الشباب قوةُ جبارةُ وطاقة لا يُستهان بها إن أحسن استخدامها والاستفادة منها لأصبحت قوة فعلية هائلة تستطيع المجتمعات الاعتماد عليها في بناء اوطانها وتقوية أركانها وأساساتها الاقتصادية والصناعية والعلمية والتكنولوجية، وبالتالي فحتى يتم الحفاظ على تلك الطاقات يتطلب الأمر إعطاء أولوية قصوى وأهمية كبيرة لقطاع وفئات الشباب ككل ووضع نصب أعين المجتمعات بكل فئاته وشرائحه وأفراده ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية والشعبية لها والعمل على رعايتها واحتضانها ومساعدتها ووضع البرامج والخطط والإستراتيجيات والآليات لتطوير مهارات وكفاءات ومدارك الشباب ولزيادة ورفع مستواهم العلمي والمهني ودفعهم للتفوق والتحصيل العلمي الجيد والممتاز، كل ذلك لن يتم إلا متى ما وضعت فئات الشباب وتلك الشريحة من المجتمع ضمن أولويات الدولة والمجتمع ومؤسسات المجتمع المدني، وكافة الفعاليات والأحزاب والتنظيمات السياسية والحزبية والجماهيرية والشعبية والعلمية، فهل تم ويتم ذلك بأن يتم وضع قطاع الشباب من ضمن أولويات تلك المؤسسات الشعبية والمدنية والرسمية وهل تم ويتم ذلك على المواقع تنفيذًا فعليًا لها قولاً كلاميًا ونظريًا على الورق، هل تم برمجة وبلورة ما يخص قطاعات الشباب على الواقع الفعلي أم أنّه لا يزال على الرفوف كتلك الدراسات والأبحاث والبرامج والخطط والإستراتيجيات والمشاريع وغيره، فمتى نستطيع أن نضمن عدم الانحراف والضياع والجنوح للشباب والنشء والأحداث، على أن نضمن القول بالفعل ونجسد ذلك فعليًأ بأن نرتب ونعيد ترتيب قطاع الشباب والعمل على المساعدة ووضع نصب الأعين عليهم في توفير كل مستلزماتهم ورصد الإمكانات وتوفيرها لهم وفي كل المجالات والصُعد الدراسية والتربوية والعملية والرياضية فعندما تكون هناك بطالة وعمالة وعدم وجود سوق عمل ووظائف شاغرة للشباب والخريجين من كل القطاعات العلمية الجامعية والثانوية والمعاهد الفنية وغيرها ويجد الشباب والأجيال أنفسهم في سوق البطالة منتشرين في الأزقة والشوارع بلا عمل أو هدف مكدرين على أسرهم وأهاليهم، ضاغطين عليهم، معتمدين على أوليائهم وذويهم في مصاريفهم وصرفياتهم، فأصبح الأهل والأسر يصرفون على أولادهم الشباب العاطلين عن العمل.فعلاً هي مشكلة عامة وإحدى التحديات التي تواجه المجتمع وهي مشكلة العمل فهل بالإمكان حلها كيف ومتى؟ وهل يمكن توظيف الشباب والخريجين في قطاعات العمل متى وكيف؟ أسئلة يتوجه بها الأجيال والشباب، فهل ننصت ونستمع لهم ونفتح قلوبنا وعقولنا وأذهاننا لهم، لمعرفة ما يعانون منه؟ من إجحاف في حقهم وعدم المصداقية في القول والفعل الرسمي والشعبي؟ هناك متطوفون شباب من الجنسين الذكور والإناث يعملون كمتطوعين في قطاعات الصحة والتربية وغيرها ولهم سنين وحتى اللحظات لم تحل مشكلتهم في التثبيت والتوظيف الرسمي وطرقوا كل الأبواب والمنافذ ومع ذلك لم تحقق أمانيهم وأمنياتهم وأهدافهم في التثبيت رسميًا والمشكلة بحد ذاتها النظام المالي الإداري المعقد وتعقيداته الروتينية والبيروقراطية وعقبات اللامبالاة وعدم الإكتراث والاهتمام من ذوي العَلاقة ونظام مالي إداري معقد ولا يستطيع حتى القائمين على تنفيذه أن يفهموا محتوياته وعناصره وأصوله.ومع ذلك كل هذا يزيد الطين بله!! ترى ماذا سيكون مصير هؤلاء الشباب العاطلين عن العمل؟ أليس التسكع في الشوارع إن لم يصابوا بالاحباطات والعقد النفسية والمرض النفسي نتيجة الضغوطات والاحباطات تلك وعدم قدرتهم على تنفيذ أحلامهم وأمانيهم وعدم حصولهم على العمل الشريف والأعمال والوظائف، عندما لا تكون هناك رؤى ورؤية واضحة المعالم وعدم المصادقية والصدق وعندما تكون هناك دغدغة لمشاعر وعواطفهم وأحلام الشباب وعدم تنفيذ الوعود والالتفاف عليها والتدليس وعدم التنفيذ الفعلي للخطط والبرامج العملية لاستيعاب الشباب والخريجين للعمل في سوق العمل والوظائف الرسمية الحكومية الخاصة ويُرى ماذا سيكون ردة فعلهم وتأثير ذلك على تلك الريحة والقطاع بسبب ممارسة (الخداع) (أو الديماجوجية) تجاههم!!علينا أن نكون صادقين في التعامل والطرح معهم حتى لا تخسر أكثر تلك القطاعات وحتى لا تزدحم العيادات النفسية؟ بسبب الصدمات والاحباطات وعدم القدرة على التوافق النفسي والاجتماعي للشباب والبشر، فعدم القدرة على التوافق النفسي والاجتماعي للمرء وتعرضه كثيرًا للصدمات والضغوطات والاحباطات واكتشاف أساليب الكذب والتدليس وعدم المصداقية والشفافية والصراحة وعدم تنفيذ الوعود والبرامج من قبل الجهات ذات العَلاقة تولد لديهم إحساسًا وشعورًا بالنفور والصدمة ومحاولة الإنزواء والانطواء والتردد والتقهقر وظهور ردود فعل معاكسة ومضادة محبطة تجاه المجتمع ومؤسساته ويبدأ هناك الظهور الأولي للأعراض المرضية النفسية، كما لا ننسى بأنّ المرض النفسي ظهوره أساسًا يأتي من الجانب الوراثي ولكن أيضًا للصدمات والاحباطات والضغوط التي تواجه المرء تولد أعراض المرض النفسي كالاكتئاب البسيط والحاد، الذي يبدأ بسيطًا ذو أعراض جانبية كالضيق و(الكظم) والشعور بالتعب والبكاء من دون شعور واللاإرادي والسوداوية والتشاؤم في التعبير والوجدان والعاطفة المكتئبة.وفي الجانب الآخر يكون هناك قد تولدت أرضية خصبة للجنوح والانحراف ويصبح الطريق معبدًا وسهلاً لهؤلاء القلة في الانحراف نتيجة لعوامل وظروف التربية والصداقات والخلافات الأسرية والأحداث والخبرات المؤلمة والأحداث العامة القاسية التي مرت وتمر بها المجتمعات من صراعات وحروب مسلحة ودامية وصراعات وتقلبات داخلية سياسية وأيضًا للأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية وغيرها.تُرى هل سيستقيم المجتمع ويتطور في ظل أوضاع كهذه فالمواءمة بني مخرجات واحتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية واعتماد الخارطة الوطنية للتعليم الفني والتدريب الفني.إنّ الوقاية خير من العلاج فبدلاً من صرف تلك الملايين المخصصة للعلاج والعقاقير والأدوية المضادة للأمراض الفتاكة البيولوجية والنفسية وغيرها من الأمراض؛ فإنّ تشخيص المرض والحالة والعمل على الوقاية منذ البدء والحماية من الأمراض وتوفير فرص العمل والدراسة والرعاية والعناية الفعلية بالأجيال وتحصينهم وتوجيههم وإرشادهم وإيجاد قواعد وأرضيات صلبة للدراسات الفنية والجامعية والتخصصية وربط ومواءمة مخرجات واحتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية والالتزام بتوظيف المخرجات تلك في شتى أنحاء البلاد وفقاً للسياسات والخطط والإستراتيجيات الوطنية الواقعية، وخلق مُناخات مناسبة ومساعدة للأجيال في التعليم المجاني والتطبيب وخلق فرص عمل ودمج الشباب والنشء فعليًا في الفعاليات والخطط العامة واستقطابهم في المجالات والمناحي المتعددة للعملية التعليمية التربوية والرياضية والثقافية والفكرية والفنية وتوفير المستلزمات الأساسية لهم مجانًا أو بأسعارٍ رمزية وتوفير الكتب والمجلات العلمية والدورية وربطهم بالتطورات العلمية الهادفة وإدخال نظام الكمبيوتر في دراستهم وإعطاء أهمية كبرى للنشاطات اللاصفية والرياضية من ضمن برامج ومقررات التعليم كل ذلك يتطلب أن يكون هناك عقلاً ووعيًا يتفهمان ويدركان وإدراك للمسئولية الوطنية المخلصة تتفهم لقضايا وطموحات وأهداف الشباب والتحديات الماثلة أمامهم وحل مجمل القضايا والمشاكل التي تتعرضهم ومساعدتهم على تخطيها وتجاوزها وتوفير قواعد ومُناخات الآمن والاستقرار في حياتهم فهل يحصل ذلك!
الشباب .. بين الطموح والأمل المفقود
أخبار متعلقة