القاهرة/متابعات:احتفالاً بمئوية نجيب محفوظ أقامت الإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة محمد أبو المجد التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة سعد عبد الرحمن وبحضوره ندوة أدبية تحت عنوان (نجيب محفوظ ورواية الأجيال).شارك بالندوة عدد من النقاد والأدباء هم د.حسين حمودة، د. مصطفى الضبع، والروائي قاسم مسعد عليوه، وأدارها الناقد حمدي سليمان. وتأتي هذه الندوة بمثابة باكورة للنشاط الأدبي والنقدي الذي تنظمه الهيئة طوال هذا العام احتفاءً بنجيب محفوظ (مئوية ميلاده).وفى كلمته الافتتاحية أكد الشاعر سعد عبدالرحمن أن هذه الندوة هي الأولى في سلسلة ممتدة في عدة أماكن في محاولة للوفاء بكافة جوانب الأديب الكبير نجيب محفوظ، قائلاً (دعونا نتناوله كمشروع إبداعي كبير فيه جوانب ايجابية وسلبية بدون أن نحوله لوثن، لأني أعتقد أن في ذلك فائدة كبيرة لعشاق الأدب بشكل عام، والرواية بشكل خاص).وركز قاسم مسعد عليوه في (رواية الأجيال من الجد إلى آخر الأحفاد) على الأجيال التي غطتها الثلاثية التي تعد أول رواية أجيال في الأدب الحديث، مشيراً إلى أن في هذا النوع الروائي يستفيد الكاتب من جملة علوم إنسانية، ثم قارن عليوة بين كل من (ملحمة السراسوة) لأحمد صبري وثلاثية نجيب محفوظ، من حيث الوعي بالمدن والقرى والأحداث والمنظور.وفي توضيح سمات التقارب بين العملين أشار إلى: تعاقب الأجيال، ونشوء الأسرة من أصل بعيد كبير، واهتمامها بالطبقة الوسطى، تشابه بعض الأحداث، الاعتماد على وثائق واحدة تقريباً، وذلك على الرغم من اختلافهما في شخصية المرأة في العملين واختفاء الراوي في الثلاثية، وكثرة الفكاهة عند محفوظ...الخ.ومن جانبه ركز د. حسين حمودة على روايات أربع لمحفوظ تجسد الزمن الدوري واقتحامه بالزمن الخطى أو التاريخي، ومن هنا يأتي الصراع بين الثبات والتحول في رواياته، فأحياناً يجنح النص إلى التركيز على الثبات (كما في أولاد حارتنا) حيث يرتبط الثبات ببقاء الأوضاع السياسية والاجتماعية السيئة، مشيراً إلى أن إحساس نجيب محفوظ بالزمن لم ينته حتى آخر رواياته (قشتمر)، وظلت الجدلية بين البشر والزمن قائمة في هذا العمل.أما د. مصطفى الضبع فقد اقترح نشر الدراسات التي تقدم في مثل هذه الندوات في كتاب أو على موقع الهيئة، لإتاحتها للباحثين والدارسين، واقترح كذلك إقامة أكاديمية نجيب محفوظ للوفاء بجوانبه المختلفة، ثم تحدث في موضوع (تأسيس رواية الأجيال) أو الرواية الإنسانية، منوهاً بجذورها البعيدة في الثقافة الغربية، وتجلياتها المهمة عند (تولستوي) في الحرب والسلام وغيره.وذكر د. الضبع أهم سمات الرواية الإنسانية (الأجيال) وهي (الطول، الدائرية، الاجتماعية، غلبة النزعة الإنسانية، التركيز على البيئة والواقع النفسي للشخصيات)، كذلك أشار إلى سمات الثلاثية المهمة في هذا الصدد وهي الحتمية الطبيعية، التركيز على الزمن وحركة المجتمع، والاهتمام بالواقع النفسي للأفراد، علمية البناء وحضور النظريات العلمية (مثل: نظرية داروين وماركس وقوانين الوراثة)، وشاعرية الأسلوب الواقعي.وأكد في نهاية كلمته أن كثيراً من القراءات والدراسات حول أدب محفوظ هي دلالة على ثراء هذه الكتابة وخلودها وأهميتها، حيث تظل أعماله محل نظر واهتمام من أجيال مختلفة.
أخبار متعلقة