمدينة عندما أطلقوا عليه النيران فور خروجه من منزله صباح أمس.