رئيس مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل في حوار مع ( 14 اكتوبر )
حاوره في صنعاء / ماجد الكحلانييعد البروفيسور محمد بن محمود الطريقي رئيس مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل أحد أبرز الشخصيات السعودية والعربية والعالمية المشهود لها بإنجازاتها الإنسانية على الصعيد العلمي والعملي حيث حمل هماً وطموحاً ورؤية امتزجت لتكون الملامح العامة لشخصيته الفذة ليسعى بها نحو تطويع و تطوير وتوطين التقنية التأهيلية لخدمة المعوقين في المملكة العربية السعودية وكثيرا من الدول العربية والإسلامية. "14أكتوبر" من صنعاء ألتقت البروفيسور الطريقي مشرف مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الأنسان ايضا وأجرت معه حوارا شاملاً تحدث فيه عن ما أفرزت جيناته الوراثية من أعمال إنسانية ومشاريع بحثية بناءها وغيرها من المواضيع التي نكشفها لكم عبر هذا اللقاء..[c1]نقطة مفصلية* 14أكتوبر: بداية نرحب بك في اليمن ونبارك لكم حصولكم على وسام خادم الحرمين وبودنا لو نستذكر معكم شواهد إنجازاتكم التي حصّـلتم من خلالها على الوسام ؟[/c]- بداية أشير أني فخور جداً بحصولي على هذا الوسام الذي أعتبره نقطة مفصلية في مسيرتي العلمية والعملية، كما اعتبر أن شرف الوسام يزداد عمقاً في نفسي لأني تسلمته من يدي ملك مملكة الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله – وأجد في هذا اللقاء فرصة لرد الفضل لأصحابه مستذكراً الشخصيات العالمية والإسلامية والعربية والسعودية التي كانت الأصل والأساس في كافة إنجازاتي وفي مقدمتهم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله – رجل كل المراحل الحاسمة في حياتي، وأقدمه بكل فخر بعض من وفاء لسموه الكريم كما إني وأنا أتسلم وسام الملك عبدالعزيز اليوم لا تفارقني صورة مدرستي في الإنسانية وملهمي ومعلمي الذي بذل لي ولغيري من أبناء الوطن الكثير الكثير وكان معروفه وكانت فضائله طوقاً في عنقي.. فإلى سموه هذا الإنجاز ليقبله رمزاً لوفاء كبير كما أشكر كل من وقف معي وكان في مسيرتي أخا أو مسانداً أو داعماً حتى على المستوى المعنوي وقد لا يتسع المقام هنا للوقوف عند كل الشخصيات التي كانت وما زالت مرجعاً وعوناً لي في مسيرتي.ولكني إن نسيت فلن أنسى جامعة الملك سعود باعتبارها البيت الذي آوى همومي وطموحاتي ورؤياي وأخص كلية العلوم الطبية التطبيقية وقسم التكنولوجيا الطبية الحيوية بالذات الذي سبق لي وأن تشرفت برئاسته لمدة قاربت العشرة أعوام.والفضل كل الفضل بعد الله في كل ماتحصلنا عليه هو لمملكتي التي هي الملهم الأول لمسيرتي بتوجيهات ولاة الأمر والسياسة الرشيدة للحكومة السعودية، وما شرف نيلي الوسام إلا حافز جديد ومنارة أسترشد بها لإكمال مسيرتي نحو مزيد من العطاء لخدمة الإنسانية إن شاء الله.[c1]اختراع عالمي* 14أكتوبر: هل لنا أن نأخذ لمحة موجزة عن اختراعاتكم العالمية التي كرمتم بها في اكثر من محفل عربي و إقليمي و عالمي وتوجت بنيلكم وسام الملك عبد العزيز ؟[/c]- لقد وفقنا الله بدعم المخلصين لإنجازين هامين في علوم هندسة تقويم الأعضاء والتأهيل الأول اختراع مفصل كاحل دوّار قابل للانغلاق لطرف اصطناعي ذي بنية تجميعية للبتر تحت الركبة وهو اختراع تظهر أهميته عند معرفة ما يتوافر في الوقت الحاضر من أطراف اصطناعية متنوعة تستعمل لمن بترت سيقانهم تحت الركبة، فليس من بين هذه الأطراف واحد يسمح بدوران القدم حول محوره بالنسبة لقصبة الساق. وعدم وجود مثل هذه الوسيلة الميسّرة يحد بالضرورة من عمل هذا الطرف الاصطناعي إذا كان الشخص الأبتر مسلماً يؤدي الصلاة، فالصلاة في وضع الجلوس تكون مصدراً كبيراً لمعاناة المبتور تحت الركبة الذي يلبس طرفاً اصطناعياً من هذا النوع من أحدث طراز، وكثير من هؤلاء المبتورين يشكون من ألم في ركبهم وإجهاد للوركين والظهر عندما يكونوا جالسين أثناء أداء الصلاة. كذلك فإن الطرف الاصطناعي لا يمكن أن يحاكي الطرف السليم أثناء الجلوس لأداء الصلاة وبالتالي يظهر بشكل واضح أن الإنسان الذي يصلي يلبس طرفاً اصطناعياً الأمر الذي قد يجعل المعاق متحرجاً ومتضايقاً نفسياً وطالما شاهدت بألم بالغ ما يعانيه إخواننا المسلمون ممن ابتلوا ببتر إحدى الساقين تحت الركبة وركبت لهم ساق اصطناعية عندما يجلسون لأداء التشهد أثناء الصلاة فقدم الساق الاصطناعية ولو كانت من أكثر الأنواع تطوراً غير قابلة للدوران في أي اتجاه مما يجعل من المستحيل على صاحبها أن يضع الساق الاصطناعية في وضع مماثل للساق الطبيعية تحته أثناء جلوسه لتلاوة التشهد في الصلاة. [c1]معاناة الملايين* 14أكتوبر: تقصد من هنا كانت انطلاقتك الأولى.[/c]- نعم من هنا جاءت ضرورة إيجاد حل لهذه المعضلة التي يعاني منها ملايين المبتورين من تحت الركبة في العالمين العربي والإسلامي، ويتلخص هذا الحل بتصميم مفصل الكاحل الدوار الذي يسمح لقدم الطرف الاصطناعي بالدوران للداخل أو للخارج بزاوية 90ْ درجة مما يمكّن المبتور من الجلوس بوضع مشابه لجلوس الإنسان السوي، وهذا ما قمنا بتصميمه و تم تسجيله كبراءة اختراع في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو تصميم يتميز بالبساطة والمتانة وقلة التكلفة، كما يتميز أيضاً بسهولة التركيب. وقد مكن هذا الاختراع العديد من مسلمي العالم الذين أفادوا منه واستخدموه، من تأديه شعائرهم الدينية بيسر وسهولة ودون الشعور بأدنى قلق أو حرج، فكان هدية منا لأبناء أمتنا العربية والإسلامية. و قد تعرض هذا الاختراع لعدة مراحل تعديلية منذ أن نال براءة اختراعه بهدف الوصول إلى أعلى درجات الفائدة، والحرص على رقيه إلى أعلى مستويات التقنية الحديثة، ونال هذا الاختراع الميدالية الفضية في معرض جنيف الدولي الثاني والثلاثين للمخترعات2004م.أما اختراعنا الثاني فكان جهاز التحليل الكمي لعدم وثاقة الركبة البشرية في الجسم الحي دون التعرض للأنسجة ويهدف الاختراع إلى تقديم جهاز يمكن استخدامه لتحديد دقيق وموثوق لعدم وثاقة الركبة بشكل كمي عبر قيامه باختبارات وثاقة أربعة للركبة دون التعرض لأنسجة الجسم وهي علامة الإزاحة الأمامية الخلفية والدوران الأروح الأفجح والإلتواء الظنبوبي وعلامة الإزاحة الإنسية الوحشية. [c1]أهمية الأختراع* 14أكتوبر: ترى ما هي الأهمية التي يكتسبها ذلك الاختراع والهدف من تصميمه.[/c]- يهدف والى ماذ ذكرت أيضاً لتوفير جهاز يستطيع من خلاله تقييم آثار الانقباض العضلي وثقل حمل الجسم على وثاقة الركبة وتحديد الأحمال القصوى ومعدلات التحميل وتقييم الأثر الوثاقي لقوى الاحتكاك الظنبوبي - الفخذي على المفصل وتوفير مؤشر على متانة المفصل وقياس عزوم اللي والدوران الناتجة عن الانقباض العضلي، وباختصار فإن الغرض من هذا الجهاز هو القياس الآمن والدقيق لوثاقة الركبة في مستويات اختبار مختلفة تشتمل على وظائف الإجلاس المريح للمريض. و التثبيت الآمن للفخذ ولقمتي عظمة الفخذ. والتثبيت الآمن للقدم والكعب. وإمكانية التعديل لملائمة مختلف أطوال الأرجل. وإمكانية التعديل والضبط لملاءمة مختلف زوايا الثني للركبة والورك. وتحميل الظنبوب محورياً مع الاستمرار في قياس ما يوضع من أحمال. وتحميل الظنبوب للأمام أو للخلف مع القياس المستمر للوزن المحمل والإزاحة الناتجة للأمام أو للخلف. وتحميل الظنبوب أنسياً أو وحشياً مع القياس المستمر للوزن المحمل والإزاحة الناتجة للجهة الأنسية أو الوحشية، وتطبيق العزم الأفجح أو الأروح على الركبة مع القياس المستمر للعزم المطبق والدوران الأفجح أو الأروح الناتج. وتطبيق عزم دوران محوري خارجي أو داخلي على الظنبوب مع القياس المستمر لعزم الدوران المطبق ودوران الظنبوب الناتج للجهة الخارجية أو الداخلية وقياس نشاط العضلات حول مفصل الركبة والمراقبة المستمرة لإشارات تخطيط العضلات الصادرة من الجهاز العضلي، وعندما يكون هناك توصية بعمل تمارين من أجل تقوية العضلات والأربطة فإن هذا النظام يمكننا من تقييم تأثير التمارين على أداء العضلات والأربطة. كما يزودنا هذا النظام بتقييم عدة أنواع من الركب الاصطناعية المستخدمة في استبدال مفاصل الركب الطبيعية وذلك من خلال التقييم قبل وبعد العملية. ويمكن استخدام هذا النظام لتقييم نتيجة كل من العلاج الوقائي والجراحي لعدم وثاقة الركبة. ولقد أثبت هذا الجهاز فعاليته في قياس عدم وثاقة الركبة، ويمكن استخدام مبدأ هذا الجهاز لقياس خصائص القوى والانـزياحات على مفاصل أخرى في جسم الإنسان. هذا وقد أثبتت الاختبارات العملية التي أجريت من خلال هذا الاختراع الذي تم تسجيله كبراءة اختراع أوروبية على الأشخاص الأسوياء وعلى المرضى جدوى وفعالية هذا الاختراع الذي نال الميدالية البرونزية في معرض جنيف الدولي الثاني والثلاثين للمخترعات 2004م.[c1]عمل إنساني* 14أكتوبر: انطلاقا من خبراتكم العالمية في مجال العمل الانساني كيف تنظرون الى أداء المملكة العربية السعودية على المستوى العالمي؟[/c]- الحقيقة التي أضحت كالشمس في عالم اليوم، أن المملكة العربية السعودية كما كانت موطناً للإسلام والعروبة وقضاياهما، فهي اليوم موطن للإنسانية بأمر آمرها بعد الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وولاة أمرها الأفذاذ وحكومتها الرشيدة، التي خطت بالتوجيهات السامية إطاراً يشمل كل الأهداف الإنسانية النبيلة وقدمته على طبق من العطاء بغير منة أو أذى لكل شعوب العالم، وهذا الأداء الراسخ هو منهج الدولة السعودية منذ فجر التاريخ و العهد الزاهر الذي تعيشه المملكة اليوم هو شاهد عصر للنهج المؤمن بقيم الإنسانية.[c1]تدوين تجربة* 14 أكتوبر: فاجأتم العالم العربي بإصدار موسوعتك الأولى عن التنمية والديموقراطية وحقوق الإنسان.. ترى ما توقيت هذه المفاجأة ؟[/c]- الحقيقة فكرة تدوين التجربة بحد ذاتها ليست فكرة ابداعية لي, فالكثير قد قام بتدوين تجاربه في عدة مجالات، إلا أننا والحمد لله كان لنا السبق من حيث جنس الإصدار، فأنا لا أكتب سيرة ذاتية بهذه الموسوعة ولا أقدم نفسي بهوية هذا العمل، إنما أجد أني قمت بتجربة عملي ومسيرتي وفق رؤية إنسانية عكست منطلقي من المنظور المحلي (السعودي) والإقليمي والعالمي عبر مشاركاتي في مجالات الرعاية الإنسانية بمؤتمرات وندوات وفعاليات متعددة.. وعليه فإن الفكرة قائمة في الأذهان منذ زمن بعيد.. إلا أن الوقت المناسب هو الذي تحكم بزمن صدورها. وهذا الوقت هو الذي نعيشه اليوم حيث تشهد المملكة طفرة من نوع خاص وهي طفرة إنسانية حتى أنه صار يطلق عليها (مملكة الإنسانية) في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظهما الله - وهو عهد إحقاق الحق وإرساء العدل عهد المساواة والحرية والمكاشفة والنقد الهادف البناء، وفي ذات الوقت فإن ظروف المرحلة السياسية تشهد هجوماً إعلامياً ممنهجاً على المنطقة وعلى المملكة بذرائع الديموقراطية وحقوق الإنسان، فكانت هذه الموسوعة بتقديري رداً أمثل، وأتحدى أي وسيلة إعلام من وسائل الإعلام المسمومة أن تعرض أو تتعرض لها أو تأتي بخبر صدورها على الأقل لأنها تحوي من الحقائق ما يفند مزاعمهم بالوثائق وفي مقدمتها قضايا الديموقراطية التي جاءت في الموسوعة عبر محاضرتي (إشكاليات التحول الديموقراطي في المملكة العربية السعودية) والتي قدمتها في مؤتمر عالمي وكشفت بها حقائق النص الديموقراطي، ومن المهم جداً أن أشير أن الموسوعة هي إضافة جديدة إلى مكتبة التنمية والديموقراطية وحقوق الإنسان في العالم ضمن أهم رفوفها العليا التي ستحمل اسم المملكة العربية السعودية لأنها تعكس جزءاً من الوجه الحضاري لهذه المملكة الرائدة بقيادتها الحكيمة وعهدها الزاهر لكافة قضايا الإنسانية على الصعيد العالمي. كما أن كافة مشاريعنا الإنسانية سواء الإعلامية أو البحثية أو الخدمية أو الفكرية هي رد جميل لهذا الوطن ولقادته الأفذاذ، وهي عصارة روح أهديها لهم ولكل من يقرأها مواصلاً ذات النهج والعطاء في كل أعمالي المستقبلية وفي مقدمتها ما تبقى من أجزاء هذه الموسوعة التي ستخصص للعلوم الأساسية في التأهيل الشامل بكافة فروعه ولقضايا التنمية والرعاية الإنسانية بصفة عامة.[c1]النقد في ظل الجبروت والطغيان* 14أكتوبر: مفردات الموسوعة هي المفردات التي أضحت تشكل شخصيتك ، لكن هل لنا أن نطلع عن كثب على هذا الهرم التنموي الحقوقي الديموقراطي في فكركم ؟[/c]- التنمية أصلت لها بأنها لا تكون على خشاش الأرض أو ما تحت الأرض بل تكون في قيم الاستثمار في الإنسان وفي فكره وعلمه وعطائه وإنجازه، ومنها تكون الرعاية الشاملة الإطار النموذجي لأي مجتمع لأننا ببساطة لا يمكن لنا أن نتقدم خطوة ونحن نستهلك كل مقومات البيئة مثلاً بحجة الحفاظ على جزء من البيئة، ولن نتقدم خطوة ونحن نبيع كل مقومات مقدراتنا إزاء الحظوة بالزعامة في مجال ما، كما لا يمكن لنا التقدم على المستوى العالمي والبشري ونحن نبيد شعوباً ليحيا جيش مسلح، وأما الديموقراطية فقد أصّلت لها ضمن إطارها الوطني لأن الديموقراطية إذا لم تكن صناعة وطنية فهي كمن يدس السم بالعسل، وقضايانا التنموية المرتبطة بالأسرة والمرأة والطفولة والشباب وغيرها هي أرضنا الخصبة لصناعة ديموقراطية العدالة ومساواة الحقوق الشاملة، ولا شك أن من اتفاق العدل مع الحقائق أن تكون الأمور على سواء واحد، وأما حقوق الإنسان فقد أصّـلت لها في الموسوعة ضمن إطار المفهوم العالمي لحقوق الإنسان، فنحن نرتكب بحق أنفسنا جريمة كبرى بانتهاكاتنا البشرية لحقوق أنفسنا، فيما تستبد بعض الأنظمة السياسية هنا وهناك لفرض سطوتها على أعتاب هذه الحقوق ومن خلال القوة والجبروت والطغيان والحصار المفروض على حق التعبير وحرية الفكر لنعيش اليوم في عالم أدواته الحروب وجرائمها فيما تقف المنظمات العالمية المعنية عاجزة عن إدانة مجرم واحد، وحقوق الإنسان هي السطر الأول في رسالتنا لإعمار الأرض التي لن تكون باللهاث وراء عصر السطوة والمادة, ذلك أن مبادئ حقوق الإنسان تقوم على الشعور بكرامة الفرد وهو شعور لن يتأتى إلا بالعدل وتكافؤ الفرص.[c1]المعوقون يعرفون قضيتهم* 14أكتوبر: وهل هذا مدعاة لصوت التأهيل الشامل الذي أطلقتموه بهذا التعبير الفكري كمفردة إنسانية جديدة؟[/c]- صوت التأهيل الشامل هو الصوت الذي ينادي بأن التأهيل ليس قضية خاصة بل هو أكثر القضايا شمولية، فهناك التأهيل السياسي وهناك التأهيل الاقتصادي، وهناك التأهيل الاجتماعي، وهناك التأهيل الثقافي والتأهيل الإداري وغيرها إلا أن التأهيل كمصطلح - ولسوء حظه - سخره من يزعجهم التقدم ويؤرقهم النجاح من أعداء الداخل والخارج ليرتبط فقط على المستوى الإعلامي بشكل عام وعلى المستوى العربي بشكل خاص بقضية الإعاقة خوفاً من امتداد يده لتطال أو تقطع أيدي العبث.. وللحقيقة فالمعوقون أكثرنا سوية لأنهم يعرفون قضيتهم، أما نحن فمعوقون حقاً لأننا بلا قضية... وهذه نقطة الحسم.[c1]مركز ابحاث الشرق الأوسط* 14أكتوبر: مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الأنسان.. كيف كانت الفكرة والانطلاقة وأين الهدف ؟[/c]- لما كانت التنمية هدفاً أساساً لكافة مشاريع البشرية والتجمعات الإنسانية باعتبارها الضمان الوحيد للبقاء والتطور، وحيث كانت التنمية ولا زالت هاجس كل المجتمعات الإنسانية، فقد جاءت الأهداف الانمائية للألفية في مقدمة المحاور ذات الاهتمام لكافة دول العالم، وسعت الأمم المتحدة لإقامة شراكة عالمية من أجل التنمية في كافة مجالاتها، وقد أولت الأمم المتحدة الجهات غير الحكومية أهمية بالغة في المساهمة في قضايا التنمية واعتبارها شريكاً فعلياً في تحقيقها على مستوى الدول، أشير أنه من هنا ومن هذا المنطلق انبرت فكرة ولادة (مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية والديموقراطية وحقوق الإنسان) مستندين إلى خبرتنا الطويلة ومشاركتنا ومساهماتنا في مجال قضايا التنمية وخاصة فيما يتعلق بالأشخاص المعوقين، ونهجنا الدائم من خلال مشاركاتنا وأبحاثنا ومؤلفاتنا للسعي نحو تقنين الحقوق بشكل عام وحقوق المعوقين بشكل خاص وتفعيل المقنن منها باعتبارها أول أساسيات حقوق الإنسان بصفة عامة. والمركز هو أحد منظمات المجتمع المدني التي تعنى بقضايا الإعاقة والتأهيل الشامل، عبر توفير الحقوق المدنية من خلال استراتيجيات البحث والنشر والخدمات والتدريب، وهو مركز يعنى بقضايا التنمية وقضايا حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط ويعمل من خلال تعاون مشترك مع دار الاستشارات الطبية والتأهيلية بالرياض، ومؤسسة العالم للصحافة بالرياض، ويقيم عمله عبر التنسيق مع منظمات المجتمع المدني في المنطقة والعالم. وعليه فإن المركز انعكاس فكري بلا شك لما نحمله من استراتيجيات استلهمتها من سيرة مملكتي العطرة في هذه المجالات التي كتب لنا بحمد الله الريادة للمملكة فيها على كل المستويات العالمية.[c1]أزمات وظروف متعاقبة* 14أكتوبر: لكن في ظل غياب مفاهيم حقوق الإنسان ما اهمية المركز؟.[/c]- في الواقع التطبيقي نجد المركز ضرورة ملحة فهو يرفع شعار ريادة منظمات المجتمع المدني لقضايا التنمية وحقوق الإنسان، وبذلك فالمركز يعتبر استجابة فعلية لانحسار قضايا الإعاقة والمعوقين في ذيل أولويات برامج دول المنطقة في ظل الأزمات الاقتصادية المتعاقبة على دول الشرق الأوسط وتأثيرها السلبي على قضايا التنمية. وغياب استراتيجية تكاملية للعمل من أجل المعوقين في كافة مجالات حقوقهم الصحية والاجتماعية والتعليمية والمعيشية بشكل عام في ظل عدم توافر احصاءات وبيانات فعلية حديثة أو محدثّة في أكثر دول منطقة الشرق الأوسط. وتباعد وجهات النظر في قضايا وحقوق المعوقين بين المنظمات العاملة في هذا المجال وبعدها عن أهم شروط التكامل في السياسات الاجتماعية في دول منطقة الشرق الأوسط. وعجز الكثير من البرامج التأهيلية التنموية وقصورها عن تحقيق أهدافها ونقص في الخبرات والكفاءات في بعض دول منطقة الشرق الأوسط. وعدم توفر إمكانيات حقيقية للقيام ببرامج التأهيل وتفعيل حقوق المعوقين في معظم دول الشرق الأوسط. وانعدام التنسيق بين الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية والقطاع الخاص فيما يتعلق بقضايا التنمية وفي مقدمتها الإعاقة والتأهيل وإعادة التأهيل الشامل في دول منطقة الشرق الأوسط، وقد وضع المركز لنفسه جملة من الأهداف التي تمثل الاستجابة الحقيقية الفعلية لهذه الاحتياجات التنموية الإنسانية وحقوق الإنسان بصفة عامة والأشخاص المعوقين بصفة خاصة وذلك من خلال: توفير بنى معلوماتية أساسية حول حالات الإعاقة ومدى فاعلية قوانين المعوقين في المنطقة. وإيجاد نوع من التنسيق بين منظمات المجتمع المدني المعنية بقضايا التنمية وحقوق المعوقين وتقريب وجهات النظر بينها للوصول إلى استراتيجية موحدة تكاملية للعمل من أجل المعوقين. ومراقبة التأهيل ومدى تطبيق قوانين المعوقين وتفعيلها في مجتمعات المنطقة وزيادة وعي المجتمع بقضايا المعوقين والاهتمام بشؤونهم المختلفة على كافة الأصعدة. ونشر وتحديث وتوطين العلوم والمعارف والتقنيات التأهيلية باعتبارها من أساسيات التنمية. والارتقاء بمستوى الخدمات المتعلقة بعلاج وتأهيل ورعاية المعوقين. وتطوير المجال الخدمي للمعوقين من خلال إجراء البحوث العلمية التطبيقية في المجالات المختلفة واستقطاب التقنيات والمعدات الحديثة وابتكار الجديد في هذا المجال.[c1]رصد حقيقي للإحتياجات* 14أكتوبر: العالم يعج بالمراكز ذات العلاقة بالعمل الإنساني وهي تحمل جملة من الاهداف ألا أنها تفتقد الاستراتيجيات فهل تنبهتم لهذه النقطة ؟[/c]- المركز وضع لنفسه استراتيجيات مدروسة تضمن تحقيق جملة هذه الأهداف من خلال فتح قنوات الاتصال المباشرة وغير المباشرة عبر جميع وسائل الإعلام المتاحة وعقد اللقاءات والمؤتمرات لمنظمات المجتمع المدني المعنية بهذه القضايا في دول المنطقة. وتحفيز دول المنطقة لنقل التقنية التأهيلية وتوطينها وتطويعها في كافة مجالات التكنولوجيا التقنية والتأهيلية للمعوقين بين دول المنطقة. والحث على توفير كافة مستلزمات التقنية التأهيلية للمعوقين في دول المنطقة عبر رصد حقيقي للاحتياجات الفعلية للمعوقين في كل دولة. إضافة إلى إصدار المطبوعات التوعوية والدراسات العلمية التطبيقية ووضع الخطط والاستراتيجيات الفاعلة في كافة قضايا الإعاقة وبرامج التأهيل. ونشر التقارير والمنجزات والهموم والرؤى المستقبلية عبر إصدار دوري خاص بالمركز سعياً للتأصيل لإعلام متكامل لفئة المعوقين في الشرق الأوسط، وصولاً إلى إيجاد قناة فضائية إعلامية خاصة بقضاياهم تواكب مسيرة التنمية في دول المنطقة. وتقديم المشورة الفنية وإجراء التعديلات التطبيقية لكافة الجهات المعنية بالعمل مع فئة المعوقين من المؤسسات والجهات ذات العلاقة في المنطقة. وكما هو معروف أن لا تنمية تقوم بالاعتماد على الجهات الحكومية فقط أو على تمويل مشاريع القطاع الخاص، فلابد من اكتمال الدائرة بوجود منظمات مجتمع مدني قادرة على التنسيق ومتفرغة للعمل، ذلك أن هدفنا الرئيس هو التنسيق والتكامل بما يخدم قضايا التنمية ويحفظ كرامة الإنسان في نطاق العمل الإنساني على المستوى العالمي، وللحقيقة، فإن المركز لا يريد أن يكون جهة رقابية ناقدة، بل هو جهة فاعلة مساهمة في قضايا التنمية.[c1]تنمية تحقيق المفاخيم* 14أكتوبر: دكتور محمد.. في ظل الظروف والمستجدات والمتغيرات العالمية، هل انتم متفائلون بمستقبل التنمية حقوقاً وديموقراطيةً في الوطن العربي؟[/c]- المستقبل واعد أمامنا، وخطى بعض الدول والحكومات العربية بشكل خاص تدل أننا لا نلحق بركب العالمية في هذا الإطار فحسب بل أننا قد نسبقه، وهذا ما هو جلي وواضح في تجربة المملكة العربية السعودية والعديد من الدول العربية وأنا بكل ما أكتب أو أشارك أو أشرف به أو عليه أو أوجه به من خلال المركز أسعى إلى تنمية تحقيق مفاهيم الاستثمار في طاقات المواطن العربي ولأجله بهدف عربي ورسالة عربية ورؤية عربية واستراتيجية عربية وكذا الديموقراطية التي يجب أن تكون قادرة على دعم استقرارنا السياسي والاجتماعي وفق خصوصياتنا الإسلامية والعربية، وحقوق الإنسان التي تقوم على الشمولية بدءاً من حق الحياة.[c1]فعالية سعودية يمنية* 14أكتوبر: دعنا نتحدث عن أهمية زيارتكم لليمن وكذا الاعمال التي يقوم بها مركز الابحاث في اليمن وأهدافه..كيف تقيمون ذلك.[/c]هناك اكثر من فعالية سعودية يمنية اقيمت وستقام في العاصمة صنعاء، وبما يجسد ذلك تطوير وتمتين العلاقات اليمنية - السعودية والتي هي أصلاً متجذرة وقديمةومايتم تقديمه من هدية مقدمة من الامير سلطان بن عبدالعزيز بالنسبة للمعاقين تأتي في اطار الحملة المخصصة من الامير لتأهيل المعاقين في اليمن،وزيارتنا لليمن تأتي بهدف التعليم والتوعية وحصر حالات الاعاقة في اليمن وتقديم الدعم الفني للازم من خلال توفير الاجهزة والمستلزمات من الكراسي الكهربائية واليدوية وعكازات واجهزة مشي واطراف صناعية واجهزة تعويضية والعمل لن يقتصر على العاصمة صنعاء فقط وإنما وصلت وستصل قوافل الخير الى بقية محافظات الجمهورية..أما بالنسبة لمركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان MERCH، فهو مركز منبثق من مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل - دار الاستشارات الطبية والتأهيلية.ويمثل احد منظمات المجتمع المدني التي تعني بقضايا الحقوق المدنية من خلال استراتيجيات البحث والنشر والخدمات والتطوير والتدريب وهو مركز يعني بقضايا التنمية وقضايا حقوق الإنسان في الشرق الأوسط ويعمل من خلال تعاون مشترك مع المراكز المشتركة لنشر ومراقبة التأهيل ومؤسسة العالم للصحافة بالرياض ويقيم عمله عبر التنسيق مع منظمات المجتمع المدني في المنطقة والعالم، ويعد البرنامج الذي ينفذه مكتب المركز في اليمن هو الثاني من نوعه بعد البرنامج الأول الذي أقيم العام الماضي برعاية من الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة حقوق الإنسان وجهات رسمية أخرى.[c1]الطريقي في سطور [/c]حظى البروفسور محمد الطريقي بجائزة الميدالية الذهبية لأفضل ورقة بحثية لعام 1996م، قدمت في المؤتمر الرابع والعشرين للجمعية الهندية للطب الطبيعي والتأهيل، بحيدر أباد بالهند، والتي كانت بعنوان "التنبيه الكهربي الوظيفي لاستعادة القدرة على المشي لمرضى إصابات الحبل الشوكي"، وقد نال أيضاً جائزة القيادة من كلية طب الأطفال بجامعة تمبل بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1998م لأعماله مع الأطفال ذوي التحديات الجسدية والعقلية. وقد تم تكريمه من قبل مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين بالتعاون مع مكتب التربية لدول الخليج العربي في عام 2000م خلال الملتقى الأول لمؤسسة رعاية الموهوبين بمجلس تعاون دول الخليج العربي، ومنحته جامعة الجزيرة بالسودان درجة الدكتوراه الفخرية لتنظيمه ورئاسته للمؤتمر العالمي للإعاقة والتأهيل في 2001م، كما حصل في شهر ابريل 2004م على الميدالية البرونزية والميدالية الفضية وشهادتي إنجاز من المعرض الدولي (32) للمخترعين في جنيف - سويسرا.لم تكن المجلات العلمية العالمية المحكمة التي كانت تتسابق على نشر بحوثه الإفراز الوحيد لطموحه العلمي لخدمة قضايا الإنسانية وقضايا المعوقين بالدرجة الأولى، فقد بادر هو نفسه لتأسيس مجلات ورئاسة تحريرها بكل جدارة حيث مثلت مجلات (العالِم) فكرية سياسية ثقافية اقتصادية جامعة باللغة العربية و (الصحة العربية) صحية، توعوية، تثقيفية، أسرية باللغة العربية و (عالم الإعاقة) إنسانية، توعوية، تثقيفية تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة باللغة العربية نتاجاً لمشروع البروفيسور الطريقي التنموي الإنساني فضلاً عن رئاسته لتحرير مجلة باللغة الإنجليزية هي (المجلة السعودية للإعاقة والتأهيل SJDR) ومجلة (الصحة العربية AHJ).