الفنان فؤاد هويدي لـ ( 14 اكتوبر ):
لقاء / طارق حنبلة في حوار صريح وشيق مع صحيفة ( 14 أكتوبر) كشف الفنان اليمني المعروف فؤاد هويدي عن كثير من المعوقات التي رسمت هذا المشهد الفني والإبداعي المزري، وأسباب تدهور واضمحلال المسرح اليمني العريق على مستوى المنطقة والعالم العربي الكبير.. فإلى التفاصيل. - ماهو تقييمكم لواقع الفن اليمني في عدن واليمن بشكل عام؟ - بكل أسف السلحفاة أسرع منه .. والفن عموماً في اليمن يفتقد إلى الكثير من مقومات النجاح لغياب الراعي الحقيقي.- ماهي الأسباب الرئيسية التي أوصلت الأمور إلى هذا الحد؟ - في الماضي كان للفن بريقه لأسباب كثيرة منها رعاية المبدعين من قبل جهات عدة كالثقافة والتلفزيون.. والإذاعة.. وكان هناك تدقيق في اختيار المواهب ودفعها إلى الواجهة لتحتل مكاناً في قلوب الناس.. أما الآن فصار كل مبدع يظهر على حساب المواهب الحقيقية والمبدعين الذين ألقي بهم على قارعة الطريق وإذا لم يتم تصحيح الوضع فسنجد أنفسنا في قادم الأيام نعيش على أطلال الفن القديم. - كيف يمكن للفن اليمني أن يستعيد مكانته الطبيعية والريادية؟ - لدينا مخزون من الفنون يضاهي أمثاله في كثير من دول العالم العربي ودليلي على ذلك أن الكثير من الأغاني اليمنية تغنى في دول الخليج وبعض الفنانين في دول عربية أخرى يقدمونها بتوزيع جديد ويفاخرون بها وكان الأولى رعايتها محلياً وحفظ الحقوق لأصحابها الأصليين حتى لا تنسب إلى تراث الآخرين. ولكن نعود للبيئة.. الرعاية والاهتمام من قبل جهات الاختصاص سيدفعان بالأغنية اليمنية إلى الأمام وكذا تدقيق الجهات المختصة في اختيار الأصلح لتقديمه. - ماهي ابرز مشاكل وهموم الفنان اليمني اليوم التي تعيقه عن أداء رسالته الثقافية والفكرية والإبداعية في المجتمع؟ - المعاناة كثيرة ويمكن حصرها في ضعف الإنتاج وعدم التعامل مع الفنان باعتباره روح العصر ، وبعد أجهزة الإعلام تماماً عن الاشتغال في الإبداع ومجالات المتعددة وكأنها غيرمعنية بإنتاج الفنون إلا في شهر رمضان. - باعتبارك احد مبدعي المسرح اليمني .. كيف تقرأ واقعه؟ المسرح والإبداع عموماً كالزهرة دائماً ما تكون بحاجة إلى الماء والرعاية وفي وضعه الحالي اعتقد انه إذا لم تسارع الجهات المختصة إلى الاهتمام سيفقد الكثير من مقومات بقائه وهناك محاولات فردية من عشاقه من الفنانين لإبقائه على قيد الحياة. - كيف يمكن له أن يعود إلى مساحات التوهج الحقيقي الذي كان معهوداً؟ - في الوقت الحاضر ليس لدينا شركات إنتاج يمكن أن تغامر لإنتاج أعمال مسرحية فرأس المال جبان كما يقال ولذلك ليس أمام المبدعين إلا وزارة الثقافة كرافد أساسي لإعادة الوهج الحقيقي للمسرح وهي الجهة المخولة من قبل الدولة لإدارة دفة الفنون المسرحية. - حققتم نجاحاً كبيراً ورائعاً حقاً في مسرحية ( معاك نازل) في اعتقادك الشخصي ماهي العوامل التي خدمت هذا العمل المسرحي الجميل وأدت إلى ارتقائه بهذا الشكل اللافت؟ - من الإنصاف أن نقول أن لدينا جمهوراً واعياً وعاشقاً للفن الجميل ، وعندما تقدم له أعمال مسرحية تحاكي همومه وحياته المعيشية يتجاوب معها ويتواصل مع الفنان حتى على مستوى الشارع فكيف سيكون الحال إذا توافرت لدى الفنان الإمكانيات لإنتاج عمله المسرحي بصورة سلسة ودون تعقيدات روتينية . مسرحية ( معاك نازل) توافرت لها ظروف إنتاج ومخرج ونص وطاقم من الشباب عملوا كخلية نحل لتوفير أسباب النجاح الذي لمسه الجمهور وأحبه ولا زال صدى المسرحية إلى هذه الأعمال وهو يتواصل معها إذا استطاعت أن تقترب من تطلعاته. - هل هناك مولود فني جديد .. عمل قادم سيحرك حياة المسرح الراكدة؟ - في الوقع هناك فرق مسرحية من الشباب تجري بروفات لتقديم أعمالها في عيد الأضحى المبارك واتمنى لها التوفيق والنجاح في ماتقدمه.